17

14 3 0
                                    

دخلت حور الغرفة والقت بنفسها علي السرير تفكر يبدو ان كل من اسمه سالم هنا يقصد الاساءة اليها،
هدأت دموعها ولكنها ظلت دفنه وجهها في الوسادة ولم تتحرك،
دخل سالم الغرفة ونظر باتجاه والقي نفسه بجانبه محيطا بذراعه كتفيها،
فانتفضت زعرا ولكنها لم تستطع الحراك لثقل يده على كتفيها،
فاكتفت بالصمت ونظرت بوجها بالناحية المعاكسه لوجه، اما عن سالم اقترب من اذنها وهمس بجانبها بلهجة لم تفهمها بعض الكلمات ولكن لاقترابه منها كان له اثر عليها فخفق قلبها بشدة، وفسرت خفقان قلبها بخوفها منه،
ظل علي مقربه منها لبعض من الوقت،

في غرفة حازم و نيفين
نيفين: مينفعش الا انا انت عملته ده يا سالم
سالم: اه جات كده وخلاص
نيفين: يعني اه جات كده انت لازم تكون بتتحكم في انفعالاتك اكتر من كده
تدخلت رباب التي خرجت من غرفتها وذهبت اليهم علي صوت سالم الصغير
رباب: ما خلاص بقا يا نيفين، ما هي برده المفروض تخبط
نيفين: انا مقلتش انها مش المفروض تخبط انا بكلم عن حاجة تانيه
رباب: مش عارفه انتي مكبرة الموضوع ليه
نيفين: موضوع اه الا مكبره احرجها جامد وعلي صوته مهما كانت مرات عمه
رباب: هف منك
سالم سابهم بيتكلموا ومشي بعد ما ضرب الكرسي الا قدامه برجله وقعه وخبط الباب جامد واغلقه
نيفين: شايفة
رباب: Be calm يا نيفو
وطلعت من الغرفة وتركتها،

في الغرفة عند سالم وحور

حور: ابعد يا استاذ سالم بعد اذنك
سالم:الله هو في واحدة بتقول لجوزها يا استاذ
وضغط بايده الا علي كتفها بشدة
حور: خلاص ابعد يا سالم
سالم: اه كده معقولة شويه
ضحكت حور
سالم: ضحكت يعني قلبها مال
حور: دا انت متابع بقا
سالم: اومال
حور: طب وسع بقا
سالم: بس كده ده غالي والطلب رخيص
حور: لا بجد وسع انت هتقضيها افيهات ولا اه
سالم:مبتتحسبش كده يا صاحبي
حور قامت بغضب ودفعت ايده
سالم:ما براحة علينا في اه
حور:والله انا مش طيقك ابعد عني
سالم:كل زمايلي البنات في الكلية كان بيقولوا لي كده
حور: كنت في كلية اه
سالم: تربية
حور: تربية
سالم: وانتي مستغربة ليه كده
حور: رايح الشغل جاي من الشغل وفي الاخر طلعت مدرس
سالم: وما لهم المدرسين بقا ان شاء الله
حور: مش القصد بس احنا اصلا في الاجازة
سالم: ما انا مش شغال مدرس مدرس
حور: اه قول كده بقا
سالم: انا دلوقتي رجل اعمال وعندي شركات ودنيا وهلومة كبيرة علي فكرة
حور: وقبل كده
سالم: كنت معيد في الكليه
حور: معيد الا قبل الدكتور ده
سالم: ايوا الناس الرخمة دي
ابتسمت حور فهي اخبرته سابقا في احدي المحادثات الالكترونيه التي دارت بينهما،
سالم يشعر بأرتياح فقد عادت تتحدث معه مثل سابق عهدها،
حور: انت كنت قسم اه
سالم: الماده الا يا باي منها
حور وقد اغرق الحزن عينها: المرة دي كلامك صدق
سالم وهو يمسك يدها : والله كل الكلام من دلوقتي كله حقيقة صدقيني
حور: هحاول يا سالم اصدقك
سالم: خدي وقتك وراحتك وانا هنتظر ولن امل ومش هغصب عليكي في اي حاجه
حور: شكرا
وكأن كلمات شعاع من الشمس ادخل الدفء علي قلب حور وبدأ يتخلل داخل نفسها احساس بالامان لم تعهده في السابق، قلبها بدأ يحنو، ولكن عقلها ما زال ثابت علي موقفه انه الكاذب المخادع الذي لم يعرها اهتمام و احضرها اليه كالسلعة عن طريق المندوب الخاص به، رغم ان ما رأته الايام السابقة لا تدل علي شره ولكن هيهات ما الذي قد يخبأ داخل تلك النفوس،
قاطعه صوت اغلاق الباب يبدو انه خرج من الغرفة للتو
فتندثر تحت غطاءها فهي متعبة للغاية الان،

عند حازم و نيفين في غرفتهم
حكت له نيفين ماحدث معها اليوم وموقف سالم منها وموقف الذي حدث بينه وبين حور
حازم: انا مبسوط انه كلمك وكنت شايل هم كبير وقعدت افكر كتير ازاي اخليه يرجع عن رأيه العنيد ده
نيفين: مالك بقا هو الا اقنعه
حازم: و تفتكري مين اقنع مالك يعني
نيفين: مش عارفه
حازم بضحك وهو يجلس بهيبة ويعدل من هيئته : حبيبك انا
نيفين: بجد امتي الكلام ده
حازم: اول ما خلصت العلاج الطبيعي على طول
نظرت نيفين اليه نظرة فهم هو معناه جيدا
ثم قالت:ابقا اتكلم معه وقوله يعتذر لعمه اكيد هيضايق منه عشان حور قالتها وهي تخرج من الغرفة موصدة الباب خلفها

منذ فترة في الماضي

حازم وسالم في المكتب

حازم: انا نازل مصر علي اول طيار جاية
اجبلك حاجة وانا جاي
سالم: انت لسه يدوب متعافي متأكد من المشوار ده
حازم: ايوا المفروض النهارده قبل بكرة قبل ما اخسر ولادي كفاية بعد لحد هنا
سالم: تمام
حازم: هتيجي معاي
سالم: لا انا اسف ليك
حازم وهو يطبطب علي كتفه: ولا اسف ولا حاجة انا خايف عليك انت، انت لسه مش عارف تطلع من دوامة الماضي
سالم: ومين بيعرف يطلع منها
حازم: علي الاقل با يتعافوا مش بيفضلوا حابسين نفسهم كده
صمت سالم و أشاح بوجه الناحيه الاخري، رن هاتف حازم
حازم: مسافة السكة
؟:_
حازم: عنوان المدرسة
؟:_
حازم: شكرا يا صاحبي
؟:_
سالم: هم هنا
حازم : لا
سالم: طب يلا عشان ماتفتوكش
حازم اخد سالم بالحضن وطلع بر المكتب
عاد من شروده وقرر يروح يتكلم مع سالم

رن علي سالم بس مش بيرد عليه وهو نازل السلم شاف امه تجلس علي الكرسي في ركن هادئ في باحة المنزل فذهب اليها،
امي حبيبتي وقبل يدها قالها حازم بعد ان جلس علي ركبتيه امامه
فابتسمت امه وتخللت الفرحة ملامح وجه وكأنها شمس أشرقت
رئهم سالم فاقترب منهم مبتسما فنزل علي ركبتيه وقبل يده الاخري كما فعل حازم فاتسعت ابتسامتها وقالت:ربنا يحفظكوا لي يا رب
نام كل منهما علي قدمها واصبحت تمسح علي شعرهم بيده الحنون ليشعر كل منهم براحة شديدة وكأنه عاد طفلا لم تثقله الحياه بهموهها،
اما هي فأحساسها بالسعادة لا يوصف فطفلاها التي افنت عمرها لهما اصبحا كل منهما رجل يافع يملك حياة و ما الذي يتمناه المرء اكثر من ذلك،
دقائق من الوقت ليرفع حازم وجه من علي قدم امه ويقول: استأذنك يا امي انا هاخد حازم وندخل المكتب عندنا مواضيع مهمة في الشغل متأخرة وضروري تخلص
امهم: ماشي يا حبايبي ربنا يبارك فيكم
دخل سالم و حازم غرفة المكتب
قعد حازم امام سالم وقال: انا عرفت الا سالم ابني عمله وانا يعتذر لك بالنيابة عنه متزعلش منه
سالم:متقولش كده هم عيالي زي ما هم عيالك برده يا حازم
حازم:دا العشم برده يا اخوي
وبعدها دق الباب ليأذن للطارق بالدخول فأذا به مالك،
ليدخل مالك وينظر لعمه ويقول:انا بعتذر بالنيابة عن اخوي وبقولك متزعلش منه هو طيب والله واكيد مكنش يقصد
ليلف الكرسي بتاع المكتب ويقول سالم الصغير:شفت يا عمي انا قاعد هنا ومنتظرك عشان اعتذر لك واقولك اني اسف ليكي ولمدام حور علي الموقف ده وان شاء الله مش هيتكرر تاني مني
حازم :اسمه مرات عمك
سالم الصغير: حاضر يا والدي
حازم وقد شعر بفرحة كبيرة بوالديه التؤام
سالم: وانا قبلت اعتذارك
سالم الصغير:ومدام حور
سالم:هوصلها اعتذارك
سالم وهو يفتح يديه ليأخذ سالم في حضنه:حمد الله على سلامتك يا سالم ٢
ليضحك الجميع بفرحة ويتبادلون اطراف الحديث،
ولكن هناك عينان تتطلع عليهم بغل دفين.

##asmaaabohedida



مفاجأة في منتصف  العمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن