الفصل العاشر:<ذكريات سيئة>

24 7 11
                                    

آرثر...

كان كل شيء مملا كالعادة......
كنت متوجها إلى عملي....
إلى أن....
رأيت شيئا استوقفني لمدة من الزمن .....
ماري ومن غيرها ؟!
لكن كانت على الأرض !
ثم انتفضت من مكانها فجأة قائلة لذلك الرجل الضخم الذي كان أمامها :"أيها السافل !"،قالت بحدة.....
طوال ذلك الأسبوع الذي امضيته معها لم أراها بهاته الحالة....
لطالما كانت الفتاة الهادئة الجدية القاسية.....
لكن الآن بدت غاضبة....غاضبة لحد اللعنة!

"حسنا سأريكي من هو السافل !"،قال الآخر بعدما اختفت ملامح السخرية والضحك من وجهه وتحولت إلى غاضبة....
ليقوم بسحبها من يدها اليمنى و ضغط عليها كاد يكسرها !....
إلى أن قامت ماري بصفعه بقوة بيدها اليسرى على وجهه !
لقد زادت من الطين بلة !
لحد الآن وقفت أشاهد مايحصل محللا...لكن لم أفهم شيء
إلى أن....
قام الآخر مجددا بمسك شعرها الأسود بين يديه الضخمة ويجرها!
بينما يسب ويشتم.....

لأقوم بضربه بقوة على مؤخرة رأسه ففقد الوعي وسقط على الأرض....
لتظهر وأخيرا ماري التي كان وجهها وكذلك ملابسها متسخة بالتراب الذي سقطت عليه منذ قليل....وشعرها المنكوش...
كانت في حالة يرثى لها.....
وقفت جامدة تنظر إلي في دهشة.....
رأيت بعض اللمعان في عينيها...
أظنها....تريد البكاء
أصلا أنا مستغرب كيف لم تبكي لحد اللحظة بقيت واقفة على اقدامها وبكامل قوتها متأهبة لكل شيء......
كأنها مضادة للألم.....
حقا تلك الفتاة لا تشبه ايا من الفتيات ....

لأعيد خصلات شعري التي سقطت على وجهي عندما ضربت الرجل
وأردفت:"هل انتي بخير؟"
لتومئ لي ثم أشاحت بنظرها وطأطأت جسمها لتمسك بحقيبتها السوداء الجلدية الصغيرة....

~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~

ماري....

كيف يمكنه أن يقوم بدفعي بهاته الطريقة؟
لماذا يكرهني؟....هاذا هو السؤال الوجيه!
وكأنني انا من كنت مخطئة وليس هو....
لا زلت أجهل تفكير بعض الأشخاص إنهم ليسو أشخاص حتى يمكننا تسميتهم بمخلوقات مشوهة فكريا !
ونفسيا....وحتى خارجيا!
كل شيء في ذلك الرجل يوحي إلى قباحته!

مازلت في صدمتي....
مازلت على الأرض التي سقط عليها جسدي دون سابق إنذار....
كفا يداي جرحا بالفعل....وكانت دماؤهم تسيل على ذراعي ولطخت كفوف ملابسي بالدماء !
لكني رغم كل ذلك استدرت لذلك الذي كان يضحك علي بشر !
نهضت من مكاني وما بدر مني إلا وان شتمته !:"أيها سافل!"
قلت ذلك بكل حدة دوت المكان ....
"حسنا سأريكي من هو السافل !"قال الآخر وهو يتوعد لي
ألم يكتفي ؟....
ليقوم بمسك يدي وضغط عليها بكل ما لديه من قوة بينما كانت تنزف....الا يملك رحمة ؟
كنت أتألم لكن غضبي العارم كان أكبر من ألمي بكثير...!
لأقوم بصفعه... توقف عن إيلام يدي وتركها من الصدمة....
بالتأكيد لم يكن يتوقع ذلك.....
لكن حركته التالية كانت أكثر إيلاما.....
لقد قام بجري من شعري....
لا أدري إلى أين سيأخذني !؟
والمشكلة اننا كنا في بداية الصباح لم يكن هناك الكثير من الناس وان كانو مستيقظين فلا بد إنهم يشاهدون من النوافذ....
تمنيت لو يأتي شخص وينقذني من قبضته....
وبالفعل تحقق حلمي في لمح البصر !
قل الألم الذي كنت أشعر به في رأسي وبعد ثوان هاهو يسقط على الأرض أمامي......
مازلت مصدومة.....مازال نظري في الأرض التي أمامي.....
لأتشجع وأرفع بصري لأجد آرثر...
كان يلهث وكان شعره قد تدلى على وجهه
لأشيح بنظري بينما كان كياني مصدوما ورأسي جامدا توقف عن العمل !
ثم التقطت حقيبتي الصغيرة....
من الجيد انها لم تفرغ محتوياتها ....
كنت اترنح لم أستطع المشي....
وجسمي يؤلمني...
لأسمع ذاك الصوت الذي اعتدته بسرعة :"هل انتي بخير؟"
لا شيء لدي لأقوله....لذا اكتفيت بالصمت

Mary and time 🕯📜❤️‍🩹/🎛ماري والوقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن