المشهد الرابع عشر

4.9K 269 0
                                    


أمن المحتمل أن يكون قد وقع في سحر الحب من أول نظرة؟ هذا ما رفض تصديقه واستيعابه تمامًا، رغم استحواذ طيفها الناعم على تفكيره وانشغال عقله بها. جاهد "صفوان" طوال اليومين التاليين لتجنب اللقاء بها ولو مصادفة، خاصة خلال مراسم إكمال الزفاف والعرس، انشغل بكل شيء وأي شيء، آملًا أن يزول ذلك الشعور الغريب المسيطر عليه، والذي يجعله في حالة ارتباك غير عادية؛ للعجب كان يزداد لوعة واشتياقًا ببعده عنها، توهم أنه سيغدو بخير عندما يعلم برحيلها، أحس وقتئذ بحزٍ موجع في قلبه وقد أبلغه والده باستعداد الشابات للمغادرة، تجهمت قسماته، وقال في صوتٍ أجش واجم:

-العربيات موجودة تنقلهم مطرح ما يحبوا!

رد عليه الحاج "عبد المجيد" في هدوءٍ وهو يستند بكفيه على رأس عكازه:

-الحاجة قالتلي إن السواق بتاعهم جاي.

وكأن ذلك الشعور الخفي بالألم يزداد عمقًا وتأصلًا به، فقال باذلًا أقصى طاقته ليبدو عاديًا غير مهتمٍ بذهابها هي دونًا عن غيرها:

-خلاص نبعتوا معاهم غفير ولا اتنين يأمنوا الطريق لحد ما يوصلوا محطة القطر:

اندهش من اهتمامه المبالغ به، ومع ذلك علق:

-اللي شايفة يا ولدي صح اعمله.

لحظتها تمنى من أعماق وجدانه أن يلتقي بها في مرة أخيرة قبل أن تغادر عالمه القاصي للأبد.


يتبع >>>>

بين عشية وضحاها - قصة قصيرة كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن