نسائم باردة تمر بأنفي المحمر... حشائش تتراقص مع الرياح.. زهور تترامى على ملاذك الاخير عصافير تنشد الاغاني الحزينة... لازلت كما تركتني.... سلاح لي كنت وها انا الان بدونك اعزل... لازلت كما عهدتني.... اسقي قبرك الماء و ارقص على اغاني ذكرياتك تخنقني فأنهار على صورتك... ملابسك.. حذائك... كرسيك.. وحتى ملعقتك لا زلت اشم رائحتك... نعم لقد كان حبنا لعنة تخلص منها القدر.... لكنك تركت في رحمي هدية... لست اتخيل نفسي الاعب ابننا وحدي اطعمه وحدي و اجيبه عنك عند سؤاله وحدي ... انى لي التحمل عبئ كهذا و حدي ... فلتكن سعيدا في ترابك... سأحافظ على هديتك...
«أيامي الاولى مع هديتك»
لم تكن الامي ترحمني عند حزني او بكائي حتى... يصعب علي ان لا اراك امامي فقد كنت احتاجك في هذه الايام التي اهديتها لي... هديتك منعتني من الموت لم ارد ان اقتل ما تركت لي... بعدما تضاربت في عقلي الافكار عزمت على ان اغادر الى المدينة القريبة من بيتنا الى حين ولادت هديتك...... لا اخفي عليك اني كنت خائفة من قراري لكن كنت لأموت لو لم اتحرك... استعنت بطلامس الانتقال لكنها كانت ضعيفة فوصلت في الليل الى المدينة.... لم اقوى على الحراك عند وصولي كل ما كنت اريده ان اراك عندها لكنك لم تأتي....
فتحت عيني على مرأة تفحصني ورجل جالس على طرف الفراش...
«المرأة»: لقد فتحت عيناها.... بماذا تشعرين الان؟
«الرجل»: هل هي بخير الان؟
«المراة»: نعم لكن عليك ان تبقى بجانبها هذه الليلة.
«الرجل»: حسنا شكرا لك.... سأرافقك للباب.
انصرف الرجل تتقدمه تلك المرأة... لم افهم شيئا حاولت تذكر ماحدث لكن ذاكرتي ابت ان تخبرني فيأست... عاد رجل يرتدي لباسا عربيا له شعر بني يصل الى اكتافه البارزة له القليل من الظفائر وسط شعره الاملس حاجبان غليضان وأعين سوداء كأنها لنسر لحية خفيفة على دقنه الحاد. طويل كجبل .... يذكرني بأحدهم.......«آسر» ... دمعت عيناي حينها دون ارادتي انحنى الرجل نحوي وناولني منديلا مطرزا بلون ذهبي... وهمس بلطف...
«الرجل»: لما تفسدين جمالك ملامحك بهده الدموع؟
«إنصات»: اين انا؟ ومن انت؟
«الرجل»: انت في منزلي. وانا شخص ساعدك
حكى لي الرجل كيف وجدني ملقات وسط الطريق اثناء نقله لبضاعته الى السوق الكبير.. وكيف ساعدني واتى بي الى منزله.
«إنصات»: لم ساعدتني؟ انت لا تعرفني.
«االرجل»: لا يجب ان اعرفك كي اساعدك.... يكفي حديثا الان يجب ان ترتاحي وغدا سنكمل حدثنا.
«إنصات»: حسنا اخبرني بأسمك على الاقل..
«الرجل»: انه بحر وانت؟
«إنصات»: اسمي انصات ايها السيد.
«بحر»: إنصات اسم نادر جميل مثل ملامحك..
«أيامي الاولى مع بحر»
تحسنت صحتي كثيرا... اخذت هديتك مساحة اكبر من بطني يا «آسر» اتمنى لو كنت معي في هذه اللحظات.... لكن للقدر رأي اخر فيما اردت .. اراد ان يفرقنا وقد فعل..
عرفت ان «بحر» تاجر عربي معروف وقد اصر علي ان اعيش معه خصوصا بعد ان عرف اني وحيدة دون اهل... لكني رفضت لم اكن اريد رجل اخر غير «آسر» في حياتي.. ومع إلحاح «بحر» وافقت ان ابقى معه طول فترت حملي فقط. لم يصر ان يعرف قصتي ابدا قضيت اشهري الاولي مع «بحر» كان لطيفا قليل الكلام كانت نضراته الي هو كل ما اجنيه منه وكأنه توأم «آسر» البشري...
«إنصات»: لما لست مبتسما كعادتك هل واجهت مشكلة مع تجارتك اليوم؟
«بحر»: لا الامر لا يتعلق بالتجارة ابدا.
«إنصات»: اذا ماذا بك؟
«بحر»: عديني ان لا تخاصميني ان اخبرتك و مهما حدث لن ترحلي الا بعد ولادتك.
«إنصات»: تعلم اني لا اغضبك منك ولقد وعدتك سلفا اني لن ارحل.
«بحر»: حسنا اذا كان الامر هكذا سوف اخبرك
لقد قضينا قرابة الخمس اشهر معا لم اكن انام الا بأسمك لقد كنت احاول ابعادك من عقلي لكن قلبي تعلق بك حاولت ان اسبح بعيدا عن حبكي فغرقت فيه... لم اكن اريد ان اخالف عهدي بعدم الاقتراب منك او تفكير بك لكنك فريدة فريدة جدا اصبح صوتك في اذني لحنا عالقا فكلما نظرت الي و ابتسمت رسم عقلي حياة لي معك لم اعلم ان الحب يغير المرء لهذه الدرجة لم اعد ارى في كؤوس الخمر لذة ولم تعد رائحة الذهب تهويني لم اكن صادقا في حياتي ونقيا الا في شيئين تجارتي وحبك... لا تعاتبيني على ما ليس لي فأنا لا املك قلبي...
«إنصات»:«بحر» لما تغرقني بهذا الكلام انت تعلم اني لا استطيع ان اعطي علاقتنا فرصة ابدا وتعلم اني لن انسى «آسر» ايضا لن انسى حبي له وتظحيته من اجلي واعيش معك كأن شيئا لم يحدث «وضعت إنصات يدها على بطنها البارزة واردفت قائلة» ولن اخون هديته لن اكذب عليها واجعلك ابا له فلا اب له غير «آسر» .
«بحر»: ماذا اعطاك هذا الرجل؟!!.. ماذا قدم لك لما كل هذا الحب له!؟ اريد فقط ان افهمك ولن اعيد ما قلته على مسمعك ثانية.
«إنصات»: لقد اهداني روحه الطيبة....
قصصت على «بحر» قصتي منذ ولادتي الى الان رغم اني كنت ميقنة انه سيطردني كما اني كنت اظن ان حبه لي سيتلاشى بمجرد معرفته حقيقتي اي احد كان ليفعل ذالك ساحرة متزوجة من شيطان... لكن «بحر» بدى لي انه سعيد بسماع قصتي لا اعلم ما حل بعقله..
«إنصات»: اعلم انك وبعد ما سمعت ستطردني لذا لا تظن ابدا اني اكرهك... وداعا
«بحر»: اطردك ولما افعل هذا... لا اصدق انك ابنة «آشور» و «انهار» انا معجب جدا بقصتهما وصدق حبهما رغم كونها لعنة عند الفرس والعرب الا انهما قدوة لي وها انا الان التقي بإبنتهما... لم يزدني اعترافك الا حبا يا «إنصات» فقد جذبتني ملامحك الفريد لم تكن عند اي من الفرس والعرب فكل منهما يحمل جمالا خاصة وقد جمع الجمال في ملامحك ... لا اظن ان حبي لك قد يغيره الزمان فقد سقطت فعلا في صحراء عينيك ابحث عن طريق قلبك فهل لكي ان تنيري طريقي وتسهليه؟
«إنصات»: هل انت مصاب بشيئ يا «بحر» لا افهم كيف سيحب المرء في خمس اشهر كيف لك حبي وانا احمل طفل من احب في بطني؟
«بحر»: نعم انا مصاب بحبك ولا دواء له الا بمكان في قلبك واما عن ابنك فهو ابننا و زوجك فقد مات.
«إنصات»: ماهو ميت عندك بنقطاع انفاسه هو حي بقلبي لا يموت.. افعل ما شئت فقلبي ليس لغير «آسر» وابني ليسا ابنا لك ولا لغير أنا حقا اشكرك على حبك لي لكني لن أستطيع نسيان من اذاقني طعم السعادة لاول مرة ولم ادعك تتأذى أيضا.
«بحر»: لن يؤذيني غير غيابك صوتك ونظراتك ابقي هنا ولن أجبرك على حبي فأنا أعي ان «آسر» أعطاك الكثير..
«إنصات»: شكرا لك سأتم حملي هنا في بيتك كما وعدت وبعدها سأقرر مصيري ومصير ابني.
«بحر»: إختيار جيد.
ملأت عقلي الافكار هل الزمن يختبر قلبي.... لن أورط أحدا آخر في حياتي اللعينة هذه.......
أنت تقرأ
رياح رمادك
Espiritual«آسر» : اني لكي وانت لي وكل مالي أفديه روح الشيطان فأبشري... ♡ «شابة في السبعين»