الفصل الرابع

1.2K 41 0
                                    

في الحديقة، حيث الأجواء متوترة، مالك يتقدم نحو رحيم بخطوات غاضبة. رحيم كان يقف وحده يحاول تهدئة نفسه، لكن مالك لم يمنحه الفرصة.

رحيم: (بغضب مكتوم يحاول ضبط أعصابه) "إيه تاني عايز إيه؟"

مالك: (يمسكه من ياقة قميصه بعنف، عينيه تشتعل غضبًا) "عتبكي أختي ليه يا رحيم؟ رد عليا!"

رحيم: (يحاول الإفلات، بنبرة هادئة رغم التوتر) "بس أنا مقربتش لروح، مالك تهجم عليا كده ليه؟"

مالك: (يشد قبضته أكثر، صوته يعلو) "ما أتكلمش عن روح! أتكلم عن آلاء، بت عمي وأختي بردك. رد عليا!"

رحيم: (بنبرة جافة ومستفزة) "بصراحة، البت مش مريحاني. مايعَة ومالهاش مكان في دماغي."

في تلك اللحظة، تدخلت رغد، والدة رحيم، بصوت يحمل خبثًا واضحًا، محاولة تهدئة الوضع بطريقة ملتوية.

رغد: (بهدوء مصطنع) "ست البنته! وإن كنت شفت منها حاجة وحشة، قول لنا نعدلها. ولا عايز تخليها شغلة البندر؟"

رحيم: (بجفاء) "عمتي، أنا قلت اللي عندي، وخلاص الموضوع انتهى."

رغد: (بحسم وتحذير) "اسمعني كويس يا ولدي، هيبة بت عمك من هيبتك. الكلام اللي قلته ينقص من قدرك قدام الناس."

مالك لم يستطع كبح غضبه أكثر. وجه لكمة قوية إلى وجه رحيم أسقطته خطوة للوراء.

مالك: (بغضب شديد وصوت يهز المكان) "دي عشان تعرف إن لها رجالة وراها يا ولد عمي!"

ثم وجه لكمة أخرى إلى معدة رحيم، جعلته ينحني متألمًا.

مالك: (بنبرة صارمة لا تقبل الجدال) "ودي عشان بنات الناس ليهم حقوق، وما حدش ينقص من قدرهم!"

كان الجميع في الحديقة مصدومين من الموقف، الخدم وأفراد العائلة يراقبون بصمت وقلق. في هذه اللحظة، ظهر رشوان، الجد الأكبر، بخطوات ثابتة ووجه مهيب. صمته كان كافيًا لإخماد أي صوت في المكان.

رشوان: (بصوت غاضب ومليء بالهيبة) "شكله كامل معرفش يربي، ورئيسه هي اللي ربت بردك!"

رفع رحيم رأسه قليلاً ليحاول التحدث، لكن رشوان لم يمنحه الفرصة.

رحيم: (بضعف، محاولًا التبرير) "هو اللي غلط يا جدي..."

رشوان: (يقطع حديثه بصوت قوي) "اخرس خالص! إياك أسمع حسك. الغلط مش في بنات الناس. اللي يطلع من عيلة مِحِمِدْ كلياتها لازم يعرف قيمته ويحترم نفسه. سامع يا ولد المركوب؟"

رحيم: (بصوت منخفض ورأسه منكسة) "سامع يا جدي."

رشوان: (بأمر قاطع) "تطلع تحب على رأسها وتعتذر لها، سامع؟ وإياك تعيد اللي حصل."

انصرف رشوان بخطواته الثقيلة، والجميع ظلوا في مكانهم بصمت مهيب، يدركون تمامًا أن كلمة رشوان هي الحد الفاصل في أي خلاف. مالك ظل يراقب رحيم بنظرات تحمل التحذير والوعيد، ثم استدار لينصرف هو الآخر، تاركًا رحيم في حالة من الإحراج والانكسار.

كبار الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن