٦- تعال

188 10 3
                                    

لمت نفسي وعاتبتها ووبخت افعالي دون رحمة ثم وعدت نفسي وتعاهدت ان لا عودة الى لقاء اخر  . صفعت نفسي بقوة وانا افكر بعقلانية" يكفي انك تترصدها ليل نهار.  يكفيك ايها الوغد الجشع فلاتسلبها قوتها وهي التي تحتاج منك ان تمدها بالقوة.. ياللعار ... ياللخيبة "

بقيت اجلد ذاتي دون كلل بينما انا الى جوارها طوال تلك الليلة وحتى استيقظت اماني في الصباح التالي.

شعرت بالاختلاف . اماني كانت تنبض حياة يومها فقد كانت في مزاج جيد وقد تغلبت على اشباح الماضي بسرعة اكبر مماتخيلت وودت ان افرح معتقدا ان ذاك كان تأثيري الايجابي عندما التقينا ثم عدت اوبخ افكاري الشيطانية التي تحاول ايجاد اعذار للقاء اخر.

تتبعتها كعادتي بينما انسابت كالفراشة بنعومة وخفة تقوم بمهامها لذلك اليوم وما ان عادت من العمل مساء واخذت حماما منعشا حتى توجهت نحو حصالة نقودها . وكانت تظن ان وحدها من يعلم الطريقة السرية لفتح الحصالة من الاسفل رغم ان الحصالة تبدو انها لا تفتح الا بتحطيمها .
كانت تدخر بشكل دؤوب نقودا ورقية وهي تظن انها بامان . لذلك اخذت تفتح الحصالة وهي تسخر من نفسها لتصديقها الحلم وكم كانت دهشتها وهلعها عندما لم تجد في كلا الحصالتين سوى العملات المعدنية وقد اختفت كل اموالها الورقية . في البدء اخذت دقيقة لتستوعب الامر ثم اخرى لتفكر كيف يمكن لشخص في حلمها ان يعلم ذلك وهي لم تعلمه بعد .

لتتأكد ،انتفضت واقفة وذهبت الى غرفة وفاء ،وفتحت دولابها واخذت تفتش في المكان المحدد الذي دللتها عليه. وعثرت على علبة غالية حوت ثوبا حريريا باهظ الثمن بداخله.
فارتعدت اوصالها غضبا واطلقت صرخةرعب، ثم استولت على الثوب وفرت به الى غرفتها .
" سأريكِ ايتها اللصة الصغيرة"
قالت بحنق وخبأت الثوب في مكان لا يخطر على بال ثم اخذت بعض الوقت لتفسر الذي كان يحدث . ثم نظرت حولها بهدوء وخوف حتى اصابتها القشعريرة فركضت بعدها الى امها وجلست معها في المطبخ .

كنت اراقب تفاعلاتها بمرح صاخب لقد كانت خائفة حقا وهذا لم يكن الممتع في الامر.  بل كانت المعركة العقلية التي كانت تخوضها بين منطق ينكر ودلائل تؤكد.
بقيت الى جوارها استمع الى حديثها مع امها والذي قادته باحتراف وسلاسة كي تصل الى نقطتها " استطيع ان اتفهم شعورك .. فوالدي حقا اضاع فرصا كثيرة . ألم يعرض عليه ان يكون رئيس مجلة " ملكة" ورفض ذلك ايضا؟!"
قالتها والتمعت عينيها بفضول وقلق . والدتها اسقطت عليها ضربة على كتفها وجرتها اليها وهي تهمس " كيف علمتِ بالامر ؟ هل والدك يشتكي اليكِ دون علمي ؟ دعيني اخبرك انه لا يحق له الشكوى فبسببه اليوم نحن نعاني -"
قاطعتها اماني تحاول تغيير الموضوع وصوتها يتحشرج قلقا " امي اهم شيء في الحياة اننا معا وبصحة جيدة ماذا يمكننا ان نطلب من الله اكثر من هذا. امي.. تذكرت ان عليّ تحضير اختبار مفاجئ !!لا املك الوقت !عن اذنك " قبلتها برقة وانسحبت بينما امها تقسم بحنق ان اماني تتحجج كي لا تقوم بتقطيع السلطة .

حبيبتي الانسية( مكتملة )Where stories live. Discover now