٩. سوداوية

143 8 3
                                    

بالرغم من اني لم ارد ان اتركها ولو للحظة اضطررت لذلك لانه تحتم علي رؤية صديقي ميخال واملي الوحيد معلق به .
اسرعت عليه وما ان وصلت حتى اخذت ادق الباب وفتح عندما كنت موشكا على كسره.
لم يكن سعيدا لرؤيتي لقد كان مستاء مني بكل تأكيد لسبب ما لكني تجاهلت امره. فقد كنت اعلم بأنه وبالنظر الى صداقتنا الطويلة لم يكن ليتجاهلني والا يساعدني وانا استغيث به.
بادرت بالكلام ما ان اغلق الباب وألتفت نحوي " ميخال ارجوك ساعدني . انا في ورطة واحتاجك "

لم يكن متفاجئا ولا مستغربا فقال " اعلم . لكني اشك انك تعلم اي نوع من الورطات وقعت. انا متأكد انك هنا لسبب اخر "
نظرت اليه منتظرا تفسيرا فأعقب قائلا " لا اصدق انك تجاهلت تحذيري وانت تعلم انني لم اكن امزح"

قلت وقد اعتراني الخوف من النظرة الجادة العابسة التي اعتلت وجهه" مالذي تتحدث عنه"

هو " ألم اخبرك ان التعويذة التي اعطيتك تعمل على استنزاف طاقتها ؟! لكنك وبكل بلادة استغليت السحر بطمع متجاهلا كم ان السحر الاسود شرير وخطير، والان فقط تأتي الي!"

نفذ الخوف الى اعماقي ونسيت ما جئت لاجله واصبحت ارتعد خوفا مما انا موشك على معرفته عندما سألت بحذر " ميخال ارجوك توقف عن تعذيبي واخبرني مالمشكلة ؟"
كان يلملم بعض مخطوطاته عندما وقع كأس وانكسر فقال كاتما غيظه هامسا " تباً"
توجه نحوي بغضب ولكزني باصبعه على صدري قائلا ببطء " انت هو المشكلة"
وتابع بعد ان اعطاني ظهره " لقد استنزفت الانسية حتى اخر قطرة والان فقط تأتي طالبا العون! ليس بيدي شيء افعله لك. واني لخائب الظن بك حتى وان كنت صديقي"

شعرت باطرافي تتجمد وتمنيت العودة بالوقت حتى وان كلف الامر حياتي . اردت ان اعود لاصلح ماافسدت
" اخبرني انك لا تعني ماتقول " هززت ميخال بعنف " لقد تركتها ولازالت بخير.. انها متوعكة قليلا لا غير.. ميخال لاتفعل هذا بي !"
هو " انت من فعلت هذا بنفسك . اعلم انك على الارجح فكرت ان مفعول زياراتك الليلية التي استطالت شهرا لم تكن مؤذية لتلك الدرجة الا انك نسيت انك تتعامل مع سحر اسود والسحر الاسود شرير بكل معنى للكلمة ..

ماكنت ستتابع ماتفعله ان رأيتها تذبل امامك .. لقد استدرجك بأن جعل موعد دفع الثمن يأتي آخر الامر لاغير .. والان لا احد بمقدوره مساعدتك ولا شيء استطيع فعله.. انا اسف "

انا في حالة من الذهول واللاتصديق " لا . لايمكن .."

شعرت بعالمي ينتهي " لابد ان هنالك شيء .. ميخال !"
صرخت باسمه مما زاد استياءه .
ميخال غاضبا " لقد انتظرتك طوال هذه الفترة ان كنت قد اتيت مبكرا لربما .. تبا لك وماشأني انا بك .. هيا غادر منزلي لا اريد ان اراك"

كنت مصدوما من ردة فعله الا اني كنت اخوض معركة داخلية بين ندم وألم وعجز شوشت كل احاسيسي.
قلت  مستجديا مرة اخيرة بينما هو يدفعني خارج منزله " ارجوك اخبرني ان هنالك شيء يمكن عمله"

حبيبتي الانسية( مكتملة )Where stories live. Discover now