الحكاية الثالثة عماد الدين 2003 Bart3

592 22 1
                                    

تجاهلوا الأخطاء



أيا منهما فقد كانت عيناها مُعَلَّقَتَانِ ببطن (صادق) المطعونة التي تنزف

بغزارة، فجأة، تكلم الإثنان بصوت واحد قائلين:

- امشوا

لم تتحرك عضلة واحدة في وجهها أو جسدها، اللهم إلا قبضتاها اللتان راحتا تعتصران ملاءة الفراش بحركة لا إرادية، أما الشابان فقد التفتا إلى الخلف لينظرا نحو الباب الذي نظرت نحوه أيضا فقط ليظهر أمامها خيال ثالث لرجل آخر يقف في الظلام الذي يُخفي ملامحه. بنفس الطريقة ونفس الصوت عاد الشابان ليقولا

امشوا

اتسعت عينا (دعاء) أكثر حتى كادنا تسقطان من محجربهما، أما فمها فقد انفتح عن آخره هو الآخر كأنها تصرخ أو تحاول أن تصرخ، خرجت حشرجة خافتة من حلقها المبحوح وهي تهز (سامح بقوة بيدها قبل أن تتمكن من مناداته بصوت مختنق

- (سامح).. (سامح)

صحا (سامح) مذعورًا منتفضا إثر هزه بتلك القوة وهو يهتف بفزع

- إيه.. إيه ؟ فيه إيه ؟؟

أشارت نحو باب الغرفة بأصابع مرتجفة فأدار عينيه إلى حيث أشارت ثم فركهما متسائلا بصوت ما يزال أثر النوم واضحا فيه:

- فيه إيه ؟

نظرت أمامها فلم تجد أحدًا، لا الشابين ولا الرجل، اختفوا فجأة كما ظهروا وعادت الغرفة إلى ما كانت عليه أدارت عينيها في الغرفة بتوجس كأنها تبحث عنهم، لم تكن تراهم لكنها تعلم أنهم ما يزالون هنا.

اختفوا عن ناظريها فحسب لكنها تكاد تقسم أنها ما زالت تشعر بوجودهم، ولكن كيف كيف لا تراهم وتشعر بهم في ذات الوقت هل اختبؤوا؟ هل خرجوا ؟ ولكن كيف خرجوا ؟ وكيف دخلوا أصلا؟؟ قبضت

على يد (سامح) بكفها الباردة وهي تقول:

كان فيه ناس واقفة هنا.

ناس مين؟

أحد:

قالها بعدم فهم فعادت تقول بصوت خافت كأنها تخشى أن يسمعها

رجالة.. تلات رجالة اتنين هنا عند السرير وواحد عند الباب. أجال (سامح) بصره في الغرفة بنظرة شك تحولت إلى استنكار وهو

يقول:

رجالة إيه يا (دعاء) ما الأوضة فاضية أهيه

يمكن مشيوا اما شافوني بصحيك.

- مشيوا راحوا فين؟

ابتسم فأنت ميت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن