الفصل الثالث

275 6 0
                                    

كانت ملامحها المخيفة والتي تزداد سوءاً باقترابها تجعلني كلما تقدمت تجاهي خطوة أتراجع عن الدولاب خطوة خشية اقترابها مني، ولكني فجأة وجدتها في وجهي تراجعت دفعة واحدة بظهري ولكني لم أستطع الهروب منها نهائيا إذ أنني سقطت على السرير من خلفي، ومع سقوطي على السرير بات جسدي بالكامل مفرودا عليه وقد سابت عظام جسدي وفقدت السيطرة عليه كاملا! باتت المرأة واقفة أمامي بشكلها البشع وصوتها والذي كان مثله مثل الكلاب المسعورة التي انطلقت خلف سارق، كانت تزوم بأصوات مخيفة ومفزعة اقتلعت قلبي من مكانه، مكثت أسمع صوتها المفزع حتى ألهمني خالقي أن أقرأ قرآنا للتخلص منها، وما إن شرعت في قراءة آيات من الذكر الحكيم وجدتها قفزت فجأة بسرعة فائقة ومكثت على صدري بكل ثقلها المميت ورائحتها النتنة، وجدت لساني يثقل عن تكملة الآية وشعرت بسخونة تنبعث في الحجرة بأكملها، وكلها لحظات وعاينت بأم عيني سبب الحرارة التي انبعث في حجرة نومي، فقد اشتعلت النيران في الحجرة بأكملها ما إن صعدت هذه السيدة الغريبة وباتت فوق صدري، ولم يحجب بصري الشاخص في النيران من حولي إلا وجه السيدة القبيح والذي بات في وجهي يكاد أن يكون وقد التصق به صرخت السيدة في وجهي، وما كان مني إلا أنني صرخت مثلها، ماذا أفعل وأنا أواجه كل هذه الصعاب المريرة وبمفردي؟!

“لماذا تصرخين هكذا؟!، هل أصابكِ الجنون أم ماذا حل بكِ؟!، أنظري جيدا لحالكِ وتأملي إلى أين وصلتِ؟!، أتصرخين كل هذه الصرخات وأنتِ نائمة؟!”
لقد كان سؤالا موجها من زوجي، بالفعل لقد كنت نائمة، نهضت من مكاني على السرير وأخذت ألتفت يمينا ويسارا وأنظر للحجرة من حولي ولاسيما للدولاب، وقد وجدته مغلقا، والحجرة بأكملها لم يكن بها إلا زوجي ونفسي، وجدته يصرخ في وجهي يبتغي طعام الغداء؛ أسرعت للمطبخ لأجهز له الطعام بأسرع ما لدي خشية من رد فعل لا أبتغيه على الإطلاق وخاصة كوني لا أزال حينها أرتعد خوفا مما رأيته
وجدته يدخل خلفي المطبخ ويسألني عن سبب صراخي بهذا الشكل المقلق أثناء نومي، فسردت له كل ما حدث، ولكن الغريب في الأمر أنني وجدته يتعامل مع ما أسرده له بشكل أقل من الطبيعي وكأن الأمر بأكمله لا يشكل له أي فارق، وجدته يرجع كل ما رأته إلى كونه مجرد كوابيس ليس إلا؛ طريقة حديثه كانت تتسم بالجمود والبرود المتناهي، ولكني لم أقتنع بكلماته مطلقا كنت حينها موقنة أنه ليس كابوس وحسب وأنه أمر لا يبشر بخير على الإطلاق، وإنما نذير شر وربما كان بمثابة الدق على ناقوس الخطر للإعلام عما هو آت

رفيقة الجن Where stories live. Discover now