رياح تأتي ورياح تذهب... و تأجل انتقامنا اشهرا بحثنا خلالها عن من يكمل عصبتنا بين كتب الفرس .. لم يبقى سوا فردان و ينتهي بحثنا... بدأ الثأر الذي جئت لأجله...
«نجد»: انت هكذا منذ أيام تقرأ فحسب ... ألن نتحرك؟
«ضارم»: في الوقت المناسب..
«نجد»: لقد مرت أشهر طوال ونحن لم نقدم على أي خطوة و....
"قاطعها ضارم بصوت حاد ": لما لا تقللين من ثرثرتك ألا تتعبين؟!
" نجد بلمعة دهشة يخلطها الحزن": آسفة سأنصرف الان...
في هذه اللحظات تشكلت سحابة وسط مجلس ضارم خرج منها شيطان الكهف و تساؤله يسبق غضبه.
«شيطان الكهف»: لما فعلت هذا؟
«ضارم»: فعلت ماذا؟
«شيطان الكهف»: لما تعامل نجد هكذا؟ إنها تسعى جاهدة لترضيك وتعمل لجانبك رغم ان انتقامك لا يعنيها.
«ضارم»: لم أطلب منها ذالك.
«شيطان الكهف»: ألا ترى انك تخطئ؟
«ضارم»: لا أريد الحديث اليك الان انصرف.
"شيطان الكهف و هو يتوارى عن الانظار": فكر... فكر جيدا...
في صباح اليوم التالي تحرك ضارم اخيرا و جمع عصبته.
«ضارم»: لقد تأخرنا بما فيه الكفاية.. كنت في هذا الوقت أقر تاريخ الفرس مع الشياطين وعلمت من احد الكتب وجود شيطان يسمى أسير هو من شياطين الجن القوية من النسل الملكي للجن الازرق حبس في جبل السحاب شرق البلاد...
«شيطان الكهف»: تعرف طريقة تحريره؟
«ضارم»: نعم.
«شيطان الكهف»: لما تظن انه سيوافق على مساعدتك؟ فهو من النسل الملكي.
«ضارم»: انت من النسل الملكي... سنحرره ونرى ما تؤول اليه الامور..
اثناء هذا النقاش لم تبدي نجد رأيها بل إكتفت بالنظر بحسرة الى ضارم.
انطلقت العصبة نحو الشرق إستغرق وصولهم الى جبل السحاب أياما... لم يتكلم احد الى الاخر فيها..
«ضارم»: لننصب الخيام هنا و نصعد الجبل في الغد.
«شيطان الكهف»: فعلنا.. ضارم إتبعني.
«ضارم»: نعم ماذا تريد؟
«شيطان الكهف»: تفسيرا لما تفعله.
«ضارم»: أنا اكمل عصبتي.
«شيطان الكهف»: تعلم اني لست أسألك عن هذا.
«ضارم»: تقصد نجد.
«شيطان الكهف»: ...
" ضارم وهو يضع جسده على العشب الاخضر ": أحاول ان أفعل الصواب.
«شيطان الكهف»: اي صواب في قتل روحها الا تراها تحبك.
«ضارم»: أرى!؟... اي حب هو الذي يأتي في ظروف كهذه ووقت قصير كهذا !!؟
«شيطان الكهف»: ليس للحب وقت... وأعلم جيدا يا ضارم ان خسرت من أحببت فأنت خسرت روحك.. أنظر إلي مئات السنين لم تنسني حب قمر لازلت أذكر كل تفصيل فيها..." الحب لا يمحيه الزمن".
«ضارم»: انا تائه منذ عرفت قصتك أخاف على نفسي فراقها كما فارقت انت قمر.
«شيطان الكهف»: دع الامور تأخذ مجراها انت لا تستطيع تغيير المستقبل ولا تغيير مشاعرك وإعلم ان الندم أكثر إيلاما من الفقد... فكر وان بقيت على ما انت فيه من شك في القرار جعلت انا من نجد عشيقتا لي..
"ضارم بإبتسامة متعبة": لن تقبل بك.
«شيطان الكهف»: تريد ان أجرب؟
«ضارم»: اراك تهوا الموت.
«شيطان الكهف»: نعم لموت ألاقي فيه من أحب.
فجر اليوم التالي نسائم جبل الضباب مختلفة لطيفة صعدت العصبة الجبل بمساعدة شيطان الكهف..
«شيطان الكهف»: متأكد من صحة المكان؟
«ضارم»: نعم
قرأ ضارم طلمسا أحدث زوبعة ظهر من خلالها باب من حديد... دخل شيطان الكهف يرافق ضارم تتبعه نجد.
«ضارم»: ابقي في انتظارنا يا نجد.
«نجد»: لماذا أفعلت شيئا اغضبك؟
«ضارم»: لا لم تفعلي ابقي خارجا فحسب.
نظرت نجد الى شيطان الكهف الذي أومأ برأسه مؤيدا لكلام ضارم...
«شيطان الكهف»: عندما نخرج ستفسر لها أفعالك.
«ضارم»: عندما نخرج..
دخل ضار و شيطان الكهف عبر الباب الى مكان مظلم تنبعث منه روائح غريبة وصوت تنفس منهك...
«ضارم»: أظن انه لازل حيا.
«شيطان الكهف»: تريد ان أضيء المكان.
«ضارم»: إفعل.
أضاء شيطان الكهف المكان بحركة صغيرة من أصابع يده ظهر من الظلام الحالك جسم جني أزرق ضخم ذو أعين صفراء حادة مرهقة شعر طويل يغزو رأسه..
«الجني»: لم أرى الضوء منذ مدة.
«ضارم»: سأجعلك ترى الضوء متى شئت.
«الجني»: كيف وجدتني؟
«ضارم»: طلمس وكتاب تاريخ عن الفرس.
«الجني»: لما تريد تحريري ؟ لا بد من وجود مقابل.
«ضارم»: أمنحك الحرية مقابل خدمة منك.
«الجني»: الجن الازرق ليس خادما لاحد.
«ضارم»: لا أطلب خادما ما أطلبه منك ان تكون صديقا لي يساعدني في ثأري.
«الجني»: وماهو ثأرك؟
«ضارم»: الباب يغلق وافق وسنتحدث بعد إخراجك.
«الجني»: سأوافق بشرط.
«ضارم»: ماهو شرطك؟
«الجني»: إن كان هدفك غير نبيل فالتنسى مساعدتي.
«ضارم»: حسنا
قرأ ضارم طلمسا حرر الجني الازرق من قيوده وخرجو تباعا عبر الباب الذي تآكل وسقط أرضا... تقدم الجني الازرق و إنحنى لضارم.
«الجني»: شكرا لك.
«ضارم»: ستعمل كثيرا.
«الجني»: لكنك تعرف اتفاقنا.
«ضارم»: أعلم... وانا واثق بهدفي وانتقامي.
«نجد»: حمدا لله لعودتكم.
أخبر ضارم الجن الازرق عن حقيقة تحريره ومراده من الانتقام.
«ضارم»: إذن ما قولك يا أسير أعلم أني لا أرغمك على شيئ يمكنك الانسحاب فأنت حر.
«الجني»: إسمي ليس أسير انا من الجن الازرق ونحن لا نمكث وعدا قطعناها انا معك حتى تنهي انتقامك حام لك و لمن معك.
«ضارم»: جيد سماع هذا. اذا بماذا تريد ان نناديك؟
«الجني»: أزرق.
«ضارم»: ما قصتك حبسك؟
«أزرق»: ليست بالمهمة.
«ضارم»: أخبرني فحسب.
«أزرق»: حسنا. قبل مائتي سنة تقريبا كنت أعيش في مملكتنا مملكة الجن الازرق أقوى ممالك الجن في العالم السفلي. كانت معيشتنا تقتصر على استخدامنا في البحث عن المفقودين وهذا يعود لقدرتنا الفذة النادرة في ايجاد من فقد. كان والدي أي الملك مقدسا لنسلنا لا يقبل ان يستعبد أهل مملكته بأي شكل لذلك كانت كل طلبات البحث تطرح للموافقة امامه يحللها ويعرف الهدف منها بعدها يجاوب رافضا او موافقا لم يكن والدي ظالم أو طامعا كان عادلا لا يدخل في صراعات ملوك الجن ابدا الا اذا تعرضنا لاعتداء لكن هذا لم يكن يحدث فسمعتنا الطاهرة وصلت كافة أرجاء ممالك الجن والشياطين فوصلت حتى الانس لم نتوقع أي اعتداء بأي شكل من الاشكال. لكن السلام لا يدوم.
دخل على الملك ساحر من بلاد الفرس...
«الساحر»: أهلا بملك الجن الازرق بورك عملك وزاد رزقك وقوى سلطانك.
«الملك»: عشت شكرا لك ... ما جاء بك؟
«الساحر»: أريد من جلالتك معروفا لملك في بلاد الفرس.
«الملك»: إننا مملكة تساعد من طلبها ولو كان إنسيا.
«الساحر»: يا ملكي العظيم لقد ضاعت ابنة ملك الفرس الوحيد لم نترك مكانا وذهبنا اليه بحثا عنها وبعد ان ذاقت بنا السبل أردنا ان نستعين بك.
«الملك»: تريدني ان أسخر لك واحدا منا؟
«الساحر»: نعم يا ملكي ان أردت.
«الملك»: بما أنك اول إنسي تدخل قصري وتطلب العون مني فأنا موافق سآمر إبني أزرق بمساعدتك.
«الساحر»: شكرا لك لن ننسى معروفك ابدا دمت آمنا.
«الملك»: أزرق إذهب مع هذا الرجل.
«أزرق»: سمعا وطاعة.
ذهبت رفقة الساحر الى منزله ليعطيني شيئا من الفتاة المفقودة لابدأ البحث.
«أزرق»: أين الغرض الذي أستدل به؟
«الساحر»: لا يوجد
«أزرق»: ماذا تعني؟
قرأ الساحر علي طلامسا قيدتني فرغم القوة الهائلة التي نملكها نحن الجن الازرق الا اننا ضعفاء امام طلامس التقيد البشرية لم يتوقع أبي غدر الساحر لكن البشر خائنة محبة لنفسها أخبث من الشياطين عند الحاجة حتى الشياطين تضعف بالحب لكن البشر لا شيئ يضعفهم تراهم يتسابقون على السلطة والجاه فلا يكتفون لهذا لا يعمرون طويلا..
«أزرق»: ماذا تريد؟
«الساحر»: نسلك و مملكتك!.
«أزرق»: كل هذا لاجل ماذا؟
«الساحر»: لاجل ما أحب أوهوى سأبيع مملكتك واحتفظ بك من أجلي اما شعبك فسيباع ويشترى.
«أزرق»: يالك من خبيث تمنى ان لا اضعك بين يدي!!...
بعدها أرسل الساحر مخطوطة الى والدي يأمره فيها بالاستسلام ويهدده بقتلي ضعف أبي أمام حياة ابنه فتقديسه حياة الجن الازرق لم يكن سوا حبا حمله لشعبه لقد حاول شتى الطرق لكن الساحر فاز حتى ان والدي إستعان بممالك الجن المجاورة الا انه رد بالرفض لا بل بدأت الممالك تشن حملات علينا بعد ان عرفت ضعفنا هنا أحس والدي بالضعف وخسر مملكته وكما قال الساحر بيع إخوتي وأبي وكل شعبي للانس تخدمها وانا حبست هنا.
«ضارم»: لما لا تعيد بناء مملكتك؟
«أزرق»: وهل تظن اني لم أفكر؟ لكن أين سأجد شعبي؟ لقد مات الكثيرون على اي حال.
«ضارم»: سنبنيها معا.
«أزرق»: أتمنى ذالك.
«شيطان الكهف»: ماذا وعدتني يا ضارم؟
«ضارم»: لا اظن ان هذا هو الوقت المناسب.
«شيطان الكهف»: مادمت ستفعل الشيئ لما تؤجله؟
«ضارم»: كل شيئ جيد في وقته.
«شيطان الكهف»: لك ما تريد.
«أزرق»: انت تعمل مع الشياطين أيضا.
«ضارم»: نعم
«شيطان الكهف»: ألم يعجبك؟!
«أزرق»: ظننت ان ملوك الشياطين صعبة التسخير.
«ضارم»: صدقني كان صعبا.
«شيطان الكهف»: لكل منا دافعه.
على أكتاف ملوك الجن وشياطين آتيك.... أستطيع عد انفاسك المتبقية....
أنت تقرأ
رياح رمادك
Spiritual«آسر» : اني لكي وانت لي وكل مالي أفديه روح الشيطان فأبشري... ♡ «شابة في السبعين»