٧- سآتي

176 9 3
                                    

لم اكن افكر او اعتزم ان افعل ذلك مجددا . لكنها كانت تطلب مني ذلك بنفسها . ارادت ان تقابلني مجددا وذاك وحده كان كفيلا بأن يرسل موجة عارمة من البهجة في قلبي. وسألني صوت آمل في رأسي " هل اشتاقت اليّ؟" كانت نبرتها الآمرة فيها من اللطف والظرافة ماجعلني غير قادر الا ان استلطفها اكثر .
اخذت وقتا طويلا حتى بعد ان نامت ملاكي المتسلط. بقيت افكر ان كان يفترض بي الذهاب وخيانة مبادئي ام الامتناع عن تنفيذ طلبها وتحطيم قلبها .

من ناحية، لم اود ان اؤثر عليها سلبا بأي طريقة . ومن ناحية اخرى لاحظت اني بزيارتها الاولى لم يتغير شيء بشأنها ولم الحظ اي ضرر او اذى لحقها ليس كما اخبرني ميخال.
بينما صرت محتارا ومتذبذبا اي الخيار اصلح ،تكلم صوت قلبي وكان الاكثر صخبا ،فأصغيت اليه. تغاضيت عن الحذر وانطلقت بجنون العاشق اليها في الحلم.

••••••••••••••••••••••

كانت تنتظرني وقد ارتدت فستانا ملكيا عجيبا غاية في الروعة .
قلت وفي نيتي اغيظها " متى اصبحت قادرة على التحكم باحلامك حتى تتعمدي ان تبدي بهذا الجمال امامي؟ "
انتفضت هي ما ان انتبهت لوجودي وقد رأيت الخوف في عينيها فشعرت بالندم لانني لم اكن اكثر رقة وحذرا في معاملتي لها، كانت غارقة بسلام في افكارها الخاصة وصوتي الخشن قد افزع قلبها المرهف فقلت معتذرا " اسف لاخافتكِ" .

لاحظت توترها وارتباكها وهي تقول " اردت ان ابدو جميلة كي اسحرك تماما فلا تؤذيني " كانت جملتها صريحة بشكل مؤلم . جلست الى نفس المقعد في نفس الحديقة التي حلمناها اخر مرة .وارمقتني بنظرة تدعوني للجلوس الى جانبها ويدها تربت على مكان في المقعد بجوارها. فانسبت الى جانبها دون تفكير .

كنت مصدوما بكلماتها فتكلمت بصعوبة اتساءل " كيف يخيل لك انني في ايما يوم من الايام سأفكر مجرد فكرة بايذائك؟"
سألت ببراءة " لمٓ لن تفعل ؟"

عقدت حاجباي ثم ابتسمت لسؤالها " لاني احبك بصدق كما لم يفعل احد من قبل . "

نظرت اليّ مطولا ولاحظت الارتياح يغير ملامحها وتابعت كلامي " هل رأيتِ مهيما بالحب يؤذي معشوقته فوالله لانه اهون عليّ ان انهي حياتي على ان يمسك سوء "

قلت ماكان يجول بخاطري وودت لو انها تستطيع ان تفهم شعوري. نظرت اليها مستجديا، حيث شعرت اني عاجز عن جعلها ترى مافي قلبي من حب لها .لكنني كنت مخطئا لانها بعد مدة من تبادل النظرات بصمت . نهضت ووقفت امامي مما جعلني اقف متوترا كما لو انها كانت القاضي الذي سيحكم بأمري.

احببت رؤيتها دون ان تراني واحببت اكثر كونها قادرة على رؤيتي في تلك اللحظة والتفاعل مع وجودي.احببت عينيها اللتين كانتا تبحثان عن شيء فيّ.

وحاجبيها الذين اخذا يقطبان ويستريحان وشفتيها اللتين كانتا ترتعشان .
كان بيني وبينها اقل من متر واحد فوجدت نفسي دون شعور اقترب خطوة ولولا انني سيطرت على نفسي لكنت احتضنتها دون تردد بعد ان اعجزت نظراتها اليّ كل دفاعاتي.
لم تخف مني عندما تقدمت صوبها بل قامت فتقدمت هي خطوة نحوي حتى لم يعد يفصلنا سوى اصبع واحد .
شعرت بعذاب بهيج في قلبي لكنه عذاب استهويته، كان هذا هو الاحساس الذي فقدته وعذبني طوال الوقت بينما انا اتبعها كظل لايرى. ترددت اماني قليلا ،ثم قالت وهي تنظر في عيني وكأنما كانت ترى وتسبر اعماق روحي " لقد اقسمت بالله! .. هل انت مسلم؟"
هززت رأسي بالايجاب .

حبيبتي الانسية( مكتملة )Where stories live. Discover now