Chapter || 3

779 58 21
                                    

يَوم آخرَ جَديد.

طَنين هادِئ يؤلِم رَأسي ، أَشعر بعَيناي تَتألّم رغمَ انسِدادها.

فَتحت جفوني وَ قَد استَقبَلني مَرة أخرَىٰ ضَوءًا أحمَرَ ساطِع مقابلاً لي ، تَجول بَصري علىٰ المَكان وَ كانَ بالكامِل أحمَرًا.

أَلم أذهَب للنّعيم ؟..هَل ارتَكبت خَطيئَة ما جَعلتني أدخل الجَحيمَ الآن ؟

" ضَحيّتي. "

مجَددًا ، ذلكَ الصّوت يخرِجني من أعماقي ، وَ فورَ سَماعي لَه ، تَأكّدت جَيدًا أنني لاأزِالُ علىٰ قَيد الحَياة.

" ا ا ألَم أمت ؟..وَ تلكَ.. تِلكَ القنبلَة ألَم تَنفَجر..لَم تَقتلني ؟ "

قُلّتُ بلهفَة وَ رجفَة أتَسائل ، بينَما أطرافي تَأكلني منَ الألَم.

" تلكَ المرحَلة كانَت سوىٰ إختِبار خَفيف لَكَ كَي أرىٰ بها مدىٰ شَجاعَتِكَ ، لَكنّكَ خَيبتَ ظَني ، لَم أظن أنّكَ جَبانّ وستَستلِم للمَوت بسهولَة. "

رَفعتُ ظَهري عَن الأرضيَة الباردَة التي جَعلت مَفاصِلي تتَجمد ، وَضعت يَدي الّتي أصبَحت سَوداء منَ الحَفر علَىٰ سَطح الأَرض وَ قد كانَت منَ الحَديد الأسوَد ، تَعجَبت لِهَذا المَكان الّذي يشبِه السّجنَ ، وَ لَمن أفكار لهَذا الشّخص.

إذًا ماذا سَأفعَل بالمَراحِل القادمَة؟

لَم يَتحدث مَرة أخرىٰ وَ أنا أشكره علىٰ هَذا ، فَصوته يَبعَث الخَوف لقَلبي ، يَجعَله يَرتَجف كَرنة لمَعزوفَة هادِئَة.

استَقمت وَ أنا أستَجمع أنفاسي وَ قِواي بينَما أجول بعَيناي علىٰ الأرجاء ، كل شَيء هنا بالأحمَر ، ما عَداي أَنا ، حَيث أقف بمنتَصف مَمر طَويل لا أستَطيع رؤيَة نِهايَته وَ لا بِدايَته.

أخَذت أخطو بِه وَ أخطو ، بدونِ وِجهَة أعرِفها بينَما الأفكار تَقتَحمني مَرة أخرىٰ.

ما الّذي يَنتَظرني وَ ما الّذي سَأفعَله..؟

استَمرّيت في المَشي إلىٰ أَن وَصلت الىٰ نِهايَته أو لا أعلَم ، ربّما بِدايَته لَكنّها عِبارَة عَن مَمرّين آخرَين ، واحِد باليَمين وَ الآخر باليَسار وَ يفصِل بينَهما جِدار.

ضَحِيّتي! || HLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن