أبعد المعسل عن فمه لثوان حتى تبتعد أبخرة المعسل ثم اشتم الهواء وهو يحاول تذكر رائحة عطرها، نجح بسهولة فابتسم لذلك ما الذي كان يمنعه قديمًا من التفكير بها بهذه الحرية ؟ زادت ابتسامته أكثر وهو يتذكر من كان يشاركه هواية تدخين الشيشة منذ الصبا.. (سلوى) مرة أخرى.
تجلس معه على ذلك المقهى بالقرب من الجامعة تدخن الشيشة بخبرة من ولد في مصنع للمعسل العجيب هو كرهه للمرأة المدخنة.. كأن من تدخن تسحب جزءًا من رجولته وسيطرته عليها إلا (سلوى)، شعر بأنها يجب أن تشاركه بهذه الميزة حتى عينها الناظرة له وهي تدخن تمتلى بالامتنان لسماحه لها بذلك أمامه.
كأنه من عليها بنعمة الدخان، شعور لذيذ بالخضوع أعطته له كأن متعتها ملك له يعطيها لها وقتما يحب ويحجبها وقتما شاء.
سحب نفسا طويلا خرج ببعض السعال وهو مازال يشحن قلبه بذكريات قديمة فصلته عن خوفه من الشقة، حاول أن يبحث عن سبب عودة تلك الذكريات له الآن هل هي الشقة ؟ أم ... لأنه ابتعد عن زوجته وطفله؟ يبدو هذا سببًا جيدًا. في الواقع هذه هي الحقيقة، ولكن ينقصها أن يعترف لنفسه أنه يحتاج لسلوى الآن بما أنه يعيش في شقة وحيدا. ما الذي سيحدث لو أمكنه أن يقنعها بزيارته على الأقل ليأخذ رأيها العلمي فيما يحدث.. ابتسم مرة ثانية لمحاولته أن يقنع نفسه بهذا.
ترك المبسم ونهض بعدما أخذ المفكرة تنفس بعمق ثم بدأ يدون في مفكرته كل ما يراه أمامه في الشقة
(الصالة على الحائط بعض الطيور المحنطة بيد خبيرة منضدة سفرة قديمة وهاتف قديم عليها جرامافون على كومودينو أريكة وبضعة مقاعد ثلاثة أبواب لثلاثة غرف
تحرك لأول غرفة وفتحها ببطء وبده الحرة تسبقه تتحسس الحائط حتى وجد زر الإضاءة فأشعله، تأمل الغرفة
(الغرفة الأولى في الغالب تستخدم للتصوير وتخص (عماد) مرأة
صغيرة مقعد ستاند كاميرا خلفيات متحركة على الحائط ستاند
إضاءة)
خرج من الغرفة وتوجه للثانية.
(الغرفة الثانية: تبدو أنها غرفة نوم لشقيقين سريرين بحجم متوسط دولاب ومكتبين. وبضعة صناديق في طرف الغرفة
توجه للغرفة الثالثة.
الغرفة الثالثة سرير كبير بأعمدة من النحاس دولاب كبير مزخرف اثنين كومودينو على أحدهما ثعبان محنط
توجه للحمام وأضاءه ... مرت ثوان وهو يحدق في الحوض رجل
يرتدي مريلة ملطخة بالدماء وقفازين وكمامة فم يقف بجانب حوض
أنت تقرأ
ابتسم فأنت ميت
Ужасыلا يمكنك أن تجبر أحد علي الابتسام ......إلي وهو ميت رواية ابتسم فانت ميت للكاتب حسن الجندي