يمضي الوقت وريم لا تزال في المستشفى، تفر هاربة من الواقع المشوش، لا ترغب في رؤية أحد، بينما يعيش حسام ألماً يجعله يتوقف عن التنفس، لم يدرك يوما معنى ان تتألم و لا تقدر على البكاء
في تلك الأيام، وافق خالد على طلب جاد بصدر رحب، وكان يشعر بالسعادة بموافقته له، ولكن في الوقت نفسه كان يشعر بالحزن لأخته عندما نظر نحو حسام وقال:
-حسام ماما قلقانه انا قولت لها انه مجرد جرح بسيط و ان ريم معاك لأنها محتاجة لراحة لكن هي حاسه ان مخبى عنها حاجه..انا مش عاوزها تعرف انت عارف انها تعبانه ومش هتتحمل الخبر.
ربت حسام على كتفه و قال:
متقلت شي لحد ما ريم تستعيد وعيها و بعدين نبقى نقول لها كل حاجه.
ظهرت ابتسامه على شفة جاد، علم أن الوقت غير مناسب ليخبر حسام بالأمر، لكنه معتاد على مشاركة كل شيء مع صديقه
-عم خالد وافق على طلبي ايد بنته...هروح النهارده بيته.
بالرغم من الحزن الذي يعتصر قلب "حسام"، إلا أنه شعر بالسعادة عندما رأى ابتسامة سعيدة على وجه صديقه لأول مرة ربت برفق على كتفه بابتسامه قائلا:
-الف مبروك يا حبيبي.. بس انت هتكتب كتابك عليها قبل ما ريم تفوق.
اجابه "جاد"قائلا:
-لازم كل حاجه تتم النهارده عشان هاخد كيندرا للدكتور، علشان تبدأ العلاج في القصر، و لما تخف..هعملها فرح ملوكى..-ان شاء الله يا حبيبي... انا كان نفسي والله اكون معاك... بس ما اقدر اسيب ريم لوحدها.
قبل خروج جاد، هتف قائلا:
-أنا هاخد ماما و الولاد معايا.. وانت ما تقلق ريم ان شاء الله هتبقى كويسه جدا..
خرج جاد السعادة تغمره، لا يزال لا يصدق أنه بعد وقت قصير سوف تصبح زوجته. كيف يمكنه أن يصدق وهو الذي قضى عمره جاهلاً بمعنى الحب، والآن أصبح أسيرًا لها؟
دخل حسام إلى غرفة ريم، جلس بجانبها ونظر إليها بحزن. انزلقت دمعة من عينيه، شعر بألم يمزق قلبه، كيف يمكن للقلب أن يتحمل؟ وكيف يمكن للحياة أن تستمر بدونها؟همس بصوت حزين قائلا:
-انا اسف كل ده بسببى.. انا عارف إنك بتغيرى عليا اوى بس والله عينى ما بتشوف واحده غيرك..
وضع رأسه على كف يدها حيث حاول بكل جهد منع الدموع، إلا أنه لم يكن هناك جدوى، فعندما نخشى خسارة من نحب، لا يمكن لنا منع دموعنا.
**** * **
بعد مدة، وصل جاد إلى منزل خالد، نزل من سيارته محملاً بيده باقة ورد والابتسامة تعلوا وجهه. شعر بنبضات قلبه تتسارع طرق الباب بخفة.
فتح خالد الباب واستقبله ببادئ الرحب قائلا:-اهلا يا جاد بيه نورتنا.
رد "جاد"بابتسامه قائلا:
-بنورك يا عم خالد..