ماري....
اليوم هو اليوم المنشود...لكن الجو غائم بالخارج لذلك خطتي فشلت....لقد خططت لكي ارتدي فستاني الأخضر القاتم الذي صممته و خطته بنفسي وقمت بتطريز بعض الزهور الوردية في نهايته.....منسدل وطويل لكن أكمامه قصيرة تصل لنصف ذراعي فحسب وأخشى على نفسي من البرد...أردت أن اريه للآنسة فيري لكي تقتنع بعملي أكثر .....
بدأت بالتذمر وعقدت حاجباي وبدأت بمناداة منقذتي! أمي ومن غيرها فأنا استشيرها في كل أمر :"أمي..مامي!"،صرخت وانا اناديها لكي تسمع ندائي...لأسمع خطواتها وهي آتية ثم فتحت الباب وقالت بهدوء وتساؤل: "مالأمر؟!"
"أمي..أنظري لقد أردت ارتداء هذا الفستان لتزيد نسبة نجاحي في إقناع السيدة فيري بعملي لكن الجو غائم والبرد بالخارج فنحن في فصل الخريف الجو متقلب باستمرار ماذا أفعل؟"،قلت بنبرة متذمرة
لتصمت قليلا مفكرة ثم قالت :"حسنا ذهبت صباحا لشراء البيض لم يكن هناك الكثير من البرد ارتدي فوقه معطفكي الأبيض الشتوي يتناسق لونه مع لون فستانك وعندما تصلين للمنزل بالتأكيد سيكون الجو بالداخل أكثر دفئا وستريه للسيدة !"
"نعم معكي حق ....كيف لم يخطر على بالي هذا؟..."
"لأنكي متسرعة !" قالت امي مجيبة إياي
ثم شكرتها وأغلقَتْ الباب وانا هرعت لأغير ملابسي ثم جلست أمام المرآة وقمت بتسريح شعري ورفعته بشكل أنيق إلى الأعلى بمشبك الشعر وتركت بعض الخصلات تتدلي على وجهي ،لم أضع أية مساحيق تجميل لأنني لطالما اقتنعت بأنها لا تناسبني ولا تجعلني جميلة بل عكس ذلك أحس بأنني غير طبيعية البتة !،رششت بعض العطر المفضل لدي ذو مفعول خفيف وبرائحة التوت،لم أضع الكثير لا اريد لفت الانتباه كما أن شعاري كان دائما"البساطة هي الجمال"قبلت أمي وبادلتني وخرجت من المنزل مودعة إياها فهي اليوم لن تذهب إلى العمل ستخيط بماكينة الخياطة فحسب...
تنفست الصعداء عندما وصلت لباب الفيلا الأسود الحديدي فتحته ثم صعدت العتبة ووقفت أمام الباب الخشبي طرقت بعض الطرقات على الباب وانتظرت وقلبي يدق بسرعة من التوتر ،وما إن مرت دقيقة إلى أن فُتح الباب لأجد ذلك المدعو خافيير بفتح لي الباب بابتسامة واسعة ومشرقة ،انا لا أرتاح له البتة !
لأسأل بسرعة :"هل السيدة فيري موجودة ؟"
"اجل إنها تنتظرك!"،قال بحماس ثم دعاني للدخول دخلت وأغلق الباب من ورائي وبدأ يمشي بجانبي إلى أن سألني بفضل يملئ صوته :"اوه لم أسئلكي أيتها الآنسة عن اسمك ! "
كنت أنوي أن أقول له :بما انك تعرف بأنني خياطة ومصمم وتعرف كل شيء يحدث بالمدينة من المفترض أن تعرف اسمي"
لكن قررت أن احافظ على هدوئي وان لا أكون وقحة ففي الأخير انا بمنزلهم و هو سأل مجرد سؤال بسيط لا داعي لتضخيم الأمرلأقول ببرود:"إسمي هو ماري رول "
"تشرفت بمعرفتك آنسة ماري أنا خافيير فيري "،قال بمرح ثم مد يده ليصافحني...ترددت في البداية لكن في الأخير مددت يدي لأصافحه لأفاجئ بأنه قام بالانحناء و تقبيل يدي بينما هو يبتسم
اكتفيت بالصمت ثم توجهنا إلى مكان والدته كالعادة تلك القاعة الكبيرة أظنها مخصصة للضيوف فحسب ! ،لأجد المرأة تحتسي كوبا من القهوة بينما هي جالسة على الأريكة وعندما لمحتني ابتسمت ورحبت بي ثم دعتني للجلوس وعندما جلست لم أجد الآخر أظنه ذهب من اين أتت كل هاته الأخلاق !؟...منذ يومين أخبرني بجملة أثارت استفزازي ومازال وقعها في أذني :"انتي جميلة جدا من اين أتيتي بكل هذا؟!
لو قال بأنني جميلة وسكت كان من الممكن أن اعتبرها مجاملة لكن ماهاته العبارة الغريبة؟؟
أنت تقرأ
Mary and time 🕯📜❤️🩹/🎛ماري والوقت
Historical Fiction*"ماذا لو انقلبت حياة الغني العصبي والمغرور زين في ثوان بسبب فتاة اسمها ماري تعيده إلى القرن العشرين (اي تسعينات) لتغيره كليا ......" *في هذه القصة لست أنا من اروي بل سأجعلكم تعيشون القصة لحظة بلحظة بينما أبطالنا يسردون لكم كل شيء بالتفصيل . *هذه ال...