1ـ لَيْلٌ وجُنون!

392 65 170
                                    

ككلِّ يومٍ أنا... أنهض إلى شرفة غرفتي أُحدّق بأبي الذي يركَب تلكَ السّيارة.. أحدّق بهِ نائم على سريره.. وككلِّ مرّةٍ أنا.. أبكي طويــلاً

ـ عندما أتيت بطيفي إلى کابوسک.. ماكنت أنوي إفزاعكِ قطّ.. ما كنت أنوي إلّا أن أرسم لأحلامكِ ملامح جديدة..

ـ ها أنا ذا الآن غارقة في جوف مصيبتي.. ألن تأتي يا منقذي؟؟

ـ سأعتذرُ لك إن كنتُ مخطئة وإن لم أكن.. لكي لا ترحل.. فبدونِكَ أضيع.. وإيّاك أستدلُّ..

ـ رأيتُ نفسي أتخبّط في سوادٍ مهيب.. ومن ثمّ سمعت همساً يتردّد صداه في كلّ الأماكن.. وقال.. أستعدِّ

ـ فلتفعلِ ما تشائين.. ولكن قبل أن تدقَّ.. دقّات الموت.!!!

♡ ـــــــ 1ــــــــ♡
أراها جالسة على شرفتها تحدّق إلى القمر بشرودٍ غريب... وبهدوءٍ لا يتناسب مع سنواتها التي لم تتجاوز الخامسة عشر، حائرة.. ما بين البقاء والرّحيل! تحاول أن تفهم صورة مشوّشة لم تنضج ملامحها  بعد..

من اليوم هي قررت أن تصارحه.. منذ متى؟ و كيف؟ وإلى أين؟

لم تكن تدري أنَّ جوابه فيما بعد.. سيكون إلى مالانهاية~

* * *
إنّه معشوقي، وملاذي بعد الله.. بنوره أستكين، وتتلاشى الهموم من صميم قلبي..
في نورهِ المشعّ بغضبٍ من ظلامِ اللّيل  طمأنينة!!
وبضوءٍ هادئٍ لا يبعث في الرّوح من شيءٍ سوى السّكينة
أراهُ نافذة أرى منها كل ما مرّ.. وكلّ مُرّ.. يرويني راحة ولا يجفّ، ومن دون رؤيته.. أجفّ.

• • • • • • • • • • • •
كعادتي أنا.. جالسة على شرفة غرفتي استند على سورها بشرود أحدّق بالقمر المكتمل، بينما أفكّر بصمت.
أحياناً أخافُ من حالتي، هادئة بشكلٍ مخيف، وجامدة بشكل رهيب..
أنا لم أكن يوماً كذلك.. ربما من ذلك اليوم.، منذ أن رأيته خلسة
تهْتُ..
انصدمت!!!
وبدأت كوابيسي

• • • • • • • • • • • • •

لا أعلم حقّاً ما الذي دفعني في السّاعة الثانية عشر والنصف صباحاً للخروج إلى شرفة غرفتي، ولم أكن أدري لمَ ضاقَ صدري بهذا الشّكلِ المقيت، لأخرج باحثة عن بضع ذرّات هواء نقيّ.

وقفتُ أتمسّك بسور الشرفة، وأناظر الشارع الساكن.

ولكنّي أقسم وأقسم بأنني لم ألمح ولو سيارة واحدة تتحرك على الطريق
كيف خلقت هذه السيارة وبهذا الصمت المرعب لا أعلم!
. كذّبتُ عيني وآمنتُ بالمنطق، أنّ السيارة كانت من الأساس، رغم ثقتي التّامة بأنّها لم تكن، ولكن ما زاد الطين بلّة.. رؤيتي لأبي يركب تلك السيارة.. وبعدها اختفَت بلا أيّ أثر.

ركضتُ بسرعة إلى غرفة والديَّ، بحثتُ بناظري عنه، رأيته واللعنة، كان نائماً وأمي على الفراش، ما كدتُ أغلق الباب حتّى سمعتُ صوت أمّي تناديني بأنُ هل هنالك ما حدث؟، أخبرتها أنّه كان مجرّد كابوس، وأسوأَ كابوس..

دقات الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن