Part 11: طريق الثأر

24 3 0
                                    


   لست مفتونا بالثأر  وليست رياح الصحراء تواسيني.... إشتقت حديث الانس بدلا عن دابتي...... ايام قضيتها في طريق الفرس دون وجهة..... لكن الغاية المقدسة تروي عطشي و تزيح همي...
«في بلاد الفرس» 
ستة ايام أوصلتني إلى مدينة كبيرة في شمال الفرس ليس معي الا قوتي البدنية و طلاقة لساني الفارسي....  وصلت أبواب المدينة التي اختلفت  عن بلاد العرب  فلا نساء مثل نسائنا ولا بعير مثل بعيرنا حتى النظرات هنا تختلف لكن الشيئ المشترك واضح هنا ... مثل بلاد العرب هي الفرس لا تخلو من المحتالين على اغبياء السيادة  وأصحاب الجاه.... جلست فترة أفكر في كيفية ايجاد  ساحر يعلمني فنون السحر أو يدلني على مكان الملك ذاك.... فترة هي حتى شاركني الجلوس رجل عجوز تحت ظل النخلة لم يتكلم معي بال ضل يغمرني بنظراته الغريبة المليئة بالأبتسام  المريب....  و لأني شخص يحب مساحته الخاصة هممت بالرحيل من أمامه لكنه أمسك قميصي وأشار إلي ان أنزل أذني الى فمه  ففعلت.
«العجوز»  :  هل تبحث عن شيئ؟
«ضارم»:  لا أظنك ستساعدني وإلا كنت طلبت منك.
«العجوز»:  و ما أدراك انت؟  يمكنني مساعدتك لا يغرنك مظهري الهزيل.
«ضارم»:  ليس لدي ما أقدمه لك  فلما تقدم لي شيئا دون مقابل؟
«العجوز»:  لديك أكثر مما تعتقد.  اتبعني وحسب.
        
         تبعت العجوز دون أي سؤال فلم يكن لي شيئ أفعله غير هذا... لاحظت بعد فترة ان شخصا يلاحقنا لكني لم أرد ان أخبر العجوز بل  اكتفيت بمراقبة الشخص فحسب.
«العجوز»:  لديك عيني صقر أصيل لا بد انك عربي.
«ضارم»:  انا كذالك  كيف عرفت؟
«العجوز»:  عيناك الحادتان  و شدة إنتباهك. لا تخف منها إنها خادمتي.
«ضارم»:   أمرتها ان تتبعنا متخفية كي تختبر شدة انتباهي؟
«العجوز»:  أخبرتك ان لديك أكثر مما تعتقد.
      
        وصلنا بعد مسير قصير الى بيت صغير  ...... دخل العجوز و أشار لي بالدخول ففعلت.
«العجوز»:  اجلس ... ما سبب مجيئك  الى هنا؟
«ضارم»:  أريد ان اتعلم السحر.
«العجوز»:  ما هدفك؟
«ضارم»:  لا شأن لك به.
«العجوز»:  ههه....  متحفظ حسنا أخبرني عن لون عينيك الغريب.فأنا لم أرى مثل وجهك في مخلوق من قبل لا بد  انك هجين لست عربيا أصيلا.
     
      هممت بالنهوض مغادرا ببساطة لاني لم ارتح  لاسئلة العجوز الغريبة ولا لنظرات خادمته كانت تبدو مرعوبة أو خائفة لم أرى ملامحها جيدا فقط غطت وجهها بقماش باهت اللون....
«العجوز»:  الى اين  تذهب ألا تريد ان تتعلم السحر؟
«ضارم»:  نعم لكن لا رغبة لي في التعلم من عندك.
«العجوز»:  سأعرض عليك صفقة.
«ضارم»:.........
«العجوز»:  سأمنحك ما أعلم من علوم السحر وفي المقابل ستعطيني قوتك.
«ضارم»:   قوتي؟؟!
  
     تغير وجه العجوز وعلت وجهه إبتسامة خبيثة.... وأنا مركز على نظراته الغريبة  وكلماته..... علا صوت الفتاة فجأة بدأت تصرخ بشكل هستيري..
«الفتاة»:  أهرب لا تصدقه!!......إنه يخدعك أرهب!!
     
        فقدت تركيزي للحظات...  فوجدت شيئا خفيا يوسعني ضربا يسدد اللكمات لبطني ليست لكمات عادية فكلما لامست القبضة الخفية بطني أحس بنيران الارض والسماء تحرقني..... سقطت على الارض من هول الصدمة والالم.... للحظات رأيت روحي  تخرج الى السماء إستسلمت للموت الذي لحقني رأيت مكان نومي وملابسي ضحكت «بحر»  و تجارتي رأيت أمي مبتسمة...... أمي....  لماذا انا هنا على أي حال....  لا أستطيع تذكر شيئ.... قطرات من دمع أمي تساقطت على عقلي الخامل الميت فأحيته ..... براكين في قلبي تفجرت...  و كأني منحت طاقة لم تمنح لأي مخلوق من قبل... لم أفق الا وانا أهشم جمجمة العجوز و أقتلع  عينيه لم أستطع التوقف و كأن جسدي مسير من قوى خفية تتحكم به لم أتذكر شيئا بعد ذالك الا وجه فتاة لم أره بوضوح ....
     
       بعد ان أفقت وجدت نفسي مجردا من قميصي  على سرير  ضللت ضائعا أفكر فيما حدث وأنا اتأمل الجدار.... لكني أحسست بأنفاس  لطيفة على بطني العاري أنفاس شخص متعب نائم حركت رأسي لأعرف   صاحب الانفاس.....  أنزلت بصري لأرى فتاة في  السابعة عشرة ذات شعر بني قصير براق..... أعين كبيرة  نعسة تخرقها رموش طويلة سوداء  أنف محمر بلون النعمان و  بشرة بيضاء ناعمة علي بطني المجروح......  بقيت أتأمل هذا الملاك توقف عندي الوقت..... حتى اني خففت من قوة تنفسي لا إراديا  لتكمل نومها بسلام ... بعد فترة تحركت الملاك معلنة استيقاظها رفعت رأسها فقابل وجهها قلبي عينان كالبن في اللون لا سوداء هي ولا بنية بانت شفاهها الوردة و إبتسمت لي وبحركة سريعة منها قاطعت تأمل قلبي لها إحمر وجهها ووقف تنظر الي ولا تتحدث كانت قصيرة  القامة  بالنسبة لطولي..... زهرة نقية  في منتصف طريق الدماء الوسخ....
«الفتاة»:  أنا آسفة جدا لم أقصد ان أغفو هكذا هل آلمتك؟
«ضارم»:  لا لم أتألم كم مكثت نائما؟
«الفتاة»:  خمسة أيام.
«ضارم»:  خمس؟!  هذا كثير أخبريني ماذا حدث ومن أنت؟
«الفتاة»:  سأجلب لك الطعام أولا أنت لم تأكل لمدة طويلة و جراحك لم تشفى بعد.
«ضارم»:  شكرا.
بعد مدة جأتني  الفتاة بطبق به حساء وبعض الخبز لم تأبى أن تخبرني بشيئ إلى أن آكل.
«الفتاة»:  حسنا يمكنني إخبارك الان ما حدث منذ خمسة أيام
«ضارم»:  .......
«الفتاة»:  ذالك العجوز الذي أتاك عند النخلة هو ساحر مخادع يعقد صفقات مع الناس من أثرياء ليسرق مالهم و الرجال ليجند قرنائهم  عندما لقاك لم يبعد نظره عنك لانك مميز كما قال إتجه نحوك كي خدعك و يستدرجك و أمرني انا بالتخفي  و إتباعكما  لكي يختبر فطنتك حاول ان يجذبك بالكلام لكنك كنت فطنا وعندما أردت الذهاب أمر شيطانه أن يضربك لكي يسيطر عليك بطلامسه فلا تقوى على عصيانه  حاولت تحذيرك بصراخي لكنني زدت الامر سوءا.....و عندما ظن انه فاز تحولت عيناك للون أحمر القاتم فجأة  وظهرت أنياب بين أسنانك إزداد طول أظافرك لتصبح كالسكاكين على يديك   ظهر شيطان الساحر على هيئته الحقيقية ساجدا لك يرجو العفو ورحل إتجهت الى الساحر بعد ظهور كل القرناء الذين جندهم و شياطينه الاقوياء ايضا   طلبو العفو منك كسابقهم و رحلو ما أتم  الساحر جملته  حتى فصلة رأسه عن جسده و إقتلعت عينه ثم نظرت الي بعينك الحمراء و إتجهت نحوي  وما كدت تصل إلي......حتى  عاد لون عينيك الطبيعي و أغمي عليك  سحبت جسمك الى هنا وحاولت علاجك هذا كل ما حدث.
«ضارم»:  انا لا أذكر شيئا من هذا!!؟
«الفتاة»:  ربما لم تكن في وعيك.

     كيف يمكن ان يحدث هذا وأي قوة هي التي أملكها وكيف لم أعرف عن هذه القوة قبل الان؟؟  لكن أسئلتي تتبخر عندما اتذكر كوني شيطانا فيحل كل شيئ ويصبح سهل التفسير.
«ضارم»:  ماهو إسمك؟
«الفتاة»:  نجد.
«ضارم»:  انا آسف إن تسببت بخوفك لا أعلم ما الذي تتحدثين عنه حتى.
«نجد»:  لا أنكر اني خفت منك لكنك لست نفس الشخص  الذي كان يقتل الساحر على أي حال كنت أتمنى له الموت وقد حققت ذالك لي شكرا.
«ضارم»:  ولما تعيشين معه ان لم تريدي؟ 
«نجد»:  لا أظن انك تريد أن تسمع قصتي لا بد ان جراحك تؤلمك.

       لو تكلمتي العمر كله لن أمل من صوتك الناعم لقد داعبتي أذناي فطربت وعيناي تأبى ترك وجهك دون تأملي وجسمي ينسى الجراح  فقط لو ابتسمت لقلبي.
«ضارم»:  يمكنني ان أستمع لقصتك ان أردتي  ان تحكيها طبعا.
«نجد»:  حسنا سأنظف جراحك أثناء حديثي اذا.
     
      تزوج والداي في قرية بعيدة عن هنا و أنجباني كبرت وترعرعت في قريتي  في الجبال الخضراء بين المراعي ألهوا  بين الزهور  و ألاحق الفراشات كأي طفلة فارسية صغيرة كان منتشرا في فترة ما في القرية ان ساحرا يأتي ليأخذ بنات القرية و يبيعهن وإن إعترض أحد على ذالك لقى حدفه   كنت مميزة عند أهلي فأمي وأبي قد تعلقى جدا بي في ليلة باردة على جسمي الضئيل ساخنة كبركان على ذكرياتي ثقيلة على قلبي.....  سمعت نحيب امي موجها لابي.
«أمي»:  لا أريدك ان تموت تعلم ان ليس بيدنا حيلة!!
«أبي»:  لكنها إبنتنا وشرف لي أن اموت وانا ادافع عنها وان لم  يوقف أحد هذا الظلم في حق بناتنا الان فلن يفعل أحد ذالك بعدها.
توقف حديثهما بعد ان لاحظى وجودي
       في اليوم التالي جاء الساحر كعادته ليأخذ فتاة من بنات القرية لكن أبي قد وقف أمامه مع رجال القرية معلنين عدم رضاهم عن ما يفعله أشار الساحر لهم بالابتعاد فخاف النصف و إبتعد ثم إقترب الساحر من والدي يحذره فأبى والدي الانصراف عندها لا أذكر ما حدث بالظبط لكن رؤوس القرويين انفجرت جميعها في وقت واحد حتى الحيوانات  لم تسلم من القتل انشلت قدماي ونظرت لامي التي تعانقني بحرارة وقوة إنفجر رأسها ووقعت أشلاء منه علي لكن يدها وجسمها إلتسقا بي.... أنا لم أمت..... لم أرحل..... لم ينفجر رأسي...... أراد ابي ان ينقذني فماتت قرية كاملة ولست بحرة حتى..... كبرت عند الساحر أخدمه و أتعلم السحر منه لكني لم أصل يوما الى قوته فلم أستطع قتله او محاولت ذالك حتى.... خلصتني منه لكن رغم كل هذا لازلت ألوم نفسي على مفعله والدي لحمايتي لم يكن علي ان ابقى حية...!!
«ضارم»:  لابد انك  قوية لتحمل هذا.
       ذرفت الملاك دمعا من عينيها علامة على الحسرة سقطت دموعها على جروحي فزاد لهيبها وبات قلبي منكسرا على ما هي فيه..
«نجد»:  آسفة لقد بللت جرحك.
«ضارم»:  بل  هو قلبي.
«نجد»:  ......
«ضارم»:  لا ليس مهما لم أعد أتألم على اي حال.
مسحت من عينيها تلك الدموع التي إنغرزعت في قلبي سكاكينا  و إحمرت باسمة.
«نجد»:  وانت ماذا جاء بك الى هنا وما هي قصتك؟
حكيت ل «نجد»  قصتي و أخبرتها عن هدفي و إنتقامي أيضا.
«نجد»:  سأساعدك لأرد لك الجميل فليس لي ما أفعله على اي حال... لكن قبل ذهابك في طريق الانتقام يجب ان تشكل عصبة.
«ضارم»:  عصبة؟
«نجد»:  عصبة تشاركك نفس الهدف لإختلاف الاسباب تحارب من أجلك... عصبة شياطين و سحرة....... 

            رياح رمادك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن