❥Part 02: قطعة قماشٍ مطرزّة

16.7K 380 52
                                    

وضعها في المقعد الخلفي لسيارته السوداء ليدلف هو بجانبها آمرًا السائق بالإنطلاق، مرّت ثواني لتشهق بفزع فيبدو أنّ عقلها الآن إستوعب موقفه، شعرت بإهتزاز طفيف معلنةً عن إنطلاق السيارة، لتستدير ناحيته حيث كان يسحب نيكوتين سيجارته بكل هدوء و كأنّه لم يختطف فتاةً من بيتها أمام أنظار عائلتها الآن ، إضافةً إلى ذلك و من المحتمل العظيم أنّها الآن مجرد صفقة لعينة يتّجه بها نحو بيته، الله وحده يعلم مالذي سيفعله بها...

تراجعت إلى الوراء قليلًا حتّى لاصق ظهرها باب السيارة، كانت هالته مرعبة ممّا جعلها تتكور على نفسها لتخفض رأسها بين ساقيها بينما الآخر لم يعرها أي إهتمام و كأنّه لوحده في السيارة لا يرافقه أي بشري لعين....

مرّت عشر دقائق كالقرن حتى شعرت بتوقف السيارة، ليفتح السائق باب زعيمهم، و من دون أي مقدمات و بمجرد نزوله من على السيارة إتجّه نحوها ليفتح الباب و يحملها بين ذراعيه.....

تقدّم بها وسط سكونها الذي أثار دهشته و إعجابه في نفس الوقت قائلًا في نفسه
"هادئة... نوعي المفضل "
هو لا يعلم أنّها المسكينة صامتة فقط لأنّها تعلم جيدًا أنّ حركة واحدة سوف تكلّف حياتها دون تحرك جفن منه ، لأنّ مصيرها الآن بات واضحًا لا يخاله أي تغيير.

رفعت رأسها قليلاً لكي تقابلها فيلا أقل شيءٍ يُقال عنها قصر بحيث كانت تدفع الناظر للصمت بأفكاره المعلقّة من تصميم هذا القصر، حيث تحمل جدرانه ألوانًا داكنة و يبدو أنّ معظم التصميم قد صُنع بخشبٍ غابيٍ رفيع ذا لونٍ داكن، بينما أخذت منحياته و زواياه معدّات ثقيلة تنبّه بثراء صاحبه الفاحش...

فغرت فاهها بدهشة غير عابهة لنظرات ذلك الذي يفترسها بعينيه منذ أن رفعت رأسها من على كتفه لتراقب التحفة الفنيّة الضخمة، و فور إنتباهها لنظراته إحمرّت خجلًا و لم تجرئ على سؤاله عن ما يدور حولها.....

دلف بها داخل القصر و بمجرد فعل ذلك وضعها على الأرض قائلًا بصوته البارد

"يمكنك السير الآ.... "

و لم يكمل جملته إلّا و عرهت الأخرى إتجاه أحد المزهريات حاملةً إياها لتردف و هي تستعمل تلك المزهرية كدرعٍ حامي

"من أنت؟ ها!... ماذا تريد منّي يا لعين هل تراني قطعة قماشٍ مطرزّة من يأتي يشتريها.... أنتم الرجال تمتلكون نفس الطباع.. مثلك مثل أبي مثل... "

قاطعها بكل برود

"من الأفضل أن تشكريني لأنّي و بكل بساطة أنقضت عائلتك من هول الإفلاس و إن كنتِ تشبهّين نفسك بقطعة القماش المطرزّة المعروضة للبيع فدعيني أخبركِ أنّ قطعة القماش تلك سوف تكون أغلى منكِ بكثير لأنكِ سوف تكونين مجرد خادمةٍ عاهرة تخدمني في تلبية طلباتي و إفراغ شهواتي و أظنّ أنكِ تعرفين حقّ المعرفة أنك قبل قليل وقعتِ على عقد زواج لكن الشيء الذي لا تعرفينه أنّكِ وقعتِ على جحيمك عزيزتي و الآن إلى غرفتك أوّ بالأحرى قبوك "

صَفَقَة الشَيّطَــان  ¦|  هَوَس مَرِيـض ـ Devil's deal|¦ Sick mania  ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن