فرأى وجهه الذي تغطيه كمامة بيضاء تراجع (سيد) للوراء بحركة
عنيفة وهو يستعيذ بالله ويكبر.عند رجوعه تعثر فسقط بجانب الحوض فنهض وهو ينظر له فوجده خاليا بلع ريقه وهو يشعر بصعوبة في التنفس وصعوبة في خروج الكلمات من حنجرته نظر للمرأة فوجد انعكاسه بها طبيعيًا.
وزع نظراته بين المرأة والحوض وقد شُل عقله عن التفكير أو محاولة تفسير ما رآه خرج من الحمام مسرعًا وهو يحاول أن يتمهل في السير كي
لا يتضاعف ذعره، وصل إلى الصالة.صك أذني (سيد) صوت الرنين.. أجفل وهو ينظر حوله بدهشة باحثًا عن مصدر الصوت لم يكن جرس الشقة ولا تليفونه المحمول الذي أعطاه له (أمجد) من فترة هذا الرنين يبدو وكأنه ينبعث من أحد الهواتف القديمة، ولكن هل هناك خط هاتف أصلا في هذه الشقة؟
لا زال الرنين مستمرا. تحرك (سيد) من موضعه واتجه إلى المنضدة الصغيرة في الركن حيث يقع التليفون اقترب منه وهو يتساءل بداخله عن شخصية المتصل وكيفية معرفته لذلك الرقم. ربما أعطاه (صادق) أو (أمجد) لأحد أصدقائهم.
وربما كان ذلك المتصل هو (صادق) نفسه أو أمجد). نظر إلى الحمام بارتباك وهو يبتلع ريقه وشعر بأن رده على الهاتف سيشعره بالأمان. أمسك بالسماعة بلهفة وفضول اختلطا بالقليل من القلق شعر بقشعريرة غريبة تسري في جسده عند ملامسة معدن السماعة البارد لأذنه قبل أن يأتيه ذلك الصوت العميق قائلا:
مش ناقص غير إنهم يحذفوك بالطوب ويجروا وراك وهما بيقولوا العبيط اهو وانت عامل نفسك مش واخد بالك عايشين بالطول والعرض وفي الآخر أهاليهم هيقفوا جنبهم حتى لو فشلوا في التعليم، أما انت بقى مش هتنفعك رهبنتك ولا تمقيق عينيك هتفضل فاكر نفسكصاحبهم وانت مسخرتهم. وفي الآخر انت بس اللي هتقع .
تتسع عينا (سيد) وهو يهتف بفزع وغضب
إنت بتقول إيه؟ إنت مين أصلا؟؟
مش مهم أنا مين.. المهم انت ناوي تعمل إيه معاهم.
ظل (سيد) ممسكا بسماعة الهاتف بعد أن صدر عنه صوت يشبه
تكة انقطاع الخط راح يصرخ في جنون قائلا:- ألو.. الوووو.
لم يجد جوابًا ولم يسمع صوتا، رفع سماعة الهاتف عن أذنه وهو ينظر لها بذهول من هذا وكيف عرفه وما هذا الذي قاله؟ وضع (سيد) السماعة وعاد إلى مكانه في صمت يشعر بترنح في عقله، كأن الكلمات التي
سمعها في الهاتف قد أسكرته.***
لم يدر (سيد) كم مر عليه من الوقت وهو جالس أمام أوراقه وكتبه
أنت تقرأ
ابتسم فأنت ميت
Horrorلا يمكنك أن تجبر أحد علي الابتسام ......إلي وهو ميت رواية ابتسم فانت ميت للكاتب حسن الجندي