كانت الشقة مظلمة تماما حين فتح ( عبد الباقي بابها بهدوء في تلك الساعة المتأخرة من الليل دخل متسحبا كأنه لص وهو يضع حقيبته على الأرض ويشعل ضوء الصالة معلقا عينه بباب غرفة النوم الرئيسية
الذي كان مغلقا.
سمع صوتا خفيضا يأتي من غرفة النوم كأنه موسيقى للحن يعرفه. غشاوة الغضب تكاد تعمي عينيه وعقله يتمنى لو كان ما قاله (سعيد) ناتجا عن خيال واسع لا أكثر. أرهف أذنيه لينصت جيدا وهو يتجه إلى
غرفة النوم وينادي بصوت عالي:
- (عزيزة)
كان قد اقترب جدا من الغرفة حين سمع صوت جلبة خفيفة و همهمات خافتة تصدر منها وفجأة... انفتح باب الغرفة عن آخره وظهر (صالح) من خلفه عارنا حافي القدمين لا يستر جسده سوى ملابسه
الداخلية فحسب، أما ملابسه وتعليه فقد كانوا مكومين تحت إبطه بلا نظام.
لم يستغرق ظهور (صالح) عند الباب إلا بضع ثوان فحسب فقد اندفع خارجا بسرعة شديدة ليصطدم بـ (عبد الباقي في طريقه ويسقطه أرضا ثم يجري نحو باب الشقة ليفتحه ويختفي عن الأنظار بسرعة البرق.
ظل (عبد الباقي) في مكانه على الأرض مذهولا ينقل بصره بين باب الشقة الذي تركه (صالح) مفتوحا أثناء فراره وبين غرفة النوم المظلمة وصوت أغنية (أنا) هويته أصبح واضحا له وهو يأتي من "الجرامافون"
الذي نقلته (عزيزة) لغرفة النوم، رغم معرفته بما يحدث مسبقا إلا أنه لم يتصور أنه سيرى فداحته هكذا بعينيه.
لم يستغرق ذهوله سوى بضع ثوان فحسب، هَب بعدها واقفا وحل الغضب محل الذهول في نفسه وهو يندفع إلى غرفة النوم ويشعل ضوءها بضربة عنيفة من كفه لتطالعه (عزيزة جالسه على الفراش تهندم حول جسدها جلباب نوم مفتوح الأزرار يبدو وكأنها ارتدته للتو.
وتعيد شعرها بسرعة إلى الوراء.
- (عبد الباقي)!
قالتها وهي تنظر له بخوف، فاقترب نحوها وقد انقلبت ملامح وجهه
من شدة الغضب وهو يقول:
نايمة مع الصبي بتاعي في فرشتي يا بنت الكلب.
ازداد خوف (عزيزة) مع اقترابه منها وهي تقول بصوت مرتجف
هقولك إيه اللي حصل يا عبد الباقي).
فاكراني في (طنطا). صح ؟
رفع (عبد الباقي كفه الكبيرة ونزل على وجهها بصفعة صفرت لها
أذنها وهو يصرخ بغضب:
أنت تقرأ
ابتسم فأنت ميت
Horrorلا يمكنك أن تجبر أحد علي الابتسام ......إلي وهو ميت رواية ابتسم فانت ميت للكاتب حسن الجندي