𝖢𝗈𝗅𝖽 𝗂𝗇 𝖫𝖠

في الاعلى | Above

اقلِّب قنوات التلفاز بملل ، لا يوجد شيء مثير للاهتمام لهذا اليوم ..

الطقس غائم وقارب وقتُ الغروب

انهيتُ فروضي بالفعل بعد عودتي من المدرسة ، وبعد الغد آخر يومٍ دراسي لهذا الاسبوع

اتوق حقًا للاجازة بالرغم من انها يومين وحسب ولكني انجز فيها الكثير حقًا


نهضتُ من الاريكة واطفاتُ ذلك التلفاز المزعج ثم توجهتُ الى غرفتي ..

تقدمتُ ناحية طاولتي واخرجتُ دفتري وكتاب المفردات ايضًا كي يساعدني في انتقاء الالفاظ ..

خفضتُ رأسي لاسفل السرير ، اذا لم تقم ذاكرتي بخيانتي فقد كان موصل الشحن للحاسوب المحمول هناك ..

طلبتُ القهوه من المقهى المفضل لدي وريثما تصل لي توجهتُ ناحية خزانتي لاختار الملابس المناسبة

اخترتُ ارتداء هودي باللون السماوي مع بنطالٍ اسود مريح ولا اعتقد انني بحاجةٍ للمعطف ..

وضعتُ اغراضي التي قد احتاجها في الحقيبه المصنوعه من القماش ، لا ادري ما اسمها .. تشبه الكيس ولكن بطريقه عصريه قليلًا

ادخلتُ فيها الحاسوب بعد أن فصلته عن الشاحن عند 58 بالمائة من البطارية ، اعتقد انها ستكون كافيه ، ولا ننسى السماعات والدفتر ايضًا ..


رن جرس الشقه فعرفتُ أن القهوه قد وصلت ، اراهن أنه سيطلب اجره اضافية بسبب السلالم ..

اخذتُ قهوتي الى جانب اغراضي ثم صعدتُ الى سطح المبنى

كان الجو اقل ما يقال عنه مثالي

تنفستُ هواءه العليل بارتياح ولم اشعر بالبرد كثيرًا

مشيتُ الى طرف السطح -الغير محاط بأي شيء للامان- وجلستُ هُناك ..

انزلتُ قدماي للعالم .. اوه تبدو جمله مهينه كثيرًا سوف اغيرها واقول للاسفل وحسب

لقد اعتدتُ بالفعل ولا اظنني سأسقط ، ثم لا أعتقد أن هناك من يهتم لموتي

وهذا أفضل بكثير بالنسبة لي

الهي ما اجمل الوحدة


ابتسمتُ واخرجتُ دفتري بينما قد اشغلتُ الموسيقى التي تملأ رأسي معانقةً أفكاري ومشاعري

قد يتساءل أحدكم عن الأغنية .. حسنًا انها اغنيه من الاغاني التي اخرجتُها بنفسي

بدأتُ الكتابه منذ سنه 2014 عندما كنتُ في التاسعة من عمري ..

صغيرٌ جدًا أعلم ولكنها كانت مهارة وموهبة لدي احمل تجاهها شغفٌ كبير ..


أنا الآن احاول استكمال الاغنية التي اسمعها حاليًا بصوتي ، انعا المره الاولى التي اواجه صعوبه في انهائها فقد مرَّ شهرين بالفعل مُذ بدأتُ بها !!!

لاشك أن الاغنية 102 هذه ملعونة او ما شابه ؛ فأقصى حد لكتابه اغنيه بالنسبة لي لا تتجاوز اسبوعين !!

وبالرغم من ذلك .. انها اول اغنيه اشعر بشيء مختلف تجاهها ، لا ادري ما هو بصراحة ولكن .. هُناك شيء ما في داخلي يخبرني أن لها حادثه أو مصادفه ..

في الماضي أو المستقبل أو ربما الآن

أنا لا افهم ما الذي يجري بداخلي بالتحديد ولكنه يروق لي بطريقةٍ ما

اشعر وكأن هُناك مشاعر جديدة ستواجهني ، وكأن هُناك ذكرى مميزة لهذه الأغنية !

احاسيسي ولأول مره لم تكن بهذا الهيجان تجاه أي الحان سابقه ، وعندما اشعر بشيء يحدث ؛ فمشاعر الحب والامان لا تخون أبدًا


بعد مده آلمني ظهري

قررتُ التوقف عن المحاولة ، إن المنطقة التي وصلتُ اليها في التأليف مسدودة بكامل جوانبها وايقنتُ انها لن تكتمل وأنا غبي لا استطيع القيام بأي شيء في هذه الحياة الملعونة ..

اعتقد أني فقدتُ اعصابي لوهله .. آسف

ارتشفت من قهوتي وقد بردت ؛ فجعدتُ ملامحي لمذاقها السيء وهي بارده ، اصبحتُ لا اطيق شيئا

ما هذا يا مارتن منذ متى وأنت متشائم ؟!

نظرتُ للساعة وقد كانت السادسه وخمس دقائق فقررتُ القيام بشيء آخر ..

نهضتُ من مكاني الخَطِر وتوجهتُ بحاسوبي الى وسط المبنى فوضعتُهُ ارضًا وفتحته على ذات الاغنية المسحورة

عدلتُ الموسيقى والتأثيرات الجانبيه وما إلى ذلك ثم ابتعدتُ قليلًا منه واقفًا في المنتصف ووضعتُ السماعات على رأسي منتظرًا ان تبدأ كي اطلق مشاعري المكبوته بالطريقة رقم 2

وهي الرقص

انهيتُ المقطع الاول بسلام ، صوتي جيد والكلمات مناسبه والالحان منضبطه ..

وصلتُ للمقطع الرئيسي للاغنية

'We start with a good night then it turned to day , never thought that we would , ever say the things we say , to each other but we're , here just staring face to face , why don't you just stay with me
?'


هذا هو الجزء الذي توقفتُ فيه ولم استطع اكماله

اعتقد أني ابليتُ جيدًا في الرقص ايضًا لهذا الحد ..


توجهتُ ناحية الحاسوب كي أتأكد من جزءٍ ما ظننتُ أنني سمعتُ تشوشًا فيه اثناء تدريبي قبل قليل

ولكن ..

قاطعني سماع صوت موسيقى

مألوفة جدًا لي بل ولا تبدو بعيدة من هنا

استغربتُ ووقفتُ مبعدًا سماعتي فانزلقت على رقبتي والغرابة تملأ ملامحي لتتحول لاخرى منصدمه

!

الموسيقى التي اسمعها

مطابقه لموسيقاي!!


اسرعتُ في خطواتي وصلتُ لطرف المبنى

وهُنا كانت المفاجأة

عندما رأيته متماشيًا مع انغامي بطريقته الخاصه
..

ذلك الذي يقابلني في سطح المنزل امامي