14

20 3 0
                                    

ما ان خرج سالم من الغرفة
حتي فتحت حور عينها تنظر لما احضر لها لتجد انها تلك الحلويات التي قالت له عنهم في تلك الرسائل والمكالمات بينهم خلال الساعات الطويلة في الماضي والتي علي اساسه ظنت انه اسعد فتاة بالعالم لما تعتقد ابدا ان سيحدث معها كل تلك المواقف في تلك المدة القصيرة،
تندهش حقا من نفسها تتذكر كلماته خلال الرسائل فتبتسم تلقائيا دون ان تشعر ثم تتذكر كذبته عليها ليشعل رأسها الكثير من البراكين التي لا تهدأ وتريد ان تثور وتنفجر لتتذكر تهديدها لها وتضع يدها علي وجنتيه لتتذكر كيف عنفها وكاد يقتلع شعرها و يهشم اسنانه
فيرتعش جسده خوفا من بطشه مجددا معها،

اما عن سالم نزل ودخل المكتب،
يجلس علي الأريكة يتابع بعينه صور لها يسأل نفسه كيف استطاع ان يمد يديه عليها بالصورة دي ولكنه اشتعل من فكرة أن شخص اخر قد يمتلك قلبها،
وهي التي امتلكت كيانه، وسيطرت علي راحة باله، واحتلت خياله بدون إرادة منه،
فعل كل ما استطاع حتي تكن الان في بيته وأمام عينه،

منذ فترة في الماضي

حازم: الا انت هتعمله ده غلط يا سالم
سالم: مش قدامي غير كده
حازم: اتخطي مشكلتك وواجه نفسك وانزل مصر اخطبها
سالم: مش هقدر وانت عارف كده كويس
حازم: لو بتحبه بجد هتقدر
سالم: خلاص يا حازم انا قولتلك عشان مبقاش بخبي حاجه علي اخوي الكبير وصاحبي غير كده انا مش ناوي اغير حاجة من الا هعمله
حازم: وانت تتضمن منين الا انت بعته ده
سالم: حطط عيون عليه، وامه ومراته وعياله في عنايتي، والمبلغ الا هياخده مش هين
حازم: ماشي يا سالم
وخرج حازم من المكتب وجاله مكالمة من جمال
جمال: كل حاجة تمام يا سالم
سالم: تمام
جمال: في غضون شهور هتكون عندك
سالم: تعبتك معاي
جمال: مش تعب ولا حاجة يلا سلام عشان وراي شغل كتير و افتكر اني قلتلك ان الموضوع هيبقي صعب بعد كده
سالم: تمام فاهمك
واغلق الخط معه ليتحدث مع نفسه:
ستكونين في أحضاني خلال أشهر أيتها الحورية التي سكنت ببالي بمجرد وقوع عيناي عليكي،
عاد من شرود ه
ووضع تلك الصور في مكانه مجددا ثم خرج من المكتب وصعد لغرفته،
دخل ليجد حور تنام نوم عميق نظر لوجها ليجده مبلل بدموعها،
قبل وجنتيه لتتملل حور في نومها وتحرك يدها كأنها بتهش دبانه،
ابتسم من تصرفها الطفولي، ثم صعد ونام بجانبه وشدها لأحضانه ،
لم تشعر حور به فيبدو عليه انه مرهقة من كثرة البكاء،
استيقظت حور وجدته يلف ذراعه حولها بقوة لم تستطع ان ترفعها عنها، هكذا ما ظنته حور لكنه استيقظ علي تحريكه ليده،
ولم يسمح لها بأن تبتعد عنه،
فمثلت حور انها نائمة لحين يستيقظ لانها يئست من تحررها من تحت ذراعه،
قام سالم حتي لا يتأخر عن عمله، دخل الحمام وانتهي و ارتدي ملابسه وخرج وهي مازلت تمثل النوم لانه لاتريد ان تسمع صوته،

بعدما خرج من الغرفة، دخلت الحمام وتجهز حالها جيدا وجلست علي السرير،
دخلت ام سالم لتبتسم حور تلقائيا لتلك السيدة الطيبة التي تهتم لأمرها وتعامله معاملة جيده،
لتبادلها ام سالم الابتسامه وتجلس بجانبها علي السرير،
ام سالم: وشك نور يا حبيبتي، سالم صالحك صح واعتذر لك، قولتلك يا بنتي والله سالم كويس وحنين معرفش ليه عمل معاكي كده،
ابتسمت حور بتكلف،
ام سالم: سيبك من ده كله يلا انا جبت لك الفطار اه عشان ناكل سوا ،
كنت بقول ناكل في الحديقة بس سالم اصر ان احنا ناكل في الحجرة وقالي انك مش هتقدري تطلعي من الغرفة،
نظرت حور بغضب ممزوج بحزن وقالت معانده: لا انا كويسة خالص تعالي نأكل في الحديقة أفضل من هنا
ام سالم وقد فهمت ان المشكلة بينهما مازلت قائمة : خلاص يا بنتي انا طلعت ومش هقدر انزل تاني، وبعدين ممكن مايكون راح المكتب لسه،
عندها نطق آخر هذه الكلمات ارتعش جسد حور، علي الارجح مازلت خائفة منه ولم تتخطي ما حدث أمس،
أومأت برأسها موافقة وبدأت في تناول لقيمات بسيطة وهي تنظر للفراغ،
وبعد انتهائهم من الطعام حملت ام سالم الاطباق وقالت لها: ارتاحي انتي عشان شكلك مش كويس خالص
حور لم تتحدث فقط حركت رأسها بموافقة و شدت الغطاء كي تنام،
مرت الايام بروتينة علي سالم وحور فكانت تنام قبل ان يأتي من العمل ولا تستيقظ الا عندما تتأكد انه ليس بالمنزل،
وتقضي يوم لطيفا مع امه وزوجة اخيه نيفين
احبتهم و احبت الوقت معهم هونوا عليها الغربة و شوقها لخالتها و نورهان وصديقتها سالي،
اما عن سالم فيعلم انها تفعل ذلك لانه وصلت أقصى ذروه من الحزن والخوف منه لهذا تهرب منه،
فكان يسأل والدته عنها كل ليلة ثم يذهب لينام معها ويأخذ ها بين أحضانه،
سعيد انه معه يفكر هل مرور الأيام سيجعلها تحبه اما سيزيد الفجوة التي صنعت بسببه،
وفي يوم استطاع توفيره ليكون اجازة، ليعرف كيف يشغلها به ولو قليل فقط،
ظلت حور تمثل النوم لكن هذا اليوم قد طال فهو تأخر وايضا هو لا يتزحزح ابدا ولم يفتح عينه،
ثم بعد فترة قام ودخل الحمام وخرج وفتح باب الغرفة ثم اغلقه كما يفعل كل يوم،
ما ان سمعت صوت الباب ففتحت عينها فوجدته أمامه مباشرة، فظهر علي وجه الفزع،
سالم: مالك في اه شفتي عفريت
حور في نفسها والله لو شفت عفريت كان اهون
ثم ردت: لا اصلا انت المفروض تكون في الشغل دلوقتي
سالم: اجازة
حور بنبرة مازحة: حلو اوي خده نوم بقا اصلا الاجازة يعني اه يعني تنام اليوم كله وتريح دماغك خالص
سالم وهو يمسك بذراعها: تؤ تؤ مش انا ده وبعدين انتي رايحة فين كده
حور: هروح فين يعني يا سالم
سالم وهو يقترب منها و يقلد صوتها الرقيق : سالم
اه السكر الا بيتكلم ده
احمر وجه حور خجلا من كلماته اما هو فظل يقترب منه وحور تبتعد حتي وصل لنهاية السرير وستقع من عليه فأغمضت عينها وعندما فتحت عينها لانه لم تشعر بشئ صدمه صلب وانه بخير لتجد نفسها واقعة فوقه وقال: طول ما انا عايش مش هخلي اي حاجة تأذيك
تبادلا النظرات لفترة من الوقت
تتذكر ان تلك المرة الثالثه التي تسمعها ولكن هذه المرة علي أرض الواقع فهو القي بنفسه علي الارض حتي لا تتأذي،
لدقائق لتستوعب انها مازلت فوقه لتهرع الي الحمام في خجل،
فيقف هو الاخر يمسك بظهره مبتسما: انا هسبقك علي تحت البسي وتعالي افطري معنا هستناكي،
تقف وراء الباب قلبها يدق بعنف ورأسها يتصاعد منه الدخان بسبب خجلها،
انهت حور حمامها و ارتداءها لملابسها، وخرجت من الغرفة وتنزل الدرج والكل قاعد ما عدا سالم الواقف قريب من باب المنزل ليدخل ولدان يشبهان بعض تماما ينادي بأبي يجريان بأتجاه سالم ليحتضانهما ، وتدخل بعدهم امرأه،
و تقف حور مكانه.

##asmaaabohedida

مفاجأة في منتصف  العمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن