لمَ يكون السفر شيئًا مهلكًا لهذا الحد؟ فكر بنفسه و علم الإجابة ببساطة لأنه ينتظر أن تقع قدمه بأرض باريس و يقرأ ما خطه ليام برسالته
حتّى عند وصوله لم يكن مهتمًا بالنظر حول الطقس و النظر للآخرين من حوله كل ما يهمه الآن تلك الرسالة المطوية بجيبهتسطح على السرير المريح لينظر بعينيه الزرقاوتين للسقف فوقه و بيده اليسرى حيث يضعها على قلبه الذي يطرق بصخب لم يعد ينبض فقط، في الواقع كان الشيء الوحيد الذي يُسمع بغرفة الفندق المتواضعة
و بيده اليمنى كانت تمسك بالورقة التي قرأها لعشر مرات و لم يمل أبدًاإن أخبر أحدهم بحالته سيخبرونه بأنه لم يعش مراهقته جيدًا و ها هو يعيشها ، و لن يلومهم أصبحت تصرفاته جنونية تميل للطيش
منذ أن عرف ليامكأن يقفز للموت لأجل احتضانه و ابقاءه حيًا
أو أن تشتعل خديّه لأنه قريب منه
أو أن ينفث دخان سيجارته مفكرًا ببهاءهأليس فعل مراهقٍ حقيقي؟ و هو ممتن لهذا المراهق
ممتن لجعله يشعر بأبسط شعور تجاه ويليام
فكل شعور نحوه يريده
و لم يكن شعورًا واحدًا يمكن حصره بالكلمات
كان يشعر بالوجود بسببهو هل الشعور بالوجود كان بهذه البساطة؟
لا لم يكن أبدًا و شيرلوك الشخص الأكثر معرفةً لهذا
ففقدانه للشعور بالوجود كان أزليًا
و لربما حتميًا؛ كونه يعيش بهذا العالمو ليام هناك لجعله يؤمن بحقيقة الوجود
منذ اللحظة التي نظر له بها كعالمٍ و مدرسٍ للرياضيات يقيس الشكل الهندسي للسلمو منذ اللحظة التي حلل وجود سيد للجريمة
و اللحظة التي تبيّن له أنهما شخصٌ واحد ، على الرغم من أنه بتلك الليلة قتل لأول مرة، فَعل فعلًا خطيرًا على مسار حياته و كلّه بسبيل إثبات أن المجرم الذي يلاحقه هو معلم الرياضيات الوحيدان المثيران للإهتمام بالنسبة له
و أخيرًا بلحظة سقوطه نحو اللاوجود و العدم معه
أليس تناقضًا؟ أنه أثبت الوجود له ليسقط للعدم معه،
حسنًا من يود الوجود إن كان من يثبته لك ميتًا؟ففي كل مرّة يرى ويليام سعيدًا يؤمن بمصداقية السعادة بهذا العالم
و بكل مرة يرى ويليام حزينًا يؤمن بكم أن العالم غير عادل ليجمع شعور البأساء بشخصٍ واحد
و بكل مرة يرى ليام خائفًا يؤمن باستحقاق وجود العناق بهذا العالمو بكل مرة يرى ليام يود وهبه العالم كلّه كما وهبه الآخرعالمًا مليئًا بالوجود
لم يكن المحقق أقل حاجةً من ليام بامتلاك له، كلاهما احتاجا بعضهما البعض على حد سواء
كان ما بينهما حاجة و محبة، رغبة ملحة
لم يكن شيئًا يكتب بالكلمات الشيء الوحيد المعلوم أنه لم يوجد اثنين بالكون مثلهماأعاد قراءة الرسالة للمرة الحادية عشر لهذه الليلة
إلى عزيزي شيرلي
أخبرتني أنك ستكون لوني و لوحتي و فراغي و مأساتي و عندها ذرفتُ دمعة و بالمساء ذرفتُ الكثير من الدموع غيرها، كيف لشخصٍ أن يُزرع به كل هذا الحب و يتم تقديمه لي خصيصًا؟ منذ اللحظة التي أكتشفتَ بها كوني معلم رياضيات و اللحظة التي علمتَ بها بكوني سيد الجريمة و اللحظة التي قفزتَ بها لأجلي دار الكون كله من حولي و تغيرت موازينه، لم تكن ضمن حساباتي كنتَ كالعامل المتغير بنظريتي، لا زلتُ حائرًا بأفكاري و مشاعري لكنني أحاول تجميعها و ترتيبها الآن لشعوري بالولادة من جديد، في هذا العالم الذي لم يوجد به سواك، العالم الأكثر سلامًا من بين العوالم أجمع، لا أشعر بأية رغبة لأكون ويليام جيمس موريارتي، و لا سيد الجريمة و لا شخصٍ نبيل أو شخصٍ يحكم العالم و يفر ض عدالته و لا شيء من هذه، أود أن أكون ليام الذي تسميني به، ليام الذي يعطي مساحة و شعور معك، ليام الذي سيرغب بكل شيء منك و لن يمانع إبداء شعوره، لن يكون سيد الجريمة الماكر بعد الآن
هل يتنهد المرء حبًا بعد قراءته لفحوى رسالةٍ ما؟
شيرلوك فعل
وضع الورقة داخل جيب سترته سيأخذها معه لعمله وسط فرنسا و باريس يود التحليق عاليًا و جوب العالم كلّه بها ليري الجميع حلاوة شعوره الآن و لن يفهمه أحد سوى الأشقر الوحيد بنيويورككم كان جميلًا أن يعرف عمق مشاعر ويليام له
لربما لبعد الآخر عنه أصبحت مشاعره أكثر ولوجًا.
.
.
أحبهم و بس
الي يقرأون بصمت بحب أشوف تعليق منكم أو ڤوت 🫵🏻♡
أنت تقرأ
Therapy||sherliam
Fanficامتلكتُ روحًا مليئة بالندوب و الرضوض شيرلوك قام بمداواتها و خطّ النجوم حولها. ★☆ الأحداث تبدأ بعد أحداث الأنمي.