سار هذا الرجل الوقور الذي تعدى الخمسين داخل أروقة المستشفى ببدلته السوداء الثمينة التي جذبت انتباه الممرضين في أروقة القسم النفسي بالمستشفى والطبيب المشرف على صحة والده يسير بجانبه
مشيرا لآخر التطورات في حالة والده. شعره الرجل الأسود وملامحه ربما أعطت انطباعًا للبعض بأنه من دول البحر المتوسط. لكن عينيه الملونة ولون بشرته سرعان ما يرجحوا
أصله البريطاني، حتى اسمه الأول (آدم) لا يعطي الكثير عن أصله.
وصل الطبيب و (آدم) إلى منطقة الأجنحة الخاصة لنزلاء القسم النفسي وتوقفا أمام إحدى الغرف والطبيب يطرق الباب بأدب قبل أن
يأتيه صوت عجوز يدعوه للدخول.
نظر الطبيب لآدم نظرة ذات معنى وهو يهز رأسه و (آدم) يشكره، فتح هذا الأخير الباب ودخل للجناح الفخم الذي يشبه أجنحة الفنادق العالمية وصوت تلفزيون يأتي من إحدى أركانه كان يعرض فيلم الناظر صلاح الدين). وأمامه جلس رجل عجوز ممتليء الجسم بعض الشيء يرتدي نظارة طبية وقد أطلق لحيته البيضاء المنمقة للتناسق مع شعر رأسه الأبيض الخفيف صانعة وفارا وهيبة بالإضافة لوسامة قديمة
مسحها الزمن بتجاعيده فلم يبق إلا أثارا تدل على ما كان.
يبتسم العجوز عند كل كلمة يُطلقها علاء ولي الدين بينما تقدم (آدم) ليقف بجانبه باحترام وهو يقول بلغة عربية ولهجة مصرية متكسرة
أخبارك إيه يا باب
نظر له العجوز بلهفة فرحًا بينما (آدم) ينحني عليه ليحتضنه بحب أنا كويس يا ابني المهم انت وأولادك الحمد لله
قالها (آدم) وجلس على مقعد قريب منه وهو يبتلع ريقه وتتسارع أنفاسه كأنه يريد أن يقول شيئا لكنه ينتظر الإذن من والده. قول يا آدم) إيه المشكلة .. الشركة حصلها حاجة ؟ الشركة كويسة جدا لكن المشكلة في مصر مش في هنا انثنت تجاعيد وجه العجوز واتسعت عيناه وهو يعتدل بصعوبة في كرسيه
فاكر يا بابا الشقة القديمة اللي ورثتها في القاهرة من زمان ؟
هز العجوز رأسه بالإيجاب بهدوء فأكمل (آدم)
بعد ما دخلت المصحة هنا من خمس سنين ظهر قانون في مصر بينص على إن الشقق اللي متأجرتش لـ 40 سنة هايتسحب منها الكهربا. فأنا خليت الـsecurity guard يأجرها بعد ما عملتله توكيل في السفارة. ومن ساعتها حصلت حادثتين قتل وحادثة انتحار من أيام، أنا خبيت عليك في الأول علشان متزعلش، لكن حاسس اني اتصرفت غلط أكثر من مرة من غير ما أرجعلك.
أنت تقرأ
ابتسم فأنت ميت
Horrorلا يمكنك أن تجبر أحد علي الابتسام ......إلي وهو ميت رواية ابتسم فانت ميت للكاتب حسن الجندي