انتهى الحلم ووجدت نفسي اقف امام حبيبتي النائمة مجدداً.
كان قلبي لا يستقر مهما حاولت تهدئته . كنت اعلم ان مااقوم به هو الجنون بذاته، الا انني كنت اشعر بالبهجة كما لم افعل من قبل . كنت اشعر ان السعادة تتفجر بي وان لا شيء في هذه الحياة يستطيع الوقوف في طريقي او ان يحول بيني وبين مصدر هذا النبع من الحياة التي اماني هي مصدره.
ركعت امام وجهها النائم على السريروتأملت ملامحها كما لو انني ان اغمضت عيني او اشحت نظري فسأنسى كيف تبدو وسيكون ذلك فظيعا . اردت ان انحت في ذاكرتي وجه حبيبتي الوديع النائم، وجه جميلتي النائمة.انتظرتها في الليلة التالية بفارغ الصبر كي تنام حتى نلتقي مجددا كما وعدتها وما ان غفت حتى كنت قد ذهبت اليها .
في تلك المرة كانت ترتدي ملابس عادية كالتي تلبسها للخروج مع صديقاتها . ولانها بدت طبيعية كما عهدتها دائما، شعرت بفرح عارم وانا افكر كما لو اننا اجتمعنا في عالم واحد وجه لوجه عالم حقيقي وليس حلما .
كان وهما وقد استمتعت به رغم معرفتي انه زائل.
ما ان رأتني امشي اليها في تلك الحديقة عينها. ما ان رأتني حتى لوحت لي من بعيد وهي تبتسم وتنادي " يوسف !"
حدثت نفسي وقتها بأني اسعد مخلوق في تلك اللحظة وانني لست ارجو من الحياة اكثر من هذا .يومها وكأنه اول يوم نتقابل . اخذت تتعرف علي وتسأل عني وعما احب واكره . ثم سألتها بدوري عن اشياء حيرتني بشأنها وودت لو اعرفها .
وقبل ان اشعر بأني اكتفيت وقبل حتى ان اشعر بأن ايما وقت قد مضى ،كانت قرابة الساعتين قد انقضتا.
اكثر من اي مرة سابقة ، كنا قد قضينا وقتا طويلا قبل ان تبدأ اطراف الحلم بالبهتان والتلاشي فعلم كلينا ان علينا ان نقول وداعا مع وعد جديد بلقاء اخر في ليلة تالية .
••••••••••••••وبالفعل ألتقينا في الليلة التالية وماتلاها وهكذا كل ليلة ولمدة شهر تقريبا . كانت تلك هي اسعد ايام حياتي وكنت كالمغشي عليه كليا. فلم استطع ان افكر او ارى شيئا سوى حبيبتي . كنت غارقا في عمق محيط لا نهائي من الجمال والسعادة بحيث انني لم ارى تفاصيلا صغيرة كانت مهمة .
كنت قد اعتدت ان اتواصل مع اماني .ان اتكلم فتسمعني واسمعها وارد عليها. ان ننظر في عيني بعضنا ان نبتسم معا وان نمسك ايدينا ونشبك اصابعنا معا بينما نمشي معا حتى ينتهي اللقاء بانتهاء الحلم . كنت ببساطة قد ادمنتها ولم اعد استطيع العيش بدونها ورأيت تعلقها بي يزداد ويقابل تعلقي بها .
لكنني في الاخير وعندما اصبح الامر جليا لاحظت الامر . كانت اماني تذوي. في اول الامر كانت تقول انها تشعر بالكسل ومن ثم اصبحت تشتكي من انها متعبة طوال الوقت.
اعتقدت انها مصابة بمرض سيزول قريبا وستشفى وستعود كالسابق، الا انها ظلت تشتكيمن الام غير مفسرة واحتار الطبيب في تشخيصها حتى قرر انه شيء بسيط وعلى الارجح نقص في الفيتامينات والمعادن.
وبعد اسبوعين من استخدامها المكملات الغذائية دون تحسن بل ازدياد في سوء حالتها اخبرهم الطبيب ان حالتها الجسدية قد تكون نابعة من ضرر نفسي .
YOU ARE READING
حبيبتي الانسية( مكتملة )
Randomهذه الرواية هي الجزء الثاني لرواية حبيبي الجني.الراوي فيها يوسف ، يتحدث عن الماضي الذي ربطه بحبيبته قبل ان تنساه وعن رحلة البوابات المائة وعن بحثه المضني ليجدها ما ان اصبح انسيا. تتبع الجزء الاول