جرف الشرود ذو الأعين المبحرة ، داخل في عمق افكاره ، يغمض عيناه داخل في ظلام كظلام حلمه الذي حلم به ، فتح عيناه تخرج عدة تنهيدات من ثغره ، يغلق اجفانه ويعود للظلام مرة ثانية ، مما أدى الى خوف القابع بجانبه ، استرسل بصوت هامس بأعين تنظر له " جمر ، نمت ؟ "
رُفعت اجفانه ، وهز رأسه بالنفي قبل ان يزفر انفاسه المحبوسة بصدره يرد " لا ، بس تعبان وراسي يون " نطق نهاية كلامه يضغط على جانبي رأسه بأنزعاج وضح على ملمحه ، رفع الأخر يده وعبث بشعره للحظات قصيرة قبل ان يردف مرة اخرى بصوت خافت " حط راسك على رجلي "
رفع الأصغر بحره ووضعه بداخل ليل الأكبر قبل ان يومئ ، يرمي بوسادته ارضاً ، ارجع جسده للوراء الى ان حط رأسه على فخذة الصلب ، انتفض لأنامل الأبهر الباردة التي حط على جبينه
تحركت انامله على جبين الذي اغمض عيناه ، يمرر اصابعه على نعومة جلده ، يمدد جلد جبينه ويضغط باصابعه الوسطى والسبابة على جانبي رأسه ، اخذت الأبتسامة طريقها على ثغره بعد رؤيته لملامح جمر المرتاحة
" اممم ، جمر " همس الأبهر بتردد ، تلقى رد خافت كحال خفوت نبرته " همم ؟ " همهم جمر بأستفهام ، ترك الأبهر جبين جمر وانشغل بأعادة خصلات شعرة الطويلة للوراء ، يخلل اصابعه بينها يلمس نعومة خصلاته اللامعة ، عض طرف شفته قبل ان يحررها من بين اسنانه ينطق بخفوت
" ودق "
" شبيها " ردف جمر رافعاً اجفانه ما ان سمع اسمها يرد عليه بأستغراب ، زم الأبهر شفاه ، ينظر لعيونه للحظات طويلة ادت الى استغراب وقلق الأصغر الذي كرر وقال " شبيها ودق ابهر ؟ "
" احم ، اعتقد لازم تاخذها لطبيب نفسي "
" ودي اخذها ، بس ما راح اخذها اجباري ، الا اگعد وياها واحاول وياها شوية شوية ، ودق صعبة كلش ومو بسهولة تقنع " رد عليه جمر يعيد راسه على فخذة ، همهم الأبهر ورد عليه
" الأفضل تعرض حالتها على دكتور نفسي ، رغم هي بعد الصار تصرفت بشكل طبيعي بس باقي خوفة بيها ، بس لازم تعرض حالتها على الدكتور "
" اني لو علية من الصبح اخذها لدكتور نفسي ، بس هي صعبة وما اريد اجبرها على شي ما مقتنعة بي "
" مية بالمية راح تدخل حالة رعب وذعر ، صعب الواحد يتعنف لو ينلمس جسمة بطريقة دنيئة وخاصة اذا مو برضاتة ، الأفضل تحاول وياها من باچر ، لأن تحس هي مابيها شي بس عقلها ما راح ينسى الصار وراح يضل يعيد الحادثة هاي الف مرة لحد ما تدخل صراع عقيم وي عقلها يوصلها لمرحلة مؤذية يخلي حالتها النفسية والجسدية تسوء يوم بعد يوم ، وبعدها تبدي الأفكار الخطيرة تتخلل لعقلها ، لرُبما تأذي نفسها كل ما تذكر الصار ، لهذا ابدي وياها قبل لا تسوء حالتها اكثر ، واذا فات الفوت يا جمر ما ينفع الصوت "