Therapy||sherliam

Part9

جعّد جفنيه ليس دلالة على استيقاظه و حسب بل دلالة على وجوده بالحياة
لم يمت كما أيقن و إنما وجد نفسه يزفر أنفاسًا هادئة
و لم يرد النهوض مطلقًا من الدفء الذي يحيطه متناسيًا أن مصدره شيرلوك هولمز
و لم يدرك هذا حتى شعر بنبضات الآخر المتسارعة
نهض من مكانه بسرعة مدركًا لما حوله
كان محرجًا جدًا، فقد نام جوار المحقق لا بل احتضنه طوال نومه أخبره بأشياء غبية ليلة الأمس و فوق هذا كله لم يدع المحقق ينهض براحته
تمنى لو أنه لم يستيقظ حقًا

هرع نحو دورة المياة غير آبه باللذي يشعر بالغرابة و كأنه لم يحدث شيء مطلقًا

جهز شيرلوك كوب قهوة ليام أما هو فقد فضل أن يفطر سيجارة
فمزاجه بأفضل حالاته
كيف لا يكون و ليام أخذ قسطًا كافيًا من النوم براحة ، منذ أن عرفه لم يحضى بساعات نومٍ طويلة كهذه
كما أنه يبقى سعيدًا في حال تواجده حول ليام لأطول وقتٍ ممكن
لم يتغير الأمر منذ أن كان بلندن حتى عاشا معًا
فويليام كان بهجةً لروحه قبل أن يكون أي شيء آخر بالنسبة له

عندما توجّه ويليام لكوب قهوته على الطاولة محاذاة النافذة وجد شيرلوك يقوم بنقل سريره من غرفته كاد أن يبصق ما شربه للتو

"ما الذي تفعله سيد هولمز؟"

نظر الآخر له بغباء بعدما توقف عن سحب سريره
"اتريد أن أنقل سريرك لغرفتي؟ ظننتُ أنك لن ترتاح"

لا زالت علامات الإستفهام تعتلي وجه ويليام
"و لمَ تنقل أسرتنا لبعضها من الأساس؟"
رمش المحقق عدة مرات ليجيب
"أليس ذلك واضحًا؟ لأنك كنت مرتاحًا بالنوم معي "

أحيانًا يجد ويليام أن جرأة شيرلوك بالحديث نابعةٌ عن غباءه نظرًا لذكاءه الشديد و أحيانًا أخرى يجد نفسه سعيدًا بهذه الجرأة فحينما يقولها شيرلوك لا يبدو و كأنه شيء غير إعتيادي و ربما يبدو كالطبيعي أيضًا ، لا يرى إنه مثير للشفقة معه لهذا السبب

"و من قال لك ذلك؟ "
ظنّ شيرلوك من أن الأشقر غاضبٌ و بشدة منه فقد بدا محمرًا
كما أنه ناداه بالسيد هولمز
أعاد سريره إلى غرفته بشكلٍ هادئ
لم يكن يعلم من أنه يخشى غضب ويليام سوى اليوم
بدا كمن عاقبته أمه بألّا تتحدث إليه  ليشعر بالذنب طوال الوقت

لم يظن ويليام حدوث سوء الفهم لذا توجّه لغرفة شيرلوك حيث كان يجلس الآخر بها مع بعض أوراقه
طرق الباب أولًا ليدخل فورًا
"أنا آسف إن ظننت بأنني غضبت منك أو من هذا القبيل أرجوك أفعلها لي و تحدث معي"
شخصية الرجل الآلي لليام عادت و ذلك يجعل شيرلوك يبتسم

قرأ ويليام مرةً عندما تعيش مع شخصٍ ما لبقية حياتك فأنت تعود طفلًا و مراهقًا و ربمًا تستبق السنوات و تصبح عجوزًا أيضًا
كلّه يعتمد على الشخص الذي تتعايش معه
فهو يراك بأحلك أوقاتك و أسعدها و أبسطها، و هذه الثلاث الأوقات تجعله شخصًا سهلًا للانفتاح حوله حتى و إن كنت آليًا كويليام جيمس موريارتي
سيحدث سوء تفاهم بسيط بينكم و سيتم تضخيمه، و سيحدث سوء فهم كبير و سيتم تجاهله هذه هي طبيعة الحياة مع شخصٍ ما

شعر شيرلوك بنفس الشيء تمامًا منذ فترة طويلة أصبح شخصًا أفضل منذ أن قتل للمرة الأولى، أصبح يفهم و يدرك مشاعر الآخرين و يقدّرها
أخذ منحنى عاطفيًا شديدًا بحياته و هذا ساعده مع ويليام مرات عديدة لكنّه فشل في مرات أخرى لحرصه الشديد كأن يفسر خطأً

أخذ ويليام من السرير مقعدًا له ليقابل شيرلوك بمكتبه الصغير
"عندما كنتُ بالميتم اعتدت على مساعدة المربية و التقرب منها كون الأطفال لا يستهووني كنتُ أحب الحديث معها عن مختلف الأشياء و أصبح الأمر شبه روتينيًا إلى أن أعطيتُ كلبًا ضالًا حصتي من الطعام مرةً فعاقبتني بالصمت الشديد و كان أسوء عقاب خضته بحياتي، لذا لا تمارسه معي"

طوال حديث ليام و شيرلوك مفغر بفاهه
لم يظن أبدًا من أن ويليام فهم الأمر بشكلٍ معكوس
هل سيتنافس الآن معه على من يحلل الأمور بشكلٍ أفضل؟
إن كان أمرًا يتعلق بحياتهم فويليام سيفهمه بسرعة و يدركه و لن يواجه مشكلةً بمشاعره كشيرلوك، شيرلوك سيكون متأخرًا بالفهم لكن عندما يتعلق الأمر بويليام وحده سيكون أكثر من يفهمه هو شيرلوك
بدا الاتزان بينهما جيدًا جدًا
فويليام يكمل ما ينقص شيرلوك و شيرلوك يكمل ما ينقص ويليام

"هذا مضحك حقًا لقد ظننتُ أنه العكس و أنني كنتُ وقحًا بعض الشيء
و كما تعرفني فأنا كالراديو لا أصمت فيستحيل أن أبقى صامتًا معك"

كان الضحك بعد حل سوء الفهم ممتعًا لأنه مريح حتى ذكريات الطفولة المضحكة دخلت بين أحاديثهم، تحدثوا عمّ يحبون و ما يكرهون فعله

"أتعلم يا ليام أجدك أقوى مني و هذا يزعجني بعض الشيء
تستطيع الحديث عمّ يؤرقك على عكسي"

لم يفكر ويليام من قبل بهذه الطريقة فدائمًا من يظهر ألمه يكون ضعيفًا بالنسبة للآخرين لكنّه فكر بالأمر الآن بكيف يكون صعبًا أن تتحدث عن أسوء ما تشعر به لأحدهم، البعض لا يعترف بأحزانه بنفسه حتّى
لم يخطر بباله الأمر قبلًا فشيرلوك شخصٌ مريح للحديث معه

"حسنًا اذن حاول أن تصل لمستوى قوتي كما تعلم ليس الجميع قويًا و ذكيًا مثلي"
"انت مزعج"

على الرغم من ذلك أخذ شيرلوك الأمر على محمل الجد
سيتفوق على ويليام بالقوة، فالقوة الجسدية ليست شيئًا مهمًا فويليام لم يعد عدوّه و إنما رفيق سكنه
و الشخص الذي سيقضي حياته معه لمداواته لكل ما لمّ به

انتصف الليل و المحقق يغطّ بنومٍ عميق، فتح جفنيه أثر طبطبة الأشقر له
"لم أستطع النوم، هل يمكنني النوم معك، رجاءً إفعلها لي"

و من هو ليرفض شابًا أشقرًا لطيفًا و وسيمًا يطلب النوم معه و حتى بعد ما ارتسمت هالات أسفل جفنيه لا يزال يبدو وسيمًا ؛ حتّى ندبة عينه بدت جميلة جدًا بنظر شيرلوك، تذكّره بزهرة النرجس على عكس ليام الذي يراها بصمة لخبث عقله و جرائمه و كما هي عادة اختلافهما أصبح شيئًا طبيعيًا؛ يستحيل أن يتفقا على شيء

"بالطبع لكن لا تغضب مني بالغد حينما أنقل سريرينا لبعضهما"

.
.
.

ليام افضل من شيرلوك بإظهار مشاعره (لشيرلوك) لأنه يظهر كل مشاعره حتى لو ما يعرف و يشبه الرجل الآلي عكس شيرلوك يعرف بس ما يبي لأن ما عنده القوة بإظهارها عشان كذا بأبسط المواقف يكونون مضحكين مع ذلك متناسقين😄.