Part 30: أوهام

3K 84 12
                                    

ينتابني  شعورٌ جميل، عندما ثلثم رائحة ذاك العطر حاسّة ذاكرتي،
حيث كان ريحه ينتمي لعهدٍ أهلكتني حسرته.

❥•❥•❥•❥    ♢   •❥•❥•❥•❥

بعثرت شعرها على شكل جديلة، و هي تنظم كؤوس للشرب في صفٍّ واحد،  لتستدير مجددًا و هي تحمل كأساً آخر فأدخلت في جوفه منشفة مخصصّة،  تجففّ القطرات المائية المتبقية من الغسيل السابق.

لطالما كان المقهى الريفي  مختصّ في توابع أخرى  غير صنع القهوة،  مثل النبيذ و الفودكا،  كانا إحدى الخمور الأساسية لدى أهل القرية،  و ذلك لإنعدام البار أو لوجوده في نقطة تبعد عن المنطقة السكنية بـ 6 كلم،  فأهل هذه القرية و رغم العيش في الريف إلاّ انّ الحياة هنا تعتمد على البذخ و الرفاهية، و عدم تكليف النفس بمتاعب كعبور مسافات طويلة،  المتاجر هي من تتكلف بإنجاب السلع مثل المياه و الحبوب و الخبز من خارج الريف، من مناطق صناعية.

و هاهي ذي شاردة من جديد،  لا تمرّ لحظةً إلاّ و تفكر في لعنته،  كيف قاربت على حياةٍ زوجية سعيدة إلاّ أنّه و بعد ذلك تتحطم في لحظة صادمة،  قلبت الصحن على وجهٍ آخر.

و لكن رغم البُعد المنطقي عن تجاوز حاجز هذه المحنة، و رجوعها لنقطة طالما حلمت بها،  و هي تواجدها معه دون ساديته و هوسه،  و رغم إخبارها بموته، و لكن شيءٌ ما يجعل منها تشعر و كأنّ أحدهم يداعب روحها حالياً،  يبعثر مشاعرها و حواسها، و يجعلها تشعر به،  داخلها. و كأنّه يقوم بالتخاطر حاليًا و يجعل منها بائسة مقيّدة بسلاسل روحية.

"هراء،  هو ميت فلا تجازفي بمشاعر كاذبة. لتكونِ كالمضغة في فوه الأوهام بعد ذلك. "

همست في نفسها و كم تمنت ان يكون كلّ حرفٍ خرج من ثغرها،  أن يكون موقعًّا من طرف قلبها الذي وضع حالة حظر منذ أن سمع آخر شيء و تلك الجملة المقدسة بلعنات مرتددّة "ويليام مات. " 
هناك قد أقفل على نفسه و كأنّه يريد التعايش على يقين بوجوده و ليس أملًا فقط،  لا يريد السماع لترهات البشرية و نبضات الواقع التي توقع على لحنٍ غير محببّ
بأغنية ساذجة.

لاربما هي عانت من متلازمة ستوكهولم مبكرّة. جعلت منها غبيّة تعجب بخاطفها بعد أيامٍ معدودة فقط،  لتتطور بعد ذلك لحبٍ بعد هروبها لألمانيا دون درايةً منها أنّها واقعة لذلك المهووس كونها عديمة خبرة في هذه الأمور و لم تعش قصة حبٍ من قبل،  و الآن هي عاشقة،  نعم تشعر بذلك،  انّها و بعد فراقه مجددًا تشعر بالنقصان الحاد،  أو كإدمان قاتل بحاجة لجرعته، صارت تشكّ أنّ خللاً ما أصابها،
كيف تحبه و تتعمق في هذه العلاقة أكثر،  هل يومين في ألمانيا خلف باب مؤصود، كانا كفيلين بجعلها تسامحه على كل شيء و فتح أبواب قلبها على وسعهما. و قد كان أنطونيو هو الآخر مشكلة،  فهو صورة مصغرّة عن والده، رؤيته يومياً،  و الشعور بنضجه المبكر و دهائه،  لا يساعدها أبداً على تخطي عتبة الماضي و المضي قدمًا.

صَفَقَة الشَيّطَــان  ¦|  هَوَس مَرِيـض ـ Devil's deal|¦ Sick mania  ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن