الفصل الأول

840 13 0
                                    

كنت ممن كان نصيبهم في هذه الحياة اقتصر على التعاسة والشقاء، ولكني تفوقت عليهم بكثير فقد كنت ممن قيل عنهم رفقاء الجن! فقد كان مصيري أنني قد كتب علي أن أعيش مع الجن لسنوات من الزمن، لقد كان مصيري أن أكون رفيقة للجن!
بدأت قصتي حينما كنت أبلغ من العمر سبعة عشر عاما، كنت حينها أسكن بحي شعبي من أحياء مصر القديمة، من صغري شهد الجميع لي بالطاعة والسكينة لم أكسر لهم كلمة واحدة طوال حياتي، وذلك لأنهم أحسنوا تربيتي وكانوا طيبين القلب معي ومع الجميع. لقد كان كل اهتمامي حينها منصب على حبي للقرآن الكتاب كتاب الله، كما أنني كان لدي يقين بأن أعمل بكل حرف جاء فيه؛ كانت حياتي تنعم بالهدوء والسلام لأبعد الحدود، ولكنها اتخذت مجرى آخر عكس المتوقع تماما، فقد ساءت حياتي. بداية الفاجعة بحياتي، في مصر منذ زمن ولكنه ليس بالبعيد كانت في الأحياء الشعبية التي كنت أسكن بإحداها لا ينبغي للفتاة المصرية أن تتجاوز سن العشرين دون أن تتزوج، وكواحدة من آلاف الفتيات حينها كان لزاما علي أن آخذ بهذه المعتقدات والأعراف وأرضى بأول نصيب لي؛ ولكن كان من تقد لي بالزواج آخر إنسان كنت أتوقع أن أكون له،
إنه ابن خالتي!

لم نكن نعلم عنه شيئا ولا عن والدته التي من المفترض أنها خالتي، وذلك بسبب أن العلاقات بيننا وبينهم كانت منقطعة من الأساس، علاقة والدته بوالدتي لم تمنعه من أن يحبني ويتقدم بطلب الزواج بي، ونظرا لكونه شابا على خلق ودين قبل به أهلي وقبلته زوجا لي ودامت فترة الخطبة بيننا قرابة العامين ونصف، لم أرى منه خلالها إلا كل ود وحب واحترام، ودامت فترة الخطبة بيننا قرابة العامين ونصف، لم أرى منه خلالها إلا كل ود وحب واحترام، وطوال فترة الخطوبة هذه كان يتمنى كل الرضا لي، كان يعاملني بطريقة يحسدني عليها القريب قبل الغريب، وجاء موعد الزواج أعترف أنني أحببته من كل قلبي، وكل مخاوفي تجاهه زالت بفضل معاملته والتي لم يكن لها مثيل قضينا أسبوع عسل، نعم كما سمعتم أسبوع فحسب، أعلم أنه في كل أرجاء العالم يكون شهر عسل، ولكن بما إننا في حي شعبي فكان يكفينا أسبوع عسل، كانت سبعة أيام حوت سعادة الكون بما حوى، ولكن دائما ما تنعكس طبيعة الأشياء من حولنا، فبعد هذه الأيام السبع انقلب حال زوجي كليا، وتغايرت معاملته معي وباتت الفروق كما الفروق بين السموات السبع والأرضين السبع في اليوم الثامن قام زوجي بزيارة والدته (خالتي)، وما إن عاد حتى بدأ يرمقني بنظرات مليئة بالاستحقار، لم يكن يقترب مني وكأنه حيل بيني وبينه؛ والأدهى من ذلك أن زياراته لوالدته تعددت كثيرا وتكررت وبات بعيدا عني كل البعد، لا يعاملني كمعاملة الأزواج بل كمعاملة شخص أجبر على العيش مع شخص لا يطيقه ولا يقوى على النظر إليه 
كان على الدوام يخبرني عن قباحتي على الرغم من كوني أتسم بعلامات الجمال، وليست شهادة مني امتداحا لنفسي ولكنها شهادة من الجميع، كنت أتعجب حينها عندما أجده ينفر من التواجد معي أو التقرب مني ويسمني بقبيحة الشكل!، لم تكن شهادة ممن حولي وحسب بل كانت شهادته بنفسه، أيقنت أن هناك شيء خاطئ يحدث ولكنني لم أحدد ملامحه بعد؛ كان يتعمد دوما النوم بعيدا عني، تارة في الصالة وتارة في حجرة الضيوف، وبدأت حياتنا سويا في أولى مراحل الجمود والبرود، عودت نفسي على التعود على كل أوضاعه، أجبرتها على التعايش معه والتكيف على كل طباعه حتى وإن كانت حادة ولاذعة ولا تقبلها أية امرأة على نفسها، لقد بات الأمر لا يشكل أي فارق بالنسبة لي، لم أرى في أمر زواجي برمته سوى رضا ربي فيه

رفيقة الجن Where stories live. Discover now