الثامنه عشر

477 23 0
                                    

. (في مجلس العائلة، كان مالك جالسًا طوال الليل، شارداً، وكأن عقله لم يعرف راحة منذ أن فارقها. عيناه تتعلقان بالمجهول، لكنها في الحقيقة كانت تسكن أفكاره، تشغل عقله وقلبه كأنها أول مرة يشوف بنت في حياته.)

رشوان (يراقبه بابتسامة خفيفة): إيه يا ولدي، مش عتنام ولا إيه؟

مالك (بتوهان وصوت منخفض، وكأنه يحدث نفسه): وكيف يجي لي نوم يا جدي، وهي بعيده عن عيني؟

راغب (يضحك وهو ينظر لكامل): وه! دا احنا متجوزناش عاد، يا ولاد!

كامل (مازحًا): مش كنا جبنا ريان وسبناه؟ ماهو برديك عريس!

رشوان (يضحك بخفة): مهو ريان ليه بس الكوم الكبير ده؟ سبوعين ريان، شهريين مالك!

مالك (بتنهيدة طويلة): وه، دي ممكن تطلع وراه، يا جدي...

رشوان (يهز رأسه): مهو هتروح تقعد عند أهلها شويه، يا ولدي.

كامل (بتفكير): أبوي، سمعت إن الواد ولد خليل كان جاي، بس إنت منعته، كان جاي اليوم؟

رشوان (بهدوء وثقة): كده، يا ولدي... خليه شوية، أما نشوف الواد ده.

مالك (بفضول ولهفة): طيب، إيه رأيك فيه، يا جدي؟ عتفكر فيه بجد وتجوزه روح؟

رشوان (يحك ذقنه ويفكر): مش قبلها، يا ولدي...

مالك (بتعجب): قبل إيه؟

(لم يجب رشوان فورًا، بل ترك الكلمات تتوه في الهواء، وكأنها لغز لن يفك شفرته بسهولة.)

---

(في مكان آخر، كانت رفق تبادله نفس الشعور، لكن على عكسها، كانت هناك نارٌ تشتعل بين رحيم وجمانة.)

رحيم (بصوت منخفض لكنه يحمل نفاد صبر): كفاية كده، عاد...

جمانة (بحدة وعيون تملؤها الغضب): رحيم، طلقني، هقولك مش رايداك!

رحيم (بهدوء وحكمة): اخزي الشيطان، يا بت الناس.

جمانة (بعناد): لأ، طلقني! طلقني!

رحيم (بضيق لكنه يحاول ضبط نفسه): أبغض الحلال عند الله الطلاق، يا جمانة!

جمانة (بسخرية وخبث، تقترب منه، تنظر لعينيه محاولة إثارة غيرته): عامل فيها شيخ، وإنتا عينك عليها! أنا عارفه اللي جواه قلبك ده!

رحيم (يضع يده على رأسه، يتمتم بصوت خافت): اللهم اخزيك، يا شيطان...

جمانة (بعصبية وصوت مرتفع): طلقني... وبالتلاته!

رحيم (يأخذ نفسًا عميقًا، يقف ويمسك بعمامته، كأنه يحاول ضبط غضبه): أنا طالع دلوقتي، لما تهدي نبقى نتكلم...

(يخرج من البيت دون أن يلتفت، تاركًا خلفه جمانة التي تشتعل نارًا من الغضب، بينما في عينيه حكمة وصبر كأنها ورثها من أجداده.)

كبار الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن