Part 33: رفقاً بـ عقلي يا رجل!

2.8K 91 9
                                    

كانت جالسة بجانبه على كرسيٍ حريري،  تلثم يداه تارةً بعمق و تارةً برقّة.
"ويليام نحن بحاجتك حبيبي.. فل تستيقظ و لا تتركنا نراك كالجثّة هنا. "
قالت هامسةً و هي تلصق شفتاه بأذنه ليصله الصوت جيداً و إذ بيداها  تمسد صدره الصلب و الذي لم يؤثر به شيء بل ظلّ جسده رياضي و كأنّه هيبةً خلقية قبل أن تضع راحة يديها على نابضه.
"هنا. " قالت "هنا مكاني،  هنا أقطن.. أعلم أنّك تحبني فلماذا تجعلني يائسةً هكذا. "

في تلك الأثناء طلّت على بالها فكرة فتركت ويليام و إتجهّت نحو الباب.
فتحته ليقابلها أليخاندرو المنشغل بإجرّاء مكالمة هاتفية..
"اللعنة عليكم قُلت لا شأن لكم يعني لا شأن لكم.. نعم، نعم سوف نتركه على السرير في تلك الحالة و لا دخل لكم." 
ثمّ أغلق الهاتف.
و قد أدركت أنّه للتوّ أقام مكالمة هاتفية و إلاّ كانت إستمعت لصراخه هذا خلف الباب،  فلا عجب يضاهي أليخاندرو عندما يغضب.
"أليخاندرو! " أردفت و قد شعرت بالترددّ حيال ذلك،  فوجهه أصبح مخيفًا بملامح خشنة بارزة.
رأته يلين في تعابيره قبل أن يسدل كتفيه برخاء و كأنّ عضلاته المشدودة فكتّ قيودها للتوّ.

"مارلين إبنتي هل هناك شيء؟ "
إقترب منها فحاوط كتفيها بكفيّه.
"هل هناك شيء؟ "  كررّ و قد قطب حاجبيه عندما وجدها تركز على مقلتيه بشرود. تتسأل هل بالصدفة له نفس التدقيق و التفاصيل في عينيه مثلما تملك هي. ثواني حتّى إستعادت رباط جأشها لتتملص من بين يداه و كأنّها مازالت تراه قاتلًا.
"للـ.. لا شيء. " قالت "أنطونيو؟،  أبحث عن انطونيو."
إبتسم
"أهه!، أنطونيو؟؛ هو برفقة جدتّه الآن.. لقد عاود النوم بعد فترة وجيزة من إستيقاظه. "

ـ "جدته؟! " قالت بهدوء.

فضحك مسرورًا "نعم جدته و كم ترين كيف كانا منسجمين، لقد بادر بالإحتضان أوّلاً.. اتصدقين؟ "

إبتسمت بتكلّف فهي تشعر بالإعياء منذ يومين،  و صار  حتّى التحدث و الضحك يرهقها.
"لماذا تسألين عنه،  هل من خطب؟ " سألها و هو يعاود الإنشغال في هاتفه بعد أن سمع إهتزازه.

و قبل أن تفتح فمها كان قد أستأذن منها و إختفى من أمامها و هو يجري المكالمة.

و هناك سنحت لها الفرصة لتتأمل تفاصيل هذا القصر فتوغلّت للأمام و هي تحاول حفظ تفاصيل الممرّات بينما تبعث بخطواتها للأمام بغرض البحث عن أنطونيو.

تدحرجت أنظارها نحو صورةٍ معلقّةٍ في مقدمة الجدار الذي يبلغ طوله خمسة امتار على أقل تقدير،  فلمحت عجوزًا رخيمة قد شارفت ملامحها على هزال الشيخوخة،  تبتسم بوقار و طرفٌ من نابها الفضيّ قد لمع من تحت شفتيها المنفرجة بنحوٍ طفيف.
كانت تبدو في خاتمة العقد الـ 8 تعقد شعرها في هيئة كلاسيكية و جدلية في نفس الوقت نظرًا لعصرنا الحديث و الذي يهيئ تصميمات خارجة عن هذا النطاق المزكرش بجديلات متداخلة.
"جملية رُغم سنّها! " تمتمت مارلين و قد شعرت بالإعجاب لوهلة، بسبب هيئتها و هالتها التي تبعثها هذه المرأة حتّى خلف الصور.
كانت الصورة كبيرة بما يكفي لتلحظ كل إنشٍ  بها من خلال  الرؤية الطبيعية.
"عينيها! " همست "تمامًا مثل ويليام.. بلورةٌ من الألماس الأزرق."
نفضت شرودها لآخر قاعٍ من عقلها لتستمر في سيرها نحو الإكتشاف و البحث.
و في طريقها قد وجدت معبرًا آخر يؤدّي نحو غرفة بـ بابٍ خشبي ثخين و عصري،  بدى هذا القصر متعددّ التصاميم، تارّةً يكون أثاثه و جدرانه و كأنّه يعود للعصر الفكتوري و تارّةً يكون حديثًا و عصريًا كفاية لراحةٍ مقرمشة.

صَفَقَة الشَيّطَــان  ¦|  هَوَس مَرِيـض ـ Devil's deal|¦ Sick mania  ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن