الفصل الرابع

228 5 0
                                    

كنت أطمئن نفسي بأنه من الممكن أن يكون مجرد كابوس مزعج ومخيف ولاسيما أنني غير متعودة على النوم بالنهار نهائيا، وهذه أول مرة أنام نهارا وفي مكان جديد أيضا لم أتعود عليه بعد؛ ولكن يعود إلي من جديد شعوري بأن هناك شيئا منذرا بشر آتي لا محالة؛ جهزت طعام الغداء وتناولناه سويا، وبعدها بدقائق عاد زوجي لعمله ومكثت وحيدة مجددا بالمنزل، من أولها وقبل أن تراودني أفكار مخيفة وتعاد أحداث ما رأته أمام عيني سارعت للكاسيت وجعلت بداخله شريطا عليه قرآن كريم، شعرت براحة شديدة مع آيات الله التي تتلى، ولكن بعد دقائق معدودة الشريط سف ولم أفهم كلمة واحدة تخرج منه، أسرعت وأطفأت الكاسيت قبل أن أخسر الشريط بالكامل، ووضعت غيره والجديد حدث معه مثلما حدث مع السابق، كررت المحاولة للمرة الثالثة ومثلما حدث في السابق حدث مع الثالث، يئست من تكرار المحاولات فخرجت من الغرفة واتجهت للصالة وأمسكت بمصحفي وجلست أقرأ القرآن الكريم بصوتي وقد اعتلت جسدي بالكامل طمأنينة عارمة، وحمدا لله أنه لم يحدث معي أي شيء حينها.
ومرت بضعة أيام قلائل واكتشفت أنني حامل، أخبرت زوجي بالخبر وقد بات من شدة سعادته محلقا في السماء، وقد أخبر والدتي ووالدته ودعاهما بمنزلنا احتفالا بالخبر السعيد؛ وجاء الأهل والأحباب ولأول مرة في كل حياتي أرى خالتي (أم زوجي) بهذه الحالة، لقد قرأت في عينيها الشر تجاهي وتجاه ما ببطني من ابنها، لقد كانت غير سعيدة كليا بخبر حملي من ابنها وكأنها لا تطيقني في حياة ابنها، ولديها إصرار على فعل أي شيء مهما بلغ عظم مقداره لتتخلص مني وتمحيني من حياة ابنتي تحاملت على نفسي وعلى الرغم من كل ما رأته منها من أشر معاملة على الإطلاق إلا إنني تجاوزت كل شيء إرضاء لخالقي وإرضاء لزوجي، وفي النهاية هي خالتي ولكن ترسخ بداخل نفسي الخوف الشديد منها وترسخ لا إراديا تجنبها على قدر المستطاع خشية بطشها وبأسها الشديد علي.

رفيقة الجن Where stories live. Discover now