Part 12: العصبة 1

26 4 0
                                    


       راح ألم أضلعي فهل سيذهب ألم قلبي أيضا.... فكرت في كلام «نجد»  ورأيت أن إقتراحها هو أفضل شيء قد أفعله اتفقنا ان نذهب سويا باحثين عن عصبتنا.... عن إنتقامي في بلاد الفرس.
                   
                     «شيطان الكهف»

      انطلقت و «نجد»  مع بزوغ شمس الفجر و مع أول نشيد لطائر الانتقام بدأنا بحثنا.... دلتني «نجد»  عن ساحر يبيع أشياء مشبوهة يعرف كل شيئ عن الشياطين.
«ضارم»:  تظنين انه يستطيع مساعدتنا؟
«نجد»:  ربما إن لم يكن مجنونا.
«ضارم»:  جميلة دون عقل.
«نجد»:  انت تقول هذا!! ان أردت لا تذهب انا لا أجبرك على شيئ.!
«ضارم»:  حسنا  هيا تقدمي المسير.
   وصلنا الى سوق الفرس القديم لا شيئ مختلف فيه... كانت «نجد»  غاضبة من كلامي اظن ان من كبر بين الفرس يأخذ طباعهم وهي حادة المزاج مثلهم لكنها رغم هذا لازالت تتحلى بذالك الجمال الفريد... الذي لم ينفك قلبي يتأمله.... مشينا قليلا الى ان توقفنا عند رجل عجوز.
«ضارم»:  هذا هو الرجل؟
«نجد»:  نعم يمكنني سؤاله ان أردت.
«ضارم»:  يبدو مجنونا كما ذكرتي.
«نجد»:  انا أرى شيئا مختلفا تماما. دعني اتصرف.
«ضارم»:  لك ذالك.

      إقتربت «نجد»  من الرجل وما كانت تكمل كلامها حتى أشار لها الرجل بالسكوت و إتباعه.
«ضارم»:  ماذا قال؟
«نجد»:  وافق على إخبارنا بما يعرف عن الشياطين مقابل المال يمكنه ان يجيب عن أي شيئ ايضا. قلت اني سأتصرف. من بلا عقل الان؟
«ضارم»:  سأتكفل بالمال.... و «نجد»  تعلمين اني أمزح انا لم أتعامل مع نساء من قبل لهذا لست معتادا على الكلام الرقيق.
«نجد»:  ليس مهما لست معتادة على الكلام الرقيق ايضا.. هيا لقد وصلنا.
  
    كيف لكي ان تقولي هذا وكل جزء فيك يفيض بالرقة.... ربما لا تعلمين مدى جمالك.
     دخل الرجل وأشار لنا بالجلوس فجلسنا.
«الرجل»: ليس لدي وقت هل لديك المال؟
«ضارم»:  ولا أنا أخبرني بما لديك و سأعطيك المال.
«الرجل»:  ماذا تريد ان تعرف؟
«ضارم»:  أريد ان أجند شيطانا قويا... ما أريده منك ان تطلعني على شياطين الفرس القوية وطريقة تجنيدها.
«الرجل»:  ههه...  لا بد انك تمزح...
«ضارم»:  شكرا لك.. لا أظنك ستساعدني.
«الرجل»:  سأفعل لكن ان مت لا تلم إلا نفسك.
«ضارم»:  ......
«الرجل»:  هناك شياطين كثيرة في الفرس لكن أقواها يسمى بشيطان الكهف لم يستطع أحد تجنيده من قبل قوته  تعادل قوة  عشرة آلاف شيطان لم يستطع أحد الدخول إليه والخروج سالما يقال انه لا يلمس من يدخل الى كهفه حتى..... لكن كل من يدخل يخرج مجنونا ... يمكنك إقامة عقد معه إن صمدت داخل الكهف  لتصل اليه  تحررته من قيوده بطلمس ان أردت أبيعه لك  ربما يوافق ان يوقع معك عقدا .
«ضارم»:  ما حكاية هذا الشيطان؟
«الرجل»:  لا أحد يعلم فهو محبوس من مئات السنين في الكهف.
«ضارم»:  سأعرف قصته عندما أحرره.
«الرجل»:  هاهاها... يبدو انك جننت قبل دخول الكهف.
«ضارم»:  حسنا لدي سؤال آخر..
«الرجل»:  أعطني المال و إسأل.
«ضارم»:  ماذا لو تزوج الانس الشياطين؟
«الرجل»:  هاهاهاها.... انت مجنون لم يحدث هذا من قبل فكل شيطان احب إنسية قتل.
«ضارم»:  ماذا لو حدث؟
«الرجل»:  لم أشهد شيئا مثل هذا من قبل لكن أظن ان النسل المتحصل عليه من زواج الانس والجن سيكون قويا أقوى من كل شياطين الارض إن عاش طبعا لان  أغلب الشياطين العاشقة التي تزوجت من انس أو لامستها لا تنجب اي أولاد  في تقتل قبل ذالك وإلا تدمرت موازين الكون فلجمع  بين قوة  البشر والشياطين شيئ محرم.
  أعطيت الرجل ماله و إنصرفت.....
«نجد»:  الى اين؟
«ضارم»:  الى شيطان الكهف.
«نجد»:  انت مجنون لا تفعل هذا....  ماذا لو جننت هل ستتخلى عن ثأرك فقط لتحرر هذا الشيطان لن تجازف الان أليس كذالك؟!
«ضارم»:  إن جننت أقتليني و إذهبي في سبيلك.
«نجد»:  لا تكن غبيا كيف سأقتلك!!
   
      بعد مسير نصف يوم دون حديث وصلنا الكهف في الليل كانت «نجد»  لا تكف عن البكاء طيلة المسير....
أمسكت نجد يدي بقوة..
«نجد»:  عدني ان تخرج.
  
     رأيت عيناها تنظر إلي في حسرة تخالطها الشجاعة نزلت نحوها ووضعت يدي على كتفها.....  دخلت بحر عينها الفائض...
«ضارم»:  سأعود...  أعدك يا ملاكي....
«نجد»:  حسنا إبقى معي ساعة واحدة فقط ساعة.... أرجوك.
«ضارم»:  لك هذا..
      جلست على الرمال الباردة أراقب القمر المغادر... جلست «نجد»  الى جواري وأحاطت جسمي الكبير بذراعيها الصغيرتين  بقوة ماهي الا ساعة حتى بدأت الشمس بالظهور تركت «نجد»  بخفة نائمة على الرمال الذهبية وضعت كل ما لدي  من مال بجوارها..
«ضارم»: سأخرج الكهف و آتي اليك إنتظريني فحسب.
  دخلت الكهف الأشبه بفم بركان ظللت أمشي لبعض الوقت وكلما زدت خطوة الى الامام زاد ظلام الكهف اكثر كان الكهف يبعث أصوات مرعبة من مكان واحد كزمجرة وحش ثائر...  إتجهت نحو مصدر الصوت بعد مسير ساعات في الكهف الضيق بدأ الهواء يخف ويقل أصبحت أتنفس بصعوبة و  كلما اقتربت من مصدر الصوت  تزيد رائحة شيئ يخنقني ..... وفجأة وسط انفاسي الصعبة السريعة بدأ الكهف في الاتساع شيئا فشيئا الى أن وصلت الى كومة عظام ضخمة من الجماجم  سمعت صوتا يخاطبني بكلمات لم أفهمها إقتربت  قليلا لكي أفهم ما يقول هذا الشيئ.
«الصوت»:  لما أنت هنا؟
«ضارم»:  أريد ان أحررك..
«الصوت»:  انت لست  إنسان فنقص  الهواء لم يؤثر فيك ولا حتى رائحة جماجم الشياطين الميتة .... لكنك لست شيطانا ايضا... ماذا انت..؟
«ضارم»:  منتقم...
«الصوت»:  لما تريد تحريري...؟
«ضارم»:  لتساعدني في إنتقامي.
«الصوت»:  لست خادما عند أحد..
«ضارم»:  لا أريدك خادما سأعقد معك اتفاقا ان ساعدتني أحررك للأبد.
«الصوت»:  لن تستطيع....
«ضارم»:  ان لم توافق سأعود من حيث جئت.
«الصوت»:  أتظن ان الخروج سهل من هنا؟
«ضارم»:  لا لكن حتى وان مت او جننت فأنت لن تستفيد شيئا ألا تريد ان تكون حرا؟
«الصوت»:  حسنا أنا أوافق على عقدك.
  قرأت الطلامس التي باعني إياها الرجل ولم يحدث شيئ...
«الصوت»:  كنت أعرف أنك لن تستطيع إستعد للموت...
       فجأة بدأت سلاسل الشيطان بالانكسار  وبدأ الكهف في الانهيار حملني الشيطان و خرجنا من الكهف بصعوبة....
       خرجنا الكهف وتقدم الشيطان  نحوي  بهيئته الحقيقية كان بطول جمل له أذنان طويلتان حادتان عين مجروحة مغمضة  وعين بلون الفحم الاسود له جسم قوي مع شعر طويل أسود يصل كتفيه ولون بشرة ليس بالاسود ولا بالابيض كان بنيا غريبا عن لون البشر صدر قوي مليئ بجروح و خدوش كخدوش السهام ...... إنحنى على ركبته التي غرزت في الرمال كرمح الحرب ....
«الشيطان»:  انا شيطان الكهف تحت خدمتك الى ان تنهي انتقامك سيدي...
«ضارم»:  لست سيدك يمكنك مناداتي «ضارم»  ..
«الشيطان»:  حسنا.. سأكون معك كظلك أظهر عندما تنادي اسمي...
      قال ما قال ورحل..... اما انا اتجهت الى المكان الذي تركت فيه «نجد»  فوجدتها واضعة رأسها بين رجليها و تذرف الدموع دون صوت.. إقتربت منها بهدوء وجلست بجانبها بقيت أتأمل شعرها البني المضاء بالألوان القمر إقتربت من أذنها و همست بهدوء كي لا أخيفها.
«ضارم»:  لقد عدت.....
رفعت «نجد»  رأسها بسرعة وأحاطت عنقي بيديها لم تقل شيئا غير  البكاء وضعت يدي على شعرها أطمئنها علي  الى ان هدأت ونامت...  في هذه اللحظات لاحظت ان شيطان الكهف يراقبنا وضعت «نجد»  على الرمال و غطيتها بملابسي...  أشعلت نار وأمرت شيطان الكهف بالقدوم...
«شيطان الكهف»:  نعم.  هل تريد مني شيئا؟
«ضارم»:  لما كنت تراقبني..؟
«شيطان الكهف»:  لم أكن أراقبك.
«ضارم»:  ماذا كنت تفعل اذا؟
«شيطان الكهف»:  أراقبها...  «وأشار بيده الى نجد» 
«ضارم»:  هل تعرفها؟
«شيطان الكهف»:  لا.
«ضارم»:  لما تراقبها اذن؟
«شيطان الكهف»:  تشبه شخصا عزيزا علي..
«ضارم»:  هل هو من  الانس؟
«شيطان الكهف»:  نعم
«ضارم»:  كنت تحب إنسيا من قبل؟
«شيطان الكهف»:  و انت تظن ان هذا محرم!؟
«ضارم»:  لا لست كذالك..... لما لست مع من تحب إذن؟.
«شيطان الكهف وهو يتأمل نجد»:  حاولت ان أفعل لكن العالم أقوى مني.
«ضارم»:  أريد ان أعرف قصتك.
«شيطان الكهف»:  انت تأمر

            رياح رمادك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن