الحكاية الأولي عام 1938_القاهرة Bart 2

588 27 1
                                    

لا ما أنا هاجي بس بعد ما ارتب الأوضة الأول.

- بس اوعي تتأخري.

ماشي.

أمال فين (عادل) صحيح ؟

أطلقت (أميمة) ضحكة قصيرة وهي تقول:

قصدك (عادل) أفندي فوق بيتشيك ويضبط زر الطربوش.

كاد (منصور) يبادلها الضحك لولا ظهور والدها وشقيقها في تلك اللحظة خارجين من مدخل البناية، كان الابن والذي يشبه والده بشدة قد حول نفسه إلى نسخة مصغرة من أبيه بنفس المشية البطيئة

المتخشبة قليلا، والنظرة الهادئة الباردة نوعا.

كتم (منصور) ضحكته وهو يرد على تحية (عادل) و(لطفي) أفندي الذي افتاد (أميمة) إلى سيارته ليقلها كعادته إلى مدرسة الراهبات التي

ترتادها في (شبرا)، قبل أن يتجه إلى عمله في مصلحة المساحة.

أما (عادل)، فقد انضم إلى (منصور) و(سعيد) في طريقهم إلى

المدرسة وهم يتجاذبون جميعا أطراف الحديث.

***

في الرابعة وعشر دقائق تماما، وقف (منصور) أمام درج مكتبه الصغير

ليجمع كل البلي المتناثر في أرجائه بحماسة وهو يقول لأخيه:
ما تيجي يا (سعيد) تلعب معانا.

لا يا عم. أنا ما يلعبش مع بنات.

قالها (سعيد) مداعبا دون أن يرفع عينيه عن مجلة (البعكوكة) التي يتصفحها بين يديه في حين عاد (منصور)، بعد أن انتهى من جمع كل

اليلي الموجود في الدرج في كيس صغير، يقول:

ما (عادل) جاي يا ابني، تعالى بقى وبلاش غلبة.

(عادل) ده بالذات أنا مش يحب العب معاه ما بيعجبوش العجب

إما ياخد كل البلي بتاعي عافية أو يعمل أزعرينة أما يخسر.

على كيفك بس خليك بقى صاحي عشان تفتح لي الباب اما أرجع أحسن بابا وماما ناموا، عارف يا واد لو نمت انا هعمل فيك إيه هرنك علقة سخنة ما أكلهاش حمار في مطلع

قالها (منصور) بلهجة جادة وقد ثبت عينيه المتسعتين في عيني أخيه الصغير الذي انتابه الخوف فعلا وهو يتساءل بخفوت وضعف

- بجد؟؟

إنت صدقت يا عبيط، أنا يضحك معاك.

ابتسم فأنت ميت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن