بعد يومين أو ثلاثة من الانفصال عن چونغوون عادَت ييچي إلي سيول لاستئناف العمل علي مشروع تخرجها، كانت لازالت منهكة وتشعر بآثار الإعياء في جسدها لكنَّها فضلت الابتعاد عن سو وون لتجَنُّب أي فرصة للقاء چونغوون، وتجنُّب أي فرصة للتشافي هناك حتي لا يُرهقها والديْها بفرط من الأسئلة عن مصير علاقتها به، لذا مثَّلَ الرحيل بالنسبة لها إجابة شافية للجميع علي تساؤلاتهم فرحيلها يعني أنها جادة تمامًا فيما فعلت.في الأيام الماضية لم يُبدِ أحد رأيه في انفصالها عنه، ليس لأنَّهم لم يُريدوا السؤال بل بسبب طبيعة ييچي الحادة عند توجيه الأسئلة إليها بشأن حياتها الشخصية، طوال الستة أعوام الماضية لم يكن أحد يعلم شيئًا عن تفاصيل علاقتها بچونغوون، هكذا كانت تُفَضِّل أن تحتفظ بحياتها الشخصية لنفسها خاصةً عند وقوع شجار أو سوء فهم بينهما، لأنَّهما فقط المسئولان عن حل مشاكلهما، هي أيضًا كانت تخشي أن تُكِن إحدي عائلتيهما الضغائن وقد كانوا أصدقاء منذُ دهر، لذا حتي لو أراد أحد الآن أن يسألها عن الأسباب الدامغة التي جعلتها تنفصل عن چونغوون ، هم لن يفهموا علي أي حال لأنها لم تكن تُطلِع أحدًا علي شيء من قبل، ففضَّلت ييچي الرحيل وترك چونغوون خلفها ، إن أراد أحدًا أن يسأله فليفعل لكنه لن يجيب علي أي حال مثلها، فيما عدا هؤلاء جميعًا كانت سونغ آه هي الوحيدة التي تجرأت علي التحدث مع ييچي في الموضوع، كانت داعمة ومراعية للقرار لكنها لم تتمادي في الأسئلة عندما رأت رغبة ييچي في ردع الكلام، بالإضافة إلي تدخل سونغهون ومنعها من التمادي، فشعرت ييچي أن سونغهون لم يُرِدها أن تنفصل عن چونغوون لكنه لم يكن لينطقها بلسانه فموقفه كان حياديًا بشأن هذة العلاقة منذُ بدايتها.
عندما وصلت ييچي إلي سيول، هرعت إلي مبناها السكني لوضع أغراضها وتبديل ملابس السفر، التقطت أنفاسها لهنيهة ورطبت حلقها بكوب من الماء، حضَّرَت حقيبة يدها وانطلقت مباشرةً إلي صالة العمل التي تقبع بداخل المبني الجامعي.
عندما وصلت إلي خزانتها، كان هناك العديد من الطلاب الذين كانوا يُفرِغون خزائنهم ، كانت الطرقة ممتلئة بالصناديق الكرتونية الممتلئة بأوراق التصميم وأغراض أخري لا تعرفها، لم تُكن كليتها تقتصر علي تصميم الأزياء فقط، بل كان هناك قسم الفنون، طلاب هذا القسم علي الأرجح من الرسامين والنحاتين والمصورين، هناك أيضًا قسم الدراسات المتحررة حيثُ يقبع هؤلاء الذين يحلمون أن يُصبحوا أدباء أو باحثين، هؤلاء الذين ينكبون علي العمل علي أطروحاتهم، وكلما أنهوا واحدة شرعوا في بدء الأخري، بطريقة أو بأخري يمكننا القول أنها كانت محاطة بطائفة من المجانين بالفن، وكانت هي مجنونة كذلك لكن بطريقتها الخاصة.
بينما جذبت ييچي مسودات المشروع خاصتها كانت تحمد ربها أنَّ أحد المجانين من قسمها لم يكن هناك، فهي ليست في مزاج يسمح لها بالاندماج مع أحدهم في الحديث، كذلك كانت متأكدة أن أحدًا لو سألها فذلك السؤال ليس للاطمئنان عليها وإظهار التعاطف الحقيقي بل سيكون الغرض منها هو انتهاز الفرصة لإلقاء كلمة علي سامعها، لقد كانت ييچي موقنة أنَّ طلاب قسمها لم يحبوها أبدًا، وكانت تأسف لانتهاء سنوات دراستها الجامعية علي هذا النحو، لكن ليس وكأن الأمر بيدها، كانت الفرص قليلة للنجاح في قسمها وبما أنها كانت تتألق كانوا جميعًا يشعرون بأنها تسلبهم فرصهم في النجاة في مجال صناعة الأزياء ، لكنها تغفر لهم علي أي حال لأنهم يعرفون فقط اسمها وليس قصتها.
أنت تقرأ
مهمة لإنقاذ الحب الأول | First love rescue mission
أدب الهواة" أولئك الفتيات من تحسبن أنفسهن ؟ هل نحنُ بتلك السهولة!، لننفصل عنهن جميعًا " بسطَ سونغهون كفه بجدية فنهض صديقيْه كلاهما لوضع يديهما فوق خاصته مشكلين تحالفًا ضد حبيباتِهِنْ