Part 20

324 20 88
                                    




كان يومًا عاديًا بالنسبة لوليام لكنّه لم يكن كذلك لشيرلوك فحماسته واضحة جدًا لدرجة إستعجاب ليام منه
لم يكن الطقس بأفضل حالاته و لم يكلفا بعملٍ يتطلب تحقيقًا دقيقًا
كي يكون مزاج شيرلوك بأفضل حالاته مجرد عمل مكتبي عادي
و ما جعله يشعر بالغرابة أكثر إخباره أن يسبقه للشقة
لم يكن شخصًا فضوليًا لذلك عاد للشقة بهدوء وحده

فكّر قليلًا أو ربما بالغ بالتفكير لماذا قد يتحمس شيرلوك منذ بدء اليوم و يتركه يعود وحيدًا ، هل لأنه قد يود مقابلة شخصٍ آخر ربما؟

إذا فكر بالأمر من ناحية أخرى فهو ممل لحدٍ ما لذلك لن يفضل شيرلوك البقاء معه طوال الوقت
كما أنه يفتقر لبعض المهارات المهمة بحياة أي انسان كالطبخ مثلًا ، لربما قامت آنسة ما بدعوته على مأدبة
فمحققهُ وسيم و صاحب روحٍ جذابة لمَ لا تتم دعوته؟

أو ربما يكون رجلًا مهووسًا بالمواد الكيميائية مثله و يعدان تجربةً ممتعة معًا
أو شخصًا يخرج معه بحرية و يستطيع إنشاء علاقاتٍ أخرى بواسطته
فعندما يكون معه يُقيد و يتجنب الآخرين كي لا يجذبا الأنظار لهما

شعر بنبضه ينقبض منذ متى و هو متعلق بالمحقق لهذا الحد؟!
لماذا يشعر أن معدته ستتقلب إن رأى شيرلوك عائدًا الآن مع شخصٍ آخر؟!
فهو الآن مدركٌ تمامًا ما ينقصه ، يدرك مدى عمق كآبته التي لا يخفيها
ظلامه ، و الهالة السلبية حوله تنفّر الآخرين منه بسهولة فكيف أن يبقى شخصٌ لديه للأبد؟

أسوء ما بالأمر أنه لا يستطيع لوم شيرلوك إذا تركه أو نظر لشخصٍ آخر و هو يعلم حق المعرفة أنه لن يستطيع تغيير كل صفاته السلبية البارزة بهذه السهولة، رغم هذا لن يفضل أن يتركه المحقق مطلقًا

لن يكون وحيدًا و حسب بل سيكون كالنازف بلا ضمادته؛ سيأتي الموت محالة لكنه سيطول، سينزف حد الموت و هذا جرح عظيم على من أعتاد وجود مطبب لندوبه

سمع صوت مقبض الباب و لم يتحرك ساكنًا أو يستقبل الآخر فور عودته من أي مكان، و لم يجيء شيرلوك له أيضًا لبعض الوقت

"ليام؟ لماذا تبدوعابسًا هكذا"
خلع شيرلوك معطفه فالجو عاد لبرودته اتجه نحو ليام الذي يتسطح على السرير ضجرًا

"لستُ كذلك "
أدار نفسه نحو الجهة الأخرى من السرير معاكسًا لشيرلوك
لم يبدو كالغاضب كما خطط بل بدا عابسًا فقط، أعتلاه المحقق ليقابله و يصلح العبوس المتشكل بشفتيه
"لدي شيءٌ لك بغرفة المعيشة"
أغمض الآخر عينه القرمزية مجيبًا
"لكنني أود النوم"

"هل تراهن على استطاعتي لحملك نحو غرفة المعيشة؟"
تفاجئ ليام من رغبة المحقق الملحة لكنّه لا يزال يود إبداء غضبه و إستياءه
أراد إكمال غضبه كما خطط لكنه ارتفع فجأة من السرير

Therapy||sherliamحيث تعيش القصص. اكتشف الآن