أدي يا ستي الشقة. إيه رأيك؟" خطا (سامح) على أرض الشقة المتربة حاملا حقيبتي سفر كبيرتين وهو يقول تلك العبارة لزوجته (دعاء) التي سارت خلفه حاملة في يديها
حقيبتي سفر صغيرتين.
وجه (سامح) يحمل قدرًا من الوسامة لكن ذلك الشارب المنطق أسفل أنفه المستقيم أعطاه لمحة من الصرامة وربما القسوة ملابسه أيضا رغم بساطتها فقد كانت مُنمَّقة ومكوية بعناية، أما (دعاء) فمظهرها أكثر بساطة بوجهها القمحي المربح وملابسها المحتشمة التي يعلوها حجاب يناسها تماما رغم بساطته دارت (دعاء) دورة سريعة بعينيها في المكان وعينيها تقع على الطيور المحنطة قبل أن تقول بابتسامة هادئة
حلوة، أنا بحب النمط القديم ده والحاجات المتعلقة دي مش بطالة، بس الشقة محتاجة تنضيف جامد أوي.
وضعت (دعاء) الحقيبتين اللتين تحملهما على الأرض وفعل (سامح) المثل وهو يقول:
- معلش ربنا يعينك بس بصراحة الشقة لقطة إيجارها حلو وخطوتين من الشغل هي صحيح قديمة شوية بس مش صغيرة يشير بيده إلى الطرقة الجانبية دي ثلاث أوض على فكرة بس فيه أوضة فيهم مليانة كراكيب خليها زي ما هي لغاية ما اكلم البواب علشان يبعث الصاحب الشقة ياخد الحاجات اللي فيها اختاري لنا اللي تعجبك بقى وظبطي الدنيا على كيفك.
نظر إلى الطرقة باتجاه المطبخ وهو يسير ناحيتها قائلا: -
استني اشوف التلاجة والبوتجاز والأنبوبة بتوعنا اللي بعتهم النهاردةالصبح البواب طلعهم ولا لا.
غاب (سامح) في المطبخ فقالت (دعاء) بصوت عالي كي يسمعه:
أنا هغير هدومي و ابدأ شغل على طول بس ياريت لو تقدر تنزل تجيب لنا حاجة ناكلها عشان شكلي كده مش هلحق أطبخ النهاردة.
خرج (سامح) من المطبخ وقطب قليلا وهو ينظر في ساعة يده ويقول:
لا أنا لازم أرجع الشركة تاني.
شعرت (دعاء) بالدهشة وبالقليل من الضيق الذي تخفيه وهي تقول:
دلوقت؟ على طول كده
أه. ده انا اتأخرت كمان.
طب خلاص أنزل أنا أجيب
قالتها (دعاء) ببساطة لكن حاجبي (سامح) انعقدا بشدة وهو يقول فجأة بجدة
نظرت له (دعاء) بدهشة وصمت ورغبت في داخلها أن تعترض أو تستفسر لكنها أحجمت عن ذلك تجنبًا لردة فعل (سامح) الذي تعرف كم
هو عصبي وعنيد.-تعرف جيدا أنه إذا اتخذ قرارًا مهما كان بسيطا فإنه يُنفذه مهما كان الثمن، لذا لم تجد داعيا للجدل أو النقاش، وهي لا تريد أن تبدأ حياتها
أنت تقرأ
ابتسم فأنت ميت
Terrorلا يمكنك أن تجبر أحد علي الابتسام ......إلي وهو ميت رواية ابتسم فانت ميت للكاتب حسن الجندي