Part 3:يسمعون حسيسها

55 3 0
                                    

بين جدران بيتي القديم ورق الجدران المتدلي والاثاث الرث العتيق، القرميد القرمزي المغطى باللون الاخضر و عتبات الباب الثلاث
عشت وحيدة كان مؤنسي الوحيد بعض الخراف عاشت معي طيلة حياتي هناك و ابي الذي لم ارى منه الحنان منذ فتحت عيني على الدنيا. بيت صغير منعزل عن العالم لكنه مكان جميل لم أكره اكلي، ملابسي، بيتي، طريقة عيشي، الشيئ الوحيد الذي كرهته هو والدي كان بغيضا قاسيا لا بال مظلما لكني لم احس بظلامه الا بعد وقت طويل
«في السابعة»

لا أذكر شيئا قبل السابعة على اي حال.
«إنصات» انصات اين انت اذا وجدتك نائمة مثل البراحة لن اكتفي بتعليقكي على الشجرة فقط.
نعم سميت انصات لا اعلم لما سمت بإسم غريب كهذا ربما ليستطيع « آشور» معايرتي او مناداتي بشكل سهل.
« إنصات»: نعم «آشور» سأذهب لاعطمها الان
كانت ايامي تنقضي يوما بعد يوم نفس الملابس نفس الطعام الشيئ الوحيد المتغير طريقة تعذيبي و وزني المتناقص لكني إعتدت على اي حال لم اتذمر كنت بريئة او لم اكن افقه ماهو العالم حقا ظننت طيلتة السنواتي السبع اننا نعيش وحدنا في العالم.
دق الباب بقوة كالعادة جررت جسمي النحيل الى مقبض الباب راودتني تلك الافكار ثانية لما يجب ان افتح الباب سأدع الباب مقفلا ولن يدخل « أستمحكم عذرا لكن كنت صغيرة و ساذجة»
استمعت اول مرة الى افكاري المرتجفة ولم افتح الباب كانت قوة الدق تزداد كل ثانية توقفت انفاسي لحظتها الشيئ الوحيد الذي سمعته وقتها صوت دقات قلبي القوية وفي لحظات كسر الباب ودخل « آشور» الغرفة لم اتمالك نفسي جريت لقدميه قبلتها بكيت
«انصات»: ارجوك و دموع مغطية لوجهها الشاحب ارجوك سامحني ارجوك لن اعيدها سأنام خارجا لن اكل اللية لكن لا تضربني ارجوك.. وواصلت تقبيل حذائه املا ان تحن كتلة الشر هذه.
رفع « آشور» رجله المترنحة و اهوى بها عاليا و ضرب معدتي الفارغة من قوة الضربة اصطدم رأسي بالجدار هوت قطرات من الدماء نحو انفي بدأت بالنحيب لجاف دون دموع فدموعي جفت حرفيا...
تقدم « آشور» نحوي وأمسك شعري وبدأ بضرب جبهتي بالجدار كان يردد الكثير من الكلام ما تكذرته قبل ان يغمى علي كان (تحتاجين الى إعادت تأهيل أيها العاهرة وانا اعلم بما افعل بك)

« انت وما تركت»
فتحت عيناي الذابلتين وانا معلقة على الشجرة بحبل من يداي بدون ملابس كل جسمي يؤلمني بشكل منفصل ولازل رأسي ينزف ظننت ان جمجمتي تهشمت لكني لازلت حية

عزمت  على انهاء حياتي وقتها...

عند التاسعة مساءا وضع« آشور» يده الباردة على انفي فأغلقه حاولت مقاوته لآخذ نفس فسمعت ضحكاته في الهواء.
«آشور»: بستهزاء لازلت حية؟
«انصات»:.......
فك «آشور» رباطي فسقط جسدي النحيل على الارض واردف بكلمات واثقة «حضري الطعام يا
عاهرة»
نهضت بسرعة اترنح « حاضر» ذهبت بسرعة الى المطبخ وأخذت سكينا كبير كان«آشور» ينهي به حياة المواشي سقطت من عيني دمعت ظننتها الاخيرة تعالت الاصوات في عقلي الكثير من الذكريات المرة. امسكت بيدي الباردة رقبتي وقلت مطمئنة لنفسي ستنتهي... ستنتهي ياعزيزتي امسكت السكين ووضعته مكان يدي وقلت « وداعا يا حياة لم تعطني غير الالم وداعا يا خرافي ودعا آشور» اغمضت عيناي و قوت قبضتي على السكين... الا اني احسست بكف باردة على كفي وقبل ان افتح عيناي اتتني لكمة على فكي سقط سني من قوتها  تحطمت تماما ليس من قوة الضربة بال لان محاولت خلاصي فشلت ضننت اني سأضرب كالعادة لكن لا... هذي المرة كان اسوء بكثير...
حملي « آشور» على كتفه ولم يتكلم ابدا
«انصات»: الى اين تأخذني اخبرني اين تذهب أسوف تقتلني كنت اريد ذالك اصلا
«آشور»:....
وضعني « آشور» على كرسي في الزريبة كبل يداي ورجلاي. بدأ الخوف يتملكني لم اعرف ماذا سيفعل بي هذه المرة لم تكن معرفتي بطريقة تعذيبي ستخفف عني الالم لكن على الاقل كنت سأعرف اي مكان من جسمي سيؤلمني.
«انصات» ببرود هل هذه طريقة جديد.
«آشور»......
ذهب «آشور» لدقائق ثم عاد ومعه مقص كبير يستعمله لقص صوف الخرفان في الصيف وامسك برجلي وقال « أنتي أردتي يا عاهرة» وضع المقص على ظفري و غرسه وسطه ثم سحبه من لحمي و نتزعه صرخت لكني لم اشعر بالام لقد رعب من كمية الدماء استمر بذالك مع أظافري التسعة كنت أتألم كلما نزع واحدا  منها « لقد كنت في السابعة وأي  احد غيري كان ليموت من الالم»  ورغم انني شهدت جميع انواع التعذيب الا اني لم اعتد لم اعتد قط...!! ضننت ان ألم كان سينتهي مع ظفري العاشر لكن  عندما وصل  لعاشر اصابعي... قال سأمنحكي شيئا   لن  تعيدي بعده  التفكير في الهرب بأي شكل.  «ستحلمين بالموت كل ثانية ولن تجديه».
إبتسم في وجهي وقطع اصبعي  الصغير..... صرخت الى اني لم اسمع صوت  صرخاتي  فقد انتهت البارحة بالفعل...
      فك عندها رباطي ونزل  الى  الارض المغطات بالدماء وأمسك بإصبعي المقطوع الملطخ بالدماء، وضعه في يدي وقال كليه..
نظرت اليه مفزوعة
«إنصات»: أكل اصبعي!!؟ الم تنتهي بعد...!! الم تشبع..!! بعد لقد مزقتنني حرفيا...!!
«آشور»: كليه!!! والا نزعت لسانك!!
وضعت يدي على فمي ثم نظرت إليه  لم أقوى على فعل شيئ وضعت إصبعي المغطى بالدماء في فمي و مضغته وانا ابكي بلا صوت ... عندما تأكد « آشور» من أكلي لإصبعي خرج وأغلق الباب...
تقيأت اصبعي حينها وسائلا اصفر سقطت وحولي دمائي  و أظافري  المتناثرة جمعتها وبدأت بالالساقها    مكانها «يالي من مثيرة للشفقة»  . لكن دون جدوى نمت ليلتها وانا ارتعش بردا وأرى الكوابيس.....

عزمت على الانتقام وتجلت في عقلي الصغير تلك الجملة « الثأر  كأسا  لا نشرب منه حد الارتواء  بالتشرب منه حد الثمالة»   ....  (وانا اريد ان أثمل)  .....

            رياح رمادك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن