الفصل الثاني عشر

142 4 0
                                    

كان يغلب على صوته الهيبة والوقار، لقد هبته لدرجة أنني خشيت منه، ولاإراديا مني ذهبت لأصافحه، وما إن لمست يدي يده إذ وجدتها وكأنها قطعة من حر جهنم فصرخت متألمة متوجعة، هنا استيقظت من النوم وحمدت الله أنه كان مجرد كابوس وليس بشيء آخر، ولكن ثانية واحدة كيف له أن يكون كابوسا وقد وجدت نفسي نائمة على الأريكة بالصالة ولست بغرفة نومي؟!
ذهبت لأطمئن على ابنتي ووجدتها غارقة في نوم عميق فاطمئن قلبي حينها وسكن، ولكني سألت نفسي سؤالا مفزعا: “هل ما كنت أعاني منه سيعود معي من جديد؟!”؛ ومرت الأيام وابنتي تذهب لدراستها وأنا لعملي ونلتقي سويا لنعود سويا للمنزل، كنت لا أتركها بالمنزل دوني مطلقا، وعلى الرغم من عملي المتواصل والدائم إلا أن أحوالي المادية متعثرة وصارت متردية للغاية ولم أكن أعي السبب؛ وابنتي مثلي أحوالها الدراسية باتت سيئة عن ذي قبل، كنت على الدوام أرى خيالات بالشقة الجديدة، ولكني على الدوام أقنع نفسي بأنها مجرد أوهام وتهيأت؛ وفي يوم من الأيام صرخت ابنتي وقد كانت نائمة، ركضت عندها فوجدتها ترتجف فسألتها عما أصابها، فأخبرتني أن هنالك رجالا أقوياء يركضون خلفها في منامها ويريدون أن يأخذوها أخذت ابنتي في حضني وطمأنتها وأخبرتها بأنه مجرد كابوس مزعج، ونمت بجوارها ومن هذه الليلة لم أتركها تنام بمفردها، وفي يوم من الأيام بينما كنت جالسة أقرأ القرآن الكريم بعد صلاتي سمعت أصواتا تأتي من الصالة لأناس كثيرين، فذهبت لأرى وأكتشف الأمر وإذا بي أرى أناس كثيرين غريبي الهيئة يبدو عليهم أنهم ليسوا بمصريين، فمن ملابسهم التي كانوا يرتدونها يعرفون على أنهم هنود أو باكستانيون، وكانت تترأسهم سيدة من أول ما نظرت إلي وجدتها ترمقني بنظرات غريبة، صرخت فيهم جميعا: “من أنتم؟!، وماذا تفعلون في منزلي؟
اقتربت مني السيدة قائلة: “منزلكِ؟!، إنه ليس بمنزلك إنه منزلنا، ونريد منكِ أن تتركِ المنزل ولا تعودي مرة أخرى وإلا سلبنا منكِ ابنتك”!، كانت تضع على رأسها غطاء، كانت قد أمسكت به وألقته على وجهي، فأمسكت به وأزلته وإذا بهم جميعا قد اختفوا من أمامي، ولكني في لحظتها سمعت أصوات خربشة تأتي من المطبخ فركضت لأتفقد الوضع، وإذا بي أجد ابنتي وقد أمسكت السكين الحاد وتريد أن تقطع شرايين يدها!
صرخت صرخة مدوية لأجعلها تستفيق مما هي فيه، كانت ابنتي مغيبة كليا وكأنها نائمة في نوم عميق، وبالفعل عندما تداركت الأمر استفاقت وكأنها تستفيق من نومها وسألتني عما حدث لتكون بالمطبخ، أخبرتني عن كابوس حدث معها نفس المرأة التي رأيتها بالصالة وألقت في وجهي غطاء الرأس بنفس مواصفاتها، كانت قد جاءت لابنتي وهددتها إن لم نرحل فستتخلص منها مثلما فعلت مع دميتها، كانت قد أمسكت دميتها وألقتها من النافذة! 

رفيقة الجن Where stories live. Discover now