بقيت حبيسة همومها الجديدة، لم تتخيل أن يُحدث فراقه ذلك الأثر في نفسها، ومواقفها معه لا تتجاوز أصابع اليد، ومع ذلك شعرت بأنها تعرفه منذ زمن، ربما يعود ذلك لمواصلة "سندس" الحديث عنه ليل نهار طوال فترة معرفتها بها، وتجسد ذلك واقعيًا واقترن بشخصه عندما رأته. لم تتمكن "ياقوت" من تخطي مسألة الذهاب، كم ودت لو بقيت في ذلك المكان لأيامٍ أكثر؛ لكن القدر لم يسعفها!
حاولت إلهاء عقلها عن التفكير فيه بالنظر إلى الطريق، ووضع سماعات الهاتف في أذنيها. الضغطة المفاجئة لمكابح الحافلة جعلت جسدها يرتد وينتفض، اصطدمت رأسها بالزجاج، وتعالت الصرخات من حولها. مالت برأسها لترى ما حدث، حلت الصدمة على ملامحها حينما أبصرت عدة ملثمين يحاوطون الحافلة من كل اتجاه، وفي أياديهم أسلحة آلية، تشاجروا يدويًا وكذلك بالعصي مع الخفر، لينجحوا في التخلص منهم بلا مجهودٍ نظرًا لقلة عددهم. انفلتت منها شهقة مذعورة كبقية الشابات عندما فُتح الباب عنوة ليصرخ فيهن أحدهم وهو يصوب سلاحه تجاه وجوههن:
-انزلي يا حُرمة منك ليها!
هتفت "ياقوت" مدافعة عن نفسها، وعنهن جميعًا:
-احنا معملناش حاجة!
قاموا كذلك بإنزال السائق عنوة، وأبرحوه ضربًا ليفقد وعيه، فارتفعت أصوات الصراخ المستغيث، ليطلق الملثم أعيرته النارية في الهواء هادرًا:
-ولا كلمة.
اضطرت الشابات لكتم صراخهن جبرًا، ليبدأن في الترجل خوفًا وذعرًا من الحافلة، وهن لا يتوقعن أبدًا النجاة من براثن عتاة الإجرام المتربصين بهن.
يتبع >>>>>
أنت تقرأ
بين عشية وضحاها - قصة قصيرة كاملة
Romanceنُشرت هذه القصة القصيرة ضمن احتفالية جروب بيت الروايات والحكاوي المصرية تدور الأجواء حول الوقوع في الحب من أول نظرة