مفاجأة في منتصف العمر

19

تدخل المكتب وهي تبكي بشدة و تتنفس بصعوبة وجنتيها و انفها كسهم الحمرة الشديدة تفرك عينها بظهر يده كالأطفال ليظهر عينها بوضوح بعد شلال الامطار الذي انساب من سحابه عينها فيقع في سحر بنيتها الذي يقبع داخل هذان العينان،
و يفيق من شروده علي لمسه يدها ليده لا يعلم متي وصلت اليه بهذه السرعة ومتي استقام من نومته وجلس بهذه الطريقة، يبدو انه شرد لدقائق لم يعي بها، زاد صوت بكائها لتخرجه من تفكيره بها،
سالم: مالك بس في اه يا حور
حور تتكلم بصوت باكي لا يظهر في اثره بما تعني او تقصد،
سالم: طب اهدي و فهمني طيب في اي
يمكن اساعدك
حور: حلمت بماما وهي بتكلم خالتو
و خالتوا تعبانه وهي بتطبطب عليها وانا خايفة عليها خالص ارجوك انا عايز اكلمهم وعايز اطمن عليهم،
سالم: متقلقيش، هي كويسة
حور: لا انا عايز اشوفها عشان خاطري
سالم: ربنا يسهل يا حور
حور: مش انت قلت لي ان وقت ما احب اشوفهم هتوديني ليهم صح
سالم: انا قولت كده امتي
حور: ايوا حتي انت وعدتني بكده
سالم: حاضر يا حور حاضر اوف
حور: انت بتسكتني دلوقتي بس صح
سالم: ايوا
حور: ليه انت كده
ليه مصر توجع قلبي
ليه
سالم: انا مقدر خوفك و قلقك وصابر علي تصرفاتك بس كفاية بجد
حور: انت الا اه
سالم: حور لحد هنا و متزوديش في الكلام يا حلوة
حور: لحد هنا وكفاية طلقني يا سالم بيه
سالم وقد تحول كليا وبصوت غاضب: مش عايز اسمع صوتك يا حور و مش عايز اسمع كلمة طلاق دي تاني سامعه
*يقترب منها و يمسكها من ذراعها بقسوة و يقربها منه تلفح انفاسه وجها
ليكمل: انت هتعيشي و تموتي وانتي مراتي وسبق وقلت لك قبل كده انا الواقع بتاعك يا حور الواقع بتاعك فاهمه
ليرميها علي الاريكة ويخرج غاضبا من الغرفة
اما هي فتتكور علي نفسها وتنام مكانها مثلما رميت
لم تعي شئ غير انها تريد ان تسقط في نوم عميق لعلها تحلم بحياتها التي رسمتها بدون كل تلك العقبات،

عند حازم و نيفين
تنام نيفين بهدوء لينظر الي نيفين
ثم ينزل بهدوء حتي لا ييقظها يبدوا ان النوم جافيه الليله ويبدو انه سيرافق الليل ويحضر مغادرته
جلس علي ركن في الغرفة علي كرسي متحرك يفكر بعائلته الصغيرة وكيف كان سيخسر ها بجهله و غباءه
يضع يده علي راسه يتذكر لحظات غضبه ويري كيف تحملته بدون ضجر منه ولم ينقص من حبها له
يبتسم تلقائيا عندما يتذكر

من فترة في الماضي

يجلس امام سرير طفليه وهما يغوصان في نوم عميق بعدما حكي لهم قصة و تكلموا معه علي الرغم من انه كبر سنهم لكنهم ما زالوا يفضلون طريقة سرده لاحداث القصة الذي يجذبهما لمتابعتها بطريقته،
يفاجئ ان نيفين دخلت الغرفة واقتربت منه فانتبه لها لتضع يدها حول رقبته تقبل كتفيه
وتقول: احلي اب ده ولا اه
حازم: و احلي زوج كمان ولا اه
تقبله نيفين علي خده
_طبعا يا روحي انت
=كفايه بقا لتغر
براحتك يا جميل انت عندنا كام زومة ندلعه يعني
حازم: يا حلو الحلو انت
تضحك نيفين
سالم: عارفة نفسي في اه دلوقتي
_في اه
=اكون بمشي
يتكلم بحزن وانكسار
_لترد: بكره تعمل العمليه وتبقي زي الفل مجرد وقت بس
= يا مسهل الحال
تبتسم نيفين وهي تسحب الكرسي الي غرفتهم
يدخلان معا الي الغرفة ويرن هاتف حازم
=كوب مياه من ايديكي الحلوين دول
وفجاءة تسمع صوت تكسير لتدخل وتطمئن عليه ووضعت الكوب بجانب السرير واتجهت له
_ حازم في اه الا حصل
=اطلعي دلوقتي و سبيني
_قولي بس مالك فيك اه
=اطلعي بقولك اطلعي مش عايز اشوفك اطلعي بقا
يقولها وهو يشوط بيده كوب الماء الموضوع علي المنضدة لتصرخ نيفين خوفا عليه من ان تنجرح يده وتنظر له نظره عتاب ثم تخرج بهدوء مغلقة الباب وراءها

يخرج من شروده علي تلك اليد الحنونه التي لم تتركه وهي تضع يدها علي كتفه يعرفها جيدا التقطها واخذها ووضعها علي موضع قلبه
وكأنه يخبرها هنا تكمنين هنا لأجلك انتي

في جهة اخري من الدنيا
تجلس وداد حزينه قلبها ما زال يحمل عبء شديد، تريد ان تطمئن علي حور تريد ان تطمئن هذا القلق حقا سيفتك بها عما قريب
اكثر من شهرين ولم تعرف اي شئ عن احوالها
تريد ان تعرف كيف حال صغيرتها،
لتدخل نورهان فجأة من الباب وهي آتيه من الخارج وتقول
-الحقي يا ماما عريس بنتك طلع متجوز ومعاه عيال
تلقيهم مطلعين عينيها عشان كده مش عارفه ترن علينا
وداد:انتي جبتي الكلام ده منين يا بنتي
ترد وهي تعطيها شاشة الهاتف اه صورتهم اهم علي الفيس
تشعر وداد بدوخة شديده تعلم الان ان من في صورة ليس زوج حور وتعلم هذا جيد لكنها ماذا لو ان زوجها هو ايضا متزوجا و يعذوبها فعلا،
عند تلك الجمل سقطت وداد
فتصرخ نورهان
ـ الحقووووووني

في جانب اخر
تجلس مع احفادها بعد ما ناموا في منتصف الفليم المعروض لتنظر لهم وتتذكر كامل زوجها
طوال فترة حياتهما لم يكمل فليم حتي نهايته هو ايضا تضحك و
تبدأ عينها بدموع تنسدل فتبعتد عن الصغيرين
وتذهب الي غرفتها تفتح دولابها وتخرج صورتهما الاخير معا تحتضنها وتقول
_ ربنا يجمعني بيك علي خير يا حبيبي

في مكان اخر
-ايوا زي ما بقولك كده مصريه ومحجبة كمان
--
_ مش عارفه والله شافها فين دي
--
_بجد
--
_باي

##asmaaabohedida