المشهد الثاني عشر

4.9K 264 1
                                    


للوهلة الأولى قد يبدو الأمر غريبًا ومستنكرًا عليه، ولكن هناك ما يجذبه إليها بشكل ارتاع منه، ألهذه الدخيلة ذلك السحر القوي على شخص مثله لا يجيد التعبير عن عواطفه، ولا يحبذ مشاركة غيره مشاعره الحقيقية؟ استعر داخله، واندلع الغضب به عند رؤيتها في موضع التهديد، أحس بواجبه الكامل ناحيتها للذود عنها، وحمايتها من أي خطر، للدرجة التي جعلته يُعادي من يفكر مجرد التفكير في المساس بها. التهى عقله بشأنها، فلم يظهر اهتمامه بمن جاءوا للمباركة والتهنئة، إلى أن حان دوره للاستعراض بمهاراته في الفروسية، وقيادة جواده "الأبهر"، ذلك العصي الذي يصعب على غيره قيادته!

اختطف نظرة نحو الشرفة العلوية، حيث تقف النسوة بالأعلى، فتش عنها بنظرات سريعة، لم يجدها بينهن، غامت ملامحه، وانعكس الضيق في نظراته، حادث نفسه بلا صوت:

-لتكون مضايقة لسه!

اسودت تعابيره أكثر وهو يتوعد ابن عمه:

-طيب يا "مطاوع"، أني مش هفوتهالك!

بدأ في ممارسة ما اعتاد فعله على أنغام المزامير، وسط تصفيق الحاضرين وانبهارهم، وكل لحظة وأخرى يختلس نظرة سريعة نحو الأعلى، مبتسمًا في الظاهر لشقيقته، وباحثًا بقلبه ونظراته عنها، على أمل أن يلمحها، فتخمد نيران الحنق المتأججة فيه.


يتبع >>>>


بين عشية وضحاها - قصة قصيرة كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن