المشهد الخامس عشر

4.8K 250 2
                                    


في مكانٍ مترامي الأطراف، وبحضن الجبل تحديدًا، اجتمع بعض الرجال -ممن تظهر عليهم علامات الإجرام- حول شجرة وحيدة، تطرح ظلها على الجانب، يتناقشون فيما بينهم عن أمر خطير يدبرون له، أزاح أحدهم ذلك اللثام الأسود عن وجهه الأسمر عندما خف الغبار الهائم في الأجواء، وتساءل في تحفزٍ شديد:

-إنت متأكد ياض من الخبر ده؟

أكد له بإيماءة من رأسه وهو يفرغ الشاي الساخن في كوبه:

-أيوه يا ريس.

تكلم آخر بشيءٍ من الاقتراح:

-دي فرصتنا، نطبوا على الركوبة بتاعتهم، وناخدهم عندنا، ونساومهم راجلنا قصاد حريمهم.

نظر إليه مليًا، وكأنه يفكر فيما فاه به، فمنذ أن تم إلقاء القبض على أحد أتباعه من قطاع الطرق عندما حاول سرقة إحدى الحظائر وهو يفكر بشتى الطرق في كيفية تخليصه من الحبس دون خسارة المزيد من رجاله الأشداء. علم من قبيل الصدفة عن الغريبات اللاتي جئن لزيارة عائلة من ألقوا القبض عليه، حتمًا لن يضعوا نسائهن في مرمى الخطر، إن تم أسرهن والمساومة باستعادة تابعه المخلص في مقابل سلامتهن. كانت الخطة بسيطة وواضحة، اعتراض طريقهن قبل مغادرة البلد، واتخاذهن كأسيرات للمفاوضة بهن من أجل تسليم رجله. انتشى للفكرة بعدما اختمرت في رأسه، وصاح آمرًا من حوله:

-قول للرجالة يجهزوا، عندنا طالعة.

هب من يعد ذراعه الأيمن واقفًا، وهتف بحماسٍ يضاهيه:

-عُلم يا ريس!


يتبع >>>>>

بين عشية وضحاها - قصة قصيرة كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن