"اعدني اليها "صرخت على المشرف امرا . فقال
"ألم ترد لكل شيء ان ينتهي قبل لحظات؟"هدأت روعي قليلا ثم قلت لنفسي " تنفس بعمق وصفي ذهنك لقد كان محرد اختبار ، رغم انه بدى واقعيا .. الا انه في الاخير وهم لاغير "
هو " الا تدرك الوضع حتى الان . انت لا تستطيع الذهاب لأي من العالمين حتى وان امتلكت قوة الارض والسماء. لا تستطيع الا ان تنهي مابدأت او لاتفعل ابدا .. للحق لم استطع مهما حاولت ،ان افهم اشياء كثيرة عنك حتى اخر اختبار .. تغير الامر كثيرا الان ... لا يفترض بي ان اتعاطف .لكني قد غيرت رأيي فيك تماما ."
ثم اختفى المشرف وساد صمت طويل . بقيت افكر في ماذا لو ؟ ماذا لو انها فعلا قد ذهبت لغيري ؟ ثم اعود فأنفي الا انه في قلبي شعرت بأسى عميق شعرت معه برغبة بالبكاء وانا لا اقصد ذرف بعض الدمع بل النحيب.
لم اكن كجني قادر على ذلك من قبل لم اشعر برغبة في البكاء وكنت اعجب ممن يبكون بمعنى النواح او الاجهاش بالبكاء . لكنني في الطريق لاكون انسانا اكتسبت الكثير من صفاتهم بالفعل ، ولنقل انني يومها بكيت وبكيت ولساعات وربما ايام .
في ذلك المكان الخاوي و المظلم الصامت بكيت كل محتويات قلبي : هي تنتظرني دون شك .
لكن ماذا لو لم تفعل ؟
كنت ولابد سأموت في كل مرة اراها لاني كنت سأفكر انهااصبحت ملك رجل اخر .
لا هي لن تفعل ماعشته كان اختبارا مجرد وهم وسراب.لا اعلم لكم استمر الامر على هذا الحال. ربما لايام او اسابيع او شهور .لم اكن لادرك في ذلك البعد الذي نعيشه في عالم الضباب.
فقط بعد ان سويت كل الفوضى الذي سببه لي اختباري الاخير كان صوت المشرف يتململ " حسنا فهمت ..يكفي تعذيبا لقلبي الرقيق"
لم افهم ما كان يعنيه ولم احاول حتى.
تكلم " تحبها رغم كل شيء ولن تفكر بأي شيء اخر ، لو كنت تفكر اساسا لما كنت معي هنا الان ! "
شعرت بان كلماته اهانتني
فقال موضحا" لا داعي لشعورك بالاهانة انا فقط اتعاطف مع احدهم للمرة الاولى يبدو انني بدأت افقد لمستي"كما لو انه يقرأ افكاري استعجبت للحق !
عندها تكلم مفاجئا اياي لابعد مدى " بالطبع افعل. منذ دخولك هذا العالم وانا اعلم كل ما تفكر به وما تشعر بل وبكل ما ممرت به من حياة وذكريات"
جعلتني كلماته اشعر بالذعر ." الا يعني هذا انه كان بامكانك ايقافي منذ البداية عندما خدعتك ؟"
" لقد استمتعت وانا اراك تتحايل كطفل مراوغ ، لقد كان ممتعا ان اتصنع عدم المعرفة واسايرك"
اهانني ما قاله وشعرت وكأنني دمية في بيت الدمي الخاص به واردت للامر ان ينتهي.
هو " لا ليس بهذه السرعة انت طماع لابعد حد على ما ارى "
لقد كان يجيب على افكاري مجددا مما جعلني اجفل لكل فكرة تطرأ في بالي وانا ألوم ذاتي واطالب نفسي بعدم التفكير كي لا يسمعنا.اخذ يقهقه ما اسمك وقال امض يا رفيقي فأمامك بوابة جديدة وهنيئا لك النجاح بهذا الاختبار .
استغربت اي نجاح وما كان نوع هذا الاختبار لكن ما اسمك لم يكن بالمزاج للحديث " لن اخبرك " قالها ببساطة وانفتحت امامي بوابة كبيرة .
YOU ARE READING
حبيبتي الانسية( مكتملة )
Randomهذه الرواية هي الجزء الثاني لرواية حبيبي الجني.الراوي فيها يوسف ، يتحدث عن الماضي الذي ربطه بحبيبته قبل ان تنساه وعن رحلة البوابات المائة وعن بحثه المضني ليجدها ما ان اصبح انسيا. تتبع الجزء الاول