❥Part 03: كالتراتيل المقدّسة

14.3K 310 34
                                    

"وَ عِندَمَا قطعوا أَجنِحَة المَلَاكِ قَالُوا أنّهُ لَم يَبقَى مَلاَكًا فَلقَد صَارَ شيطَانًا مِثلَنَا يَزحَف عَلى جَمرِ الجَحيم.... و نَسُوا أنّهم تَرَكُوا اللبّ و أزَاحُوا القِشرة... "

§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§

كانت تُحاول فهم في أي غرفةٍ هي،   فهل هي في قبو كما قال أم أنها في أحد غرف القصر لا أكثر،  بحيث لا يبدو من مظهر الجدران المطلية بشكل مبتكر و السرير الحريري على أن يكون قبوًا لعينًا ليكون الراعي الرسمي لبناء جحيمها......

جلست على حافة السرير بوهن بعد أن جالت الغرفة ذهابًا و إيَابًا و بعد أن ألمتها يديها من كثرة الطرق على الباب المؤصود بحيث لا ردّ و لا ظلّ يتحرك تحت شقّ الباب.....

منذ أكثر من 5 ساعات على حدّ عدّها العقلي  و هي تحاول فهم ما يجري و لما هي هنا،  و لم يكن أمامها حل إلاّ الجلوس و الإنتظار و الذي لم يأخذ من وقتًا كثيرًا بعد أن غفت.....

----------------------------------------﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉﹉

جلس خلف مكتبه يتجرّع نبيذه بينما أخذت عيناه تجول حول تلك الصورة التي ما بين يديه،  حيث كانت هناك صورة لفتاة جميلة ذات ملامح ناعمة و التي لم تكن سوى مارلين....

أكمل ما بقي في جعبة كأسه في جرعةٍ واحدة بينما لازالت الصورة مأسورةً بين أصابعه الغلظية و التي أعاد النظر إليها مجددًا مدندنًا بإسمها كالمجنون

"مارليـــــــــــــــــن!.... "

هو شخصيًا لا يتذكر أنّه في أحد الأيام ندّه بإسمها بشكلٍ طبيعي أوّ  عادي....،  فقد كان دائمًا ما يطيل في إسمها كالتراتيل المقدّسة،  فقد أصبح ذلك الإسم محرمًّا على أيّ لسانٍ ذكري بعد أن وجد ضالة قلبه،  و لكن ما عساه فعله إن سيطر عليه هوس شياطينه و التي تصرخ بأن يجعلها تتألم أمام ناظريه،  يريد أن يرى توسلاتها كالبارحة،  يريد أن يرى دموعها تنزلق على وجنتيها في محاولةٍ منها أن تُشعره بالشفقة عليها و لكنها لا تعلم أنّها تزيد وتيرة جنونه بها،  فإذ كان العاشقون يحبّون أن يروا أحبّائهم يبتسمون بحيث تكون تلك الإبتسامة كالسلاح الفتّاك بصدغ جليدهم و سور قلبهم،  فهو يريد أو يحتاج أن يرى دموعها... فلسببٍ غير معلوم يجد أنّها  عندما تكون حزينة و ضعيفة أمام أنظاره  تزدادُ جمالًا عن ذي قبل،  و لكن بالطبع لا يريد لأيّ أحد إحزانها غيره و إلّا سوف يقيم مجزرةً في حق من فكّر في ذلك.... صعبٌ هو هوس الحبّ......

لا يزال لحدّ الآن يتذكر تلك الأيام التي كان يراقبها فيها،  كيف تكبر من سن السابعة عندما كانت تجري وراء الأرانب و الفراشات في الغابة و التي كانت تحفظ طرقها عن ظهر قلب بحيث أطلق عليها إسم «حورية الغابة »،  إلى غاية تحوّلها إلى إمرأةٍ كاملة بجسدٍ أنثوي مغري  و طيبة عفيفة بينما أخذت ملامح وجهها تأخذ منحنى لطيف جعل منه يفقد السيطرة على إستكمال عرضه خلف الستائر و الخروج في أقرب وقت أمام وجهها و لكن لم يحن ذلك الوقت إلّا و وفاة أمّه المفاجئ عطّل رحلته و عكّر صفو حياته،  و ما إن وقف من جديد  إلّا و قد  أقسم أن تكون تلك الفتاة ملكه،  بالرغم من أنّها لا تعرفه و لكن يا ليتها تعرف كيف كان يراقبها عن بعد بنهم روحيٍ عطش،  و لكن بعد تقربّه و إكتشاف أعمال والدها إستطاع إبتكار لعبة خفيّة ليوقع بمعظم أسهمه في حفرٍ مجهولة من أجل السماح له بعبور الجوّ الخاسر كبطلٍ يريد إنقاذ شركة ذلك المغرور بصفقةٍ جعل منها في الأول عملية و لكن في ثواني جعل منها إجتماعية بحيث تصير تلك الفتاة هي الصفقة... و كم كان يريد لكم ذلك الخرف العجوز،  فبالرغم من أنّ موقفه أعجبه إلاّ أنّ بروده و إبتسامته السعيدة عندما قدّم إبنته كوجبةٍ دسمة أخبره أنّه كان قاسٍ معها و لم يعرها أي إهتمام أبوي...

و الآن هي بين قبضتيه كزوجة و ليست كضحية مهووس عاشق فقط......

وضع كأسه الفارغ فوق مكتبه بعد أن أفرغ جميع البار في جعبته دون ثأثّر،  لينهض محاولًا التماسك دون الذهاب إليها،  فيجب أن ينهي أعماله المتراكمة في الشركة،  بحيث إردى سترته الرمادية و أغلق أزراره العلوية،  بينما عدلّ شعره المبعثر بأصابعه...

نزل الأدراج بهيبةٍ طاغية و هاهو ينادي على رئيسة الخدم

"ساليا! "

هرعت المعني بالأمر نحوه بينما كانت تمسح يديها بمنديل بعد أن ناوبت الأعمال الخاصة بالمطبخ،  لتردف بإبتسامة

"نعم سيد ويليام "

بادلها بإبتسامة باردة محاولًا بكل الطرق التلطفّ معها رغم طغيان جليده،  ليقول

"إفتحي باب غرفتها و دعيها تنزل لتناول من ثم خذيها أين يكمن عملها مثلما أخبرتك سابقًا "

أومئت بإبتسامة قبل أن ينسحب ويليام نحو البوابة للخروج و ما إن فعل ذلك حتّى تمتمت ساليا

"فل يكن بعونك الله يا أسيرته "

شعرت بقفل الباب المؤصود يُفتح لتدلف من  خلاله إمرأة خمسينية بإبتسامة راقتها بحيث بعثت في دواخلها أمانًا من هذا العرين  المظلم،  كانت مارلين الآن أين إستيقظت بحيث لم تغفى أكثر من نصف ساعة...

إقتربت منها الإمرأة لتجلس على حافة السرير رابتتًا على أكتافها بينما الأخرى لازالت تحاول النهوض بجزئها العلوي

"هيا بنا الغذاء حاضر "

قالتها بعفوية لتشعر الأخرى براحةٍ عميقة و أخيرًا سوف ترى شيئا آخر غير هذه الغرفة الكئيبة بالرغم من أنّها لم تجلس هناك كثيرًا.....

رافقت مارلين تلك المرأة التي و لحدّ الآن لم تفصح عن هويتها و لكن تلك المرأة إستدارت فجأة لتقول بعفوية:

"أنا أدعى ساليا... رئيسة الخدم في هذا البيت و لكن الآن سوف أدع.... "

"تتركين ماذا؟. "

"السيد ويليام أمر جميع الخدم بالإستقالة بما فيهم أنا.. الجميع ذهب من القصر الآن و يجب عليّا أن أترك لكِ برنامج القصر و كيف يقوم الخدم بأشغالهم اليومية إضافة على ذلك يجب أن أريك القصر جيدًا كي تبدأي عملكِ على أحسن وجه "

اللعين لم يخبر أحدًا أنّها زوجته و بدل ذلك أخبرهم أنّها الخادمة الجديدة....


            

_ رأيكم بالأحداث؟..

تعليق تصويت ⭐

متابعة إذا أردت أن يصلك كل جديد 🍒

Love you all ♥

صَفَقَة الشَيّطَــان  ¦|  هَوَس مَرِيـض ـ Devil's deal|¦ Sick mania  ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن