هو " مما اراه استنتج انك تتحداني كي اتقن عملي لذلك يجب ان اريك مهاراتي ومواهبي . لذلك دعني اخبرك اني منذ هذه اللحظة سأقوم بكل جهدي كي اكون ذو اهلية بمنصبي " قال المشرف
انا ملاطفا " ما اسمك .. لا تقسو علي اني اريد ان ألحق بحبيبتي قبل ان يفوت الاوان لا غير " شرحت محاولا تهدئة الوضع المحتدم
" اذن "ما اسمك" هو اسمي كما ارى .عجيب انت وافكارك . ومن اجل ان تعبر مائة بوابة وتجتاز مائة اختبار لا تريد لمحبوبتك الغالية ان تجتاز اختبارا واحدا وهو اختبار الزمن ! يالك من معتوه ميؤوس منه.. سيتم اختبارها دون شك .. اتساءل ان كانت بنفس ولائك"شعرت بالقلق وببعض الضيق فبرغم انني لم اشعر بالملامة عندما قالت لي انها لن تنتظرني ولها كل حق في ذلك الا انني املت ان يكون هناك ذلك القدر ولو الضئيل من الاهمية في قلبها لي،بحيث تقرر فيه ان تتمسك بي . لكني وبخت نفسي لظني بها السوء ولو كفكرة عابرة .وقررت ان لا ادع اي احد او اي شيء يؤثر عليّ.
نعم اماني ستظل تحبني .حتى ان لم تفعل لا يهم . ان كنت فقط في نفس المكان الذي يحتويها اتنفس الهواء الذي تتنفسه اشعر بوجودها في الحياة واراها واشعر بها ولو من على بعد مسافة ذلك يكفي . يكفي ويزيد .
قلت بحزم " ما اسمك. هلم الي باختباراتك فأنا على عجل.امطرها عليّ"
هو" لا تعجل . لا تعجل فما سيحصل سيحصل عجلت ام لم تعجل"
لم افهم كلماته لكنها لم تعجبني .انا"ما اسمك. انتظر رجاء ! "
هو" ماذا ايضا"
انا" ارجوك توقف عن خدعك"
لم يرد في المقابل .
وفجأة وجدت نفسي في مدينة . تعج بالناس وكنت في وسط سوق مكتظ فيه الذاهب والاتي كل يتحرك في عالمه. كان كل شيء حقيقيا ماديا وملموسا تماما كالمرأة ساحرة الجمال سابقا. في كل اختبار اشعر بنفسي اصبح اقرب لكوني انسيا .
في هذا الاختبار . وجدت نفسي تاجر صغير ابيع في دكان صغير مزدحم بالبضائع. وامرأة عجوز تخبرني ان انقص السعر . " هذه هي الحبكة اذن مالمطلوب ؟"
ما اسمك اجاب في رأسي لاول مرة يكون هناك عندما احتاجه " ان اردت ان تنهي الاختبار فعليك ان تجمع مامقداره ١٠ الاف من المال."
قلت بتململ " تجارة!" كان اكثر ما اكرهه بشأن الانس هم حاجتهم واعتمادهم وهوسهم بالمال . كان المال كل شيء ويزداد اهمية بمرور العقود مثيرا حفيظتي وسخريتي وعجبي. والان اراد ما اسمك ان يعلمني التجارة !
" لا بأس بامكاني ان اقوم بهذا . هذا لا شيء مقابل كل ما مررت به . سنتجاوز الاختبار يا حبيبتي "
هو" والان كي لا اخيب ظنك بي هلاّ جعلنا الاختبار اكثر متعة" تكلم ما اسمك ثم تابع
" منذ هذه اللحظة وحتى انتهاء الاختبار ستنسى كل شيء عن كونك جني وعن كونك في عالمي وستحيا كجابر التاجر ولن تتذكر سوى ضرورة ان تجمع ١٠ الاف من المال "
اردت الاعتراض غاضبا ثم في اللحظة التالية كنت قد نسيت لماذا غضبت ثم اني تساءلت مالذي يحصل فأخبرني عقلي انني جابر التاجر في سوق الليل ويجب ان اجمع ١٠ الاف من المال في اسرع وقت الا انني لم ادر لماذا علي جمع مثل ذاك المبلغ وماذا اردت القيام به . نمت في رأسي ذكريات ليست لي عن نفسي الجديدة . جابر اب في منتصف الاربعين لايتام اثنين فتاة شابة وولد صغير سماء وسامي . منذ ماتت زوججته وهو يربي الاولاد بمعية جدتهما التي كانت تتذمر باستمرار بمدى الم ظهرها واقدامها.
حياته في السوق عبارة عن حلف كاذب لاقناع المشترين وتزوير للوزن بمقدار ضئيل كي يكثر ربحه. لم يكن محبوبا او معروفا انما كان له صديق اسمه علي وكان صديقه منذ الصبا ويملك محلا بجوار محله يظلهما مظلة سوق واحدة ممتدة في ذاك الزقاق المترب ويتحدثان الى بعضهما البعض طوال النهار . لعلي اب وام لا غير لم يكن متزوجا وكان في منتصف الثلاثين او اواخرها.
للوهلة الاولى احسست بارتباك شديد وشعور بالغثيان ولم ادري ماذا يجري لي . اسرع الي علي ببعض الماء وربت على ظهري . شربت وتمالكت نفسي الا انني بقيت اشعر بالغرابة . لم اتكلم لساعات طوال وانتهى سوق الليل في منتصف الليل ولملمنا اشياءنا انا و رفيقي بعد ان اغلقنا دكاكيننا ومشيت معه كعادتنا الى بيتينا اللذين كانا ايضا جنبا الى جنب.
في الطريق رأيت علي يعد المال متوترا مضطربا وهو يلعن " ستة الاف وتسعمائة وستون. تبا متى سأحصل على ال١٠ الاف "
تذكرت رغبتي الشديدة في الحصول على ال١٠ الاف ايضا فسألته " علي يا صديقي ذكرني فقد نسيت لماذا نحتاج ١٠ الاف من المال ؟"
علي متلعثما " اا.. لا.. لا ادري.. انا ..فقط اعلم انني احتاجها"
اجبت " انا ايضا لا اذكر سوى اني احتاجها .. هل هو اثار الكبر يا صاحبي ام ماذا !؟ الا انني اشعر بانقباض في صدري يحثني حثا كي اعد مالي اريده ان يكون ١٠ الاف"
اخرجت مالي الذي كسبته اليوم اعده وياللخيبة اذ ان ما كسبته لم يكن سوى ٣١٠ لا غير . جن جنوني . كنت غاضبا ومستاء وحنقا واريد تحطيم شيء ما لشدة احباطي ولم ادر ما اسبابي .
علي وقد امسك بي مهدئا ومانعا اياي من كسر جرة للمياة على قارعة الطريق فيها ماء لعابري السبيل " اهدأ يا جابر الله هو المعين . ادرك كل ما تمر به فأن ما حصلت عليه من مال اخذ مني وقتا لم يعد بامكاني عده يا رفيق.كم انني عانيت من خسائر التهمت ربحي ومن التزامات منعت تراكم ما ادخر . لكني يعز علي ان اراك مقهورا فخذ هاك ٩٦٠ وبهذا يكون لديك الف ومائتين وسبعين جيد جدا يا جابر لا تبتأس. لا تبتأس يا صديقي"
اعطاني ماله وللحظة من الانانية اخذتها . اخذتها لكني لم اكن سعيدا بل اردت ان اساعده بأن يصل الى مبتغاة قبلي حتى. كان احساسي بالود تجاهه حقيقي . كذلك كان احساسي بالابوة ما ان دخلت البيت وقفز علي سامي يلعب معي متلهفا وسماء تريني ماخاطته يدها من تطريز جميل .
وعندما ذهبت للنوم شعرت برغبة غريبة بأن اتغير . اردت ان اراجع كل افكاري وان اغير من طباع لا ارتضيها وجدتها في ذكرياتي عماكنت افعله. واسكت ضميري مبررا اني كنت قد وافقت عليها منذ ان بدأت الحياة تدير ظهرها لي.
في ذكرياتي ، كنت اقوم بالغش في الميزان وفي الكذب على الزبائن بشأن الاسعار وبخاصة ان بدى احدهم ثريا وعلى غير دراية بالامور .
الا انني من يوم قررت اتغير بعد تلك الليلة بدأت اعمل بذمة وضمير واقنعت علي ان يفعل المثل كي يمنحه الله الرزق والبركة ويمنحني كذلك وتستقيم حياتنا عل ذلك الاحساس بالقلق الدائم يهدأ وتستقر ارواحنا . نعم ..لم اكن وحدي من يظل في حالة عدم استقرار فقد كان علي يمر بكل ما امر به .ومرت الايام والاسابيع ونحن نجمع ونشجع بعضينا . وفي المنزل العب واتندر مع ابنتي وامي . اشتريت وصفة علاجية لها قادمة خصيصا من الصين وقد ثنت علي ودعت الله لي وكان يكفيني انها كانت في حال افضل وبالنسبة لسماء فقد اقتربت منها كفاية كي تفاتحني بحبها لشاب كنت قد رأيته من قبل يعمل في احدى متاجر الخياطين . مما جعلني اذهب اليه واتعرف عليه واخيرا اوافق ان يكون زوجها هو حبيبها رغم ما اقتضته العادات في ذلك الظرف. لقد دعمتها لتكون سعيدة ولانني كنت اشعر يقينا أنني سأرحل في اي وقت وقفسرته اني سأموت ، قمت بتوصية ابني لدى ابن خالي الذي كان امينا وفيا . وفي اثناء ذلك اكتملت ال١٠ الاف التي احتجتها وازدادت عليها الفا فارجعت ماعلي من دين اخذته لعلي كونه لم يجمع مايكفي وهكذا تمكننا سوية ذات يوم من اتمام توفير المبلغين .
ثم جلسنا لدقيقة قبل اقفال المحل انا وعلي .
انا " ماذا بعد يا علي . هاقد جمعنا ال١٠ الاف والان ماذا؟!"
ضحك علي محرجا " لا ادر يا صديق لا املك ادنى فكرة "
فضحكنا على نفسينا واغلقنا المحال وما ان فعلنا حتى اختفت المحال والسوق وكل شيء اخر .
عادت ذاكرتي فشعرت بالحزن اشد مايكون ابنائي وامي وصديقي الذين شعرت معهم انهم فعلا عائلتي .
وبدأت اودع الجميع في رأسي حتى رأيت شخص ما على مسافة الى جواري فاذا به علي فاقتربنا من بعضناوالسعادة والدهشة تغمر وجهينا .
صاح علي " جابر ! كيف يعقل؟"
ربتت على كتفه سعيدا " لا ادر مالذي يحدث لكني سعيد برؤيتك اسمي هو يوسف في الحقيقة"
هو " وانا فلاح, هل تحاول ان تصبح بشريا ايضا؟"
هززت رأسي بنعم. فتكلم المشرف
" انظروا ماذا هنا ! هل فلحت اخيرا يا فلاح! اراك قد تهت هناك زمانا طويلا حتى انني كنت قد نسيت كل شيء بشأنك ! كيف تمكنت من تخطي البوابة اخيرا !"
نظرت الى من عرفته كعلي وما اسمك يخاطبه فقال خجلا " لا اعرف كيف تهت عن هدفي ولكنني تمكنت من ان اعبر البوابة بفضل صديقي جابر"
صححته " اسمي يوسف " فضحك كلينا
" ماذا لدي هنا! لا استطيع السماح بشيء كالصداقة انتما الان متنافسين وواحد منكما سيعبر دون الاخر" قال مااسمك اللئيم مرسلا الرعب فيّ داخلي .يتبع.............
YOU ARE READING
حبيبتي الانسية( مكتملة )
Randomهذه الرواية هي الجزء الثاني لرواية حبيبي الجني.الراوي فيها يوسف ، يتحدث عن الماضي الذي ربطه بحبيبته قبل ان تنساه وعن رحلة البوابات المائة وعن بحثه المضني ليجدها ما ان اصبح انسيا. تتبع الجزء الاول