الحلقة الأولى

448 30 3
                                    

🔸️بيْنِي و بيْنكَ دُّنيا و ألفُ إحساس...
بيْنِي و بيْنكَ تضَّادٌ بلغَ أقصاهُ فأقصَانَا من كوْكبِ العُشَّاقْ...
بيْنِي و بيْنكَ ما مَلكتْ يدَّاك من جفاءٍ و ما مَلكتْ يَدايَا من شوْقٍ لأَكُفِكَّ...
فكَفَانَا ما إنتصبَ بيْننَا من عائِقٍ يُلغِينَا من الوُجُود و كفَانِي ألفُ فصلٍ من الحُبِّ يفصِلنِي عن دُّنياكَ...🔸️
🔸️🔸️🔸️🔸️🔸️

الحب الأول يشبه لفصل الخريف...تتساقط أوراقه اللي تكون عديت فصول و أنت تجمع فيها...و مع مشاعرك لي تبدا تتساقط ورا بعضها...تلقى ذاتك لي ضيعتها بعد ما تخبيت ورا قلبك...الحب الأول هو نفسو الحب اللي معندوش بداية و لا نهاية..تحل عينيك و أنت في حلقة فارغة تتخبط فيها مع مشاعرك..بين خوف و فرح و حيرة و اللي يكون الخطوة الأولى اللي تخليك تكتشف ذاتك و تكبر بعد ما تتصادم مع الحقيقة و متلقاش شكون يداوي جروحك..يمكن في حكايتي البعض منكم يشوفني ضحية و الآخر يشوفني الجانية في العلاقة لي بنيتها على ساس خايب..علاقة مزلت منعرفش نهايتها و في ثنيتي باش نرسمها.
🔸️🔸️🔸️🔸️🔸️

🔸️نهلة_تحكي:
وقفت قدام الباب و حليت صاكي..نفركس على مفاتحي خاصة أنو المطر بدات تقوى و الدنيا ظلامت على بكري الفصل هذا جا بارد غير العادة لدرجة أنو الحركة نقصت في الحومة بسبب البرد كل حد فيهم يجري باش يشد دارو..دورت راسي شوية و غزرت لدارو...منعرفش شنية لي لفت إنتباهي لشخص هذا...مع إني منعرفوش و معنديش نية باش نتعرف على حتى حد آخر بعد اللي تعديت بيه الكل.
فقت من سرحتي كي طاح المفتاح من يدي وقت حاولت نحل الباب...نزلت شوية هزيتو من الأرض و وقفت من جديد...دوب مديت يدي للباب مرة أخرى جبدني منها بخفة..لدرجة منعرفش كيفاش لقيت روحي نمشي في جرتو...حصرني ورا حيط الجيران و عدا عينيه على وجهي...غزرتلو مصدومة من الفازة متاعو اللي خرج بيها جديدة...و دورت عينيا بسرعة على الحومة...باش نتأكد أنو حتى حد ما شاف لي صار...و قحرتلو نحكي
أنا:هبلت ياااخي ؟ شنوة هذا اللي تعمل فيه ؟
قرب مني أكثر...دورت وجهي شوية باش منقابلوش فرد وقت نسمع فيه يحكي جنب وذني
إدريس:مخليتليش حل آخر
أنا:أبعد علياا توا...ميجيش كل مرة تعمل لي في راسك منحبش نولي سيرة الحومة هاذي مرة أخرى
إدريس:الكل يعرف أنك متاعي..مفما حتى حد يتجرأ يقول في حقك كلمة
هزيت عينيا في وجهو و غزرتلو مرة أخرى نحكي
أنا:مانيش متاعك و محاجتيش بيك في حياتي..نظن لازمك تستوعب الكلام هذا و معادش تهد عليا في كل مرة تشوفني
مد يدو شوية و عدا صوابعو على خصلة شعري لي كانت على خدي يحكي
إدريس:والله لازمك تلوم روحك على خاطر علقتني بيك و توا جاوبني وين كنت لتوا ؟
أنا:على أساس شنوة تستجوب فيا ؟ بابا و أمي عندهم علم وين كنت...معناها زايد تعرف أنت
إدريس:نهلة أنا لتوا مزلت نسايس فيك و متحمل كل تصرفاتك معايا...و مستعد إني نتحمل أكثر...أما متحاولش تظغط على أعصابي..راني عديت شطر النهار نطلب فيك و شطر الآخر نستنى فيك هوني و مخلي خدمتي
أنا:شكون قلك خلي خدمتك ؟ مانيش مسؤولة على تصرفاتك
عديت عينيا على تفاصيل وجهو و بالأخص العرق لي في جنب رقبتو..يولي ظاهر أكثر كي يولي على أعصابو للحظة رجعت بتوالي...للأيامات لي كنت نوصف تفاصيلو في كراستي و نعدي ليلة نحلم بيه جيت باش نحكي أما سكت مع صوت منيرة...لي ماشية للجيران نظن هي الوحيدة اللي ميفرقش معاها البرد و الحر المهم عندها تلم كل أخبار الحومة.
مديت يديا زوز من غير ما نحس...حطيتهم على أجنابو و جبدتو عندي أكثر...باش متلمحوش و لا باش نوليو على كل لسان ليلة هاذي...هزيت راسي شوية باش نحكي معاه...أما لقيت روحي أسيرة أنفاسو و منجمتش نزل يديا و لا حتى نقوم بحركة أخرى...دقات قلبي تمردت عليا و قوات مع غزرتو ليا و قربو مني...القرب لي مزلت نخاف منو رغم كلشي صار..معنديش إستعداد إني نرجع خطوة وحدة لتالي و نخلي مشاعري تتحكم فيا...خذيت نفس نحكي
أنا:م..منيرة كانت باش تشوفنا مع بعضنا
إدريس:ملا لازمني نشكر منيرة على الفازة
أنا:يززي كهو...منحبش بابا يعرف لي أنا مزلت نحكي معاك
إدريس:أنا مستحيل نضرك و لا نخلي شكون يحكي في ظهرك...إذا كنت ناقف في وجه كل واحد وقت ما كنت تعنيلي حتى شي...تتوقع باش نسكت و إنتي كلشي بالنسبة ليا توا ؟ أنا بحاجة فرصة منك...وقت نحس أنو قلبك مزال يدق ليا كيما قبل..وقتها نواجه بوك و عيلتي و الدنيا الكل زادة
أنا:معاادش فما فرصة تجمعنا مع بعضنا
عدا صوابعو على خدي و نزل عليا أكثر...يحكي
إدريس:ملا باش نظطر نخلق الفرصة هاذي و نعوضك على كلشي عشتو بسببي
أنا:فما حاجات ماهيش باش تتعوض يا إدريس معادش تبسط الأمور بالطريقة هاذي كأنو ما صار شي في الماضي...أنا دفعت كلشي عندي باش نجم ناقف على ساقيا من جديد...أنت أفضل من غيري و أنا إقتنعت أخيرا أنو الدنيا متاقفش عليك أنت و نجم نعيش من غيرك
إدريس:إنتي عملت المستحيل باش تبليني بعشقك و أنا مستعد نعمل أكثر...باش تولي ليا مرة أخرى
أنا:خليني نمشي توا...و إلا منيرة باش تشوفني معااك
نزل راسو شوية..غزر ليديا لي مزلت كابسة بيهم على أجنابو و تبسم...جبدتهم بالوقت...للحظة نسيت روحي معاه...باسني من جبيني و جبد روحو شوية يحكي
إدريس:أدخل لدار توا قبل ما تاخو برد
أنا:نعرف نهتم بروحي وحدي
جبدت روحي منو و بعدت عليه...كبست على مفاتحي و زربت للباب قبل ما يشوفني حد...توترت لدرجة معرفتش نحلها...غير المطر لي شدتني قبل ما ندخل حطيت صاكي و طليت عليه من الشباك رجعت الريدو أول ما غزرلي و وخرت خطوة لتالي خذيت نفس طويل و بعدت شعري من وجهي محاولة مني باش نهدي روحي و منخممش فيه و في كلامو زادة..منحبش نرجع لتالي بعد اللي تعديت بيه الكل...غير هكا مانيش مستعدة نخسر روحي و عيلتي مرة أخرى...كلشي عشتو معاه...قبل باش يبقى مجرد ماضي و كهو.
دورت راسي شوية مع صوت أمي...لي خرجت من بيتها و قربت مني تحكي
ماجدة:نههلة...وينك لتواا ؟
أنا:ملقيتش طاكسي...ظطريت نستنى شوية
ماجدة:علاش مطلبتش بوك ؟
أنا:أنا لباس أمي...غير هكا أنا نحب نعتمد على روحي في كلشي بعد تواا
ماجدة:باهي يا روحي...برا بدل دبشك قبل ما تاخو برد و قهوتك باش تكون حاضرة
تبسمت و بستها من خدها...لحظات فاتت عليا في الماضي قلت فيها أنو مستحيل نحس بالأمان هذا مرة أخرى...طلعت لبيتي...نحيت كبوطي و البوت و قربت باش نسكر الشباك لي تحل...جات عيني عليه و هو داخل لدارهم...بعد ما ركن كرهبتو في الجيهة الثانية لحظات كانت كافية باش تخليني نرجع بذاكرتي لتالي وقت عديت نهار طويل على أعصابي بعد اللي سمعتو من أختو و منجمتش نتقبل الحقيقة...وين عديت ساعات قاعدة على الشباك هذا نستنى فيه..نزلت اللوطة أول ما لمحت كرهبتو من بعيد...غافلت أمي...حليت الباب و خرجت من غير ما نفكر و لا نخمم في وضعي مزلت نحس في روحي داخل دوامة و منجمتش نتقبل الخبر لي سمعتو من ندى...منجمش نتخايل أنو هو باش يكون ملك مراا أخرى...مستحيل يكون ملاحظش حبي ليه طول السنين لي فاتت قربت منو قبل ما يحل الباب و يدخل...من غير ما ناخو بالي من رعشة صوتي و يديا و لا حتى من الكلام لي باش نقولو..وقفت قدامو نحكي
أنا:ص..صحيح لي سمعتو ؟
إدريس:نهللة ؟
أنا:أنت باش تعرس إدريس ؟
عديت عينيا على تفاصيل وجهو و أنا نستنى في الإجابة متاعو...جبد يدو من الكوبة متاع الباب و تلفت عندي يحكي
إدريس:أرجع لداركم توا...الوقت متأخر
أنا:أنت باش تخليني ؟
إدريس:يززي من هبالك و أرجع قبل ما يشوفك بوك
أنا:علاش عملت فيا هكاا ؟
عدا يدو على وجهو و قرب مني شوية يحكي
إدريس:نهلة...ياخي أنا وعدتك بشي قبل توا ؟ ريتني قربت ناحيتك و لا حتى طلبت منك شي ؟
أنا:لااا...أما توقعت من تصرفاتك أنك تحبني
إدريس:أنا عاملتك كيما ندى بالظبط...أي شي آخر تفكر فيه مانيش مسؤول عليه
أنا:يعني الخبر صحيح...أنت باش ترتبط بمرا أخرى من غيري
نزلت راسي مع دموعي لي هبطت تحرق..منحبش نخمم في إحتمالية أنو هو ماهوش باش يكون ملكي دقات قلبي قوات بعد ما هزلي راسي بصوابعو و مد يدو لأخرى...مسحلي دموعي يحكي
إدريس:نعرفك أقوى من هكا...زيد إنتي باش تدخل للجامعة و تتعرف على الدنيا أكثر و يمكن تلقى واحد أحسن من إدريس لي ديما تسب فيه مع ندى
هزيتلو براسي لا و كبست على يدو بيديا زوز نحكي
أنا:ما نحب حتى حد من غيرك...و منحبش نعيش من غيرك زااادة
جبد يدو مني و عاود مسح على وجهو...يحكي
إدريس:نهلة أفهمني عيش أختي
أنا:ماانيش أختك...معاادش تقولي هكاا
إدريس:إنتي مزلت صغيرة و لتوا متعرفش شنوة لي تعمل فيه...وقت تكبر تبدل نظرتك هاذي و تعرف أنو هذا حب مراهقة مش أكثر...أنا نحب نستقر في حياتي نهلة و المرا اللي باش نعرس بيها...نعرفها من سنين و نحبها و نحب نكمل حياتي معاها زادة
هزيتلو براسي لاا...دموعي حرقتني أكثر و منجمتش نوقفها...قربت منو أكثر نحكي
أنا:متقوولش هكاا إدريس..متحطمش أحلامي لي بنيتها عليك...أنت باش تحبني أنا...باش يجي نهار و تحبني بالسيف عليك
تنهد بقوة و غزرلي باش يحكي...قربت منو و عنقتو من غير ما نخمم في الخطوة هاذي لي عمري ما عملتها قبل توا...يمكن حبيت ناخو جرعة كافية منو و من ريحتو باش نجم نتعدا اللي سمعتو و نكون قوية...رغم أنو إكتفى بإبعادي...جبدت روحي منو بالسيف و هزيت راسي باش نحكي...أما سكت كي ريت بابا واقف مع بوه...زوز جايين من الجامع...للحظة حسيت روحي جمدت في بقعتي و معرفتش شنوة نعمل...أصلا معنديش تبرير كافي لموقفي توا خاصة أنو أمي الوحيدة لي تعرف بمشاعري لإدريس أما اللي بيني و بابا إحترام كبير لدرجة حشمت من روحي و من وضعي في الموقف هذا...من غير ما نخمم في العواقب اللي تستنى فيا و حتى هو حسيتو استطعم الصدمة كيفي و بقى يغزرلهم من غير حتى كلمة...عديت عينيا على وجهو مرة أخرى و بعدت عليه...قرب من بابا باش يحكي...وقفو بيدو و سبقو في الكلام
يونس:مانيش بحاجة تبرير منك...أنا الغالط خاطرني حطيتك في مقام ولدي
أنا:ب..بابا
قطعت بقية الكلام...على صوت الكف لي حسيت بيه على خدي...وين زربت في خطواتي و رجعت لدار خلط عليا و دخل يصيح
يونس:ماااجدة..شنية وصيييتك ؟ مش قتلك منحبهاش تمشي ليييهم...ميكفيش سيرتها لي ولات على لسااان كل وااحد...تزييد تقااابل السااقط هذااكا ورا المغرب شنية باش يقولو عليها و عليا...ياخي ناوية تهبلني إمتى تعقل إنتي و تحط عقلك في راسك جااوبني فاااش كنت تعمل معااه برا الوقت هذااا ؟
بقيت نغزرلو من غير حتى كلمة...دموعي كانو جواب كافي...و فقدت الحق باش ندافع على نفسي...خاصة بعد الكلام لي سمعتو منو...و مكانش فما وجيعة أخرى تنجم تمسني بعد وجيعة كلامو معايا...فقت من الماضي على صوت خوه و هو ينادي عليه من بعيد...خذيت نفس و سكرت الشباك قبل ما يشوفني وخرت لتالي و غزرت لروحي في المرايا...قداش تعدا وقت على اللقاء هذا و قداش تبدلت على قبل و كبرت زادة...مستحيل نعمل نفس الشي مرة أخرى و نخضع لقلبي و نذل روحي للحب...بعد كلشي نظن إني إستحقيت المعاناة لي تعديت بيها باش نفيق من عالم الأحلام على الواقع و رغم أنو الوجيعة كانت تكبر معايا في كل لحظة عديتها معاه...أما تعلمت منها...تعلمت كيفاش نحب روحي و نقدرها و الأهم نخلي مسافة أمان بيني و بين أي شخص يحاول يقتحم حياتي.

فصول الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن