Part 17

340 23 51
                                    




انتصفت الشمس و شيرلوك قد اتخذ من الطاولة الخشبية مقعدًا له لكون ليام استولى على المقعد ، سرد للأشقر حول مهماته التي أدّاها بباريس
قام مرة بحضور حفل تنكري و مرة بافتتاح أرض حكومية جديدة
و الكثير غيرها بادله ليام الحديث عن آخر ما فعله بنيويورك
لم يكن عمله مكثفًا مثل شيرلوك بسبب هويته المخفية
و بنصف حديثه تذكر أمرًا رآه بالأمس

" تذكرت رأيتُ بالأمس بطريقنا إلى هنا شيئًا لفت إنتباهي، ستعرض
مسرحية لشكسبير الليلة "
أحبّ ليام أعمال شكسبير كلها لدرجة حفظه لها جميعًا، و قد حضر جميع العروض المتاحة ببريطانيا وقتها، لم يصادف أي شيء له بنيويورك لذا تشوق حماسةً لإحياء عروضه بباريس

تجعدت حاجبي شيرلوك فلم يكن هذا بالحسبان مطلقًا
"للأسف يا عزيزي سيتم حبسك هنا لشهر و نصف لم نحضر تجمعات كبيرة مثل هذه بنيويورك لذا لن نخاطر هنا بباريس"

على الرغم من صحة كلام شيرلوك إلا أن ليام زفر أنفاسه بضجر
"هذا ليس عذرًا سأرتدي معطفًا طويلًا و قبعة "
لم يجبه المحقق دلالة على عدم إقتناعه بالكامل

"انتظر لماذا أسألك من الأساس؟ ليس و كأنك الوصي عليّ"

لطالما حرص شيرلوك على كل ما يخص سلامة ليام و قد اعتادا على هذا
لم يكن شيئًا غريبًا أن يصنع شيرلوك قصة مأساوية بعقله بكل مرة يخرج بها ليام أو عندما لا يكون تحت ناظره ليس و كأن ليام شخصٌ أحمق، لكنه أحمق فقط بسلامته قد لا يشعر بأهميتها عكس شيرلوك الذي سيبالغ بها حد ما يكون أحمقًا أيضًا

"تسألني كوني أباك كما كتبت بأحد رسائلك"
أجابه شيرلوك كي يغلق الموضوع
لكن لليام إجابة أخرى لن ينتهي اليوم دون حضوره لمسرحية كاتبه المفضل

"انتَ بابا سيء بالمساء تؤلمني و بالنهار تمنعني من أبسط ما يبهجني"
عبس نهاية حديثه و كأن العالم سيدمر إن لم يحضرها

تبعثر المحقق و تسارع نبضه لم يكن يعلم أن كلمة 'بابا' من ثغر ليام ستجعله مستسلمًا يبدو من أنه تقمص الدور حقيقةً
ابتسم الأشقر بخبث فهو يعلم ما هي الطريقة لتجنب الخلافات بينهما و جعل شيرلوك ينفذ ما يودّه ببعض الكلمات

هبط من الطاولة ليربت على الخصل الشقراء
"حسنًا لا أفضل أن أكون والدك السيء لذا سنخرج بعد قليل و سأبحث عن والدةٍ لك يا طفلي الماكر"
كاد أن يعض الأصابع التي تعبث برأسه لكنه بقي يقنع نفسه أنه لا يهتم
ماذا لو كان شيرلوك مع إمرأة ما؟
سيفصل رأسها عن جسدها بالتأكيد

خرجا معًا أخيرًا تحت خيوط الشمس الربيعية على الرغم من إزدحام الشوارع التي لم يفضلها ويليام إلا أنه بدا مبتهجًا أكثر من قبل

"إن كنت أعلم أنك تحب شكسبير لهذا الحد لقدمت مسرحية كوميدية له رفقة بيلي"
نطق شيرلوك لحماسة ليام الذي كان يسحبه نحو صالة العرض
بالعادة يكون شيرلوك هو من يسحب ليام و يثير إزعاجه
ابتسم بدفء فكيف لا يكون و ويليام مليء بتوهج السعادة؟

اقتربا من صالة العرض ليجيبه ويليام
"أشك أنك تعرف كتاباته الكوميدية من الأساس، لكن قد تعرف روميو و جولييت يمكننا تمثيلها"

راقت الفكرة للمحقق همس للذي يمسك بيده فقد دخلا لصالة العرض و لن يحبذ أن يسمع أحدهم غزله الموجّه للأشقر وحده
"سأوافق إن كنتَ جولييت الخاصة بي لأكون روميو الخاص بك "

لكزه الأشقر على كتفه فلا يفضل أن يخجل أمام الغرباء الكثر

بدأت المسرحية المسماة 'الليلة الثانية عشر' حيث تتحدث عن إفتراق أخوين
و الحزن الذي طغى أثناء ذلك و يضفى التصنيف الرومانسي عندما يقع كل من الأخوين بالحب ، و بعض الطابع الكوميدي و زادت إتقانًا بحسن إتمام دور البطلين من طاقم التمثيل أحدهما فتاة جميلة الوجه و قوية الهالة
تمتلك شعرًا بنيًا مموجًا طويلًا يصل لنهاية ظهرها و عينان كبيرتان خضرواتان و جسدًا مرسومٌ كساعة رملية

خرج الاثنان من صالة العرض أخيرًا بالنسبة لشيرلوك و سعيدًا بالنسبة لليام
و مع هذا تخلله شعورٌ بالحنين لأخيه الأصغر فقد كان يحضر جميع المسرحيات معه إنّها طريقة العالم بالسير تفقد شخصًا عزيزًا و تكتسب عزيزًا متفهمًا و محبًا و دافئًا كشيرلوك

هبطت الشمس ليحل اللون البرتقالي على أنحاء السماء الصافية ، تناقشا حول ما رأياه بالمسرحية حاول شيرلوك جاهدًا عدم النوم و البقاء مستيقظًا لأجل ليام
لم يكن من المهتمين بها كما هو الحال مع الأشقر

"سأسألك حيال أمرٍ ما"
نبس ليام بينما وجهه خالٍ من التعبير
جلسا على كراسٍ خشبية تقع بمنتزه صغير و هادئ أشبه بالفارغ
انتشرت رائحة الزهور من حولهما لحلول فصل الربيع كان يومًا سلاميًا فبكل الحالات كان يوم إجازة شيرلوك الوحيد بالأسبوع لو لم يكن ليام بالجوار لبقي ملانًا و ضجرًا

"كلي أذان صاغية لك"

"ما رأيك بالنساء؟ بطلة اليوم كانت جميلة"
لم يتوقع شيرلوك سؤالًا مثل هذا كان غريبًا بعض الشيء

"لا أعلم أشعر بأنهن لغزٌ يصعب حله لا يمكنني فهمهن بأي طريقة كانت"
عبس ليام بخفة فقد أراد أن يكون لغز المحقق الوحيد
ضحك شيرلوك حينما لاحظ هذا ليمدد عبوس ليام مشكلًا ابتسامة

"لكنك بالطبع ستبقى لغزي المفضل الذي وقعت موتًا و حبًا لأجله"
تنهد ليام بارتياح استند على كتف محققه بينما يمسك يده
لربما يومًا ما سيشعر بالرضا التام و السعادة المستحقة
طالما أن شيرلوك بجواره، يكفيه أنه يبقيه ثابتًا وسط جميع إضطراباته
يكفيه أنه حصل على فرصة العيش مجددًا كشخص عادي دون إلتزامات و مسميات كل ما بحوزته أن يكون رفقة المحقق الذي يشعره بأنه نفسه الحقيقية

.
.
.

اطلق ديت بباريس أفكر بالديت الجاي، أي اقتراحات؟
اف ويلي لطيف و هو يقول بابا جعلني بابا بس😣

Therapy||sherliamحيث تعيش القصص. اكتشف الآن