ومرت الكثير من الأيام كنت أمكث بمنزل أهلي، لم أجد الراحة التي كنت أبتغيها بسبب الكوابيس التي كانت لا تزال تطاردني، كلما غفوت حلمت بما كنت أراه بمنزلي وعلاوة على ذلك كانت الكوابيس قد تطورت فكنت أرى ابنتي التي فقدتها وهي لا تزال وليدة أيام ولم أستطع الحفاظ عليها؛ كانت تراودني أفكار على الدوام أنني إن لم أعلم الأسباب الخفية التي كانت وراء ما كنت أراه بمنزلي لن تنكف عن مطاردتي الكوابيس السوداء والتي لم تعد تفارقني ولا لثانية واحدة، بت أعيش في جحيم حرفي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لذا قررت الذهاب لمنزلي القديم وسؤال أيا من الجيران حوله عن أي معلومات حول منزلي وفي يوم من الأيام ذهبت وزرت جارة للمنزل الذي كنت أسكن فيه، استقبلتني أحسن استقبال وما وجدته منها جعلني أبوح عن كل ما بداخلي، أسلوبها شجعني على سرد كل ما حدث معي بهذا المنزل اللعين، وردة فعلها أدهشتني كثيرا وجعلتني أوقن أنني كنت الضحية في الموضوع بأكمله، وجدتها تخبرني بأن المنزل من الأساس مسكنون ومنذ زمن بعيد، وكل من بالجوار يشهدون بأنه مسكون بالجن والشياطين وأخبرتني عن قصة المنزل كاملة وعن قصة السيدة التي على الدوام كنت أراها، المنزل كان ملكا لسيدة وكانت في نهار تطهو الطعام بالصالة، في قديم الزمان كانوا يستخدمون الباجور قبل اختراع البوتاجاز، فالنار أمسكت في ملابسها بينما كانت تطهو، فأخذت تصرخ وتستغيث بمن حولها، ولكن لم يستطع أن يسعفها أحد للأسف الشديد، إلى حين تمكنهم من كسر باب المنزل كانت النيران قد تمكنت من جسدها بالكامل، ووجدوها ملقاة على الأرض تنازع الحياة وتلفظ أنفاسها الأخيرة؛ وظل الناس بالمنطقة كل ليلة يسمعون أصوات صرخات هذه السيدة من المنزل على الرغم من كونه كان خاويا يخلو من أي بشري على الإطلاق، وظل المنزل على هذه الحالة لسنوات طوال ولم يسكن به أحد حتى جاء زوجك ووالدته واستأجروه من الورثة أطلعتني على أمر هام للغاية وهو أنه عندما أتى زوجي ليستأجر المنزل قبل زفافنا أخبروه كل الجيران بأن المنزل الذي يريد مسكون بالجن والشياطين وأنه سيعد مصر أذى لهم جميعا، فأجابهم زوجي بكل برود بأنه وما المانع في ذلك؟!، وعندما أخبرته هذه الجارة بأنه من المؤكد أن الفتاة التي ستتزوجها ستؤذى، أجابتها خالتي بأن زوجة ابني لا تخاف ولا تهاب شيئا عدت للمنزل وبدلا من بحثي عن الراحة وإيجادها عدت مهمومة محملة بأسئلة لا حصر لها علاوة على الأسئلة التي ذهبت من الأساس لإيجاد جواب لها؛ إذا كان السيدة التي أنهت حياتها النيران هي السبب في كل ما حدث معي، فلماذا كانت علاقتي مع زوجي متوترة على الدوام؟! إذا كانت هذه السيدة التي كانت تظهر لي بهذه الطريقة والكيفية لماذا لم تؤذني ولا مرة واحدة؟!، لماذا كانت تكتفي بجعلي أرى ما حدث لها؟!
وخالتي؟!، ما علاقة خالتي بكل هذا، وما علاقتها بكل ما حدث معي ولا زال يحدث لي؟!
شعرت وكأن عقلي سينفجر من شدة التفكير وكثرة التحليلات والأسئلة التي يعجز عن إيجاد تفسير أو حتى إجابة لها، وكانت الأسئلة بكل يوم يمر علي تزداد اليوم تلو الآخر، حتى جاء اليوم الذي زارتنا فيه صديقة لوالدتي وفي نفس الوقت تكون جارة لخالتي، أخبرتنا بأن زوجي سيطلقني غيابي وأنه سيبعث لي ورقة الطلاق على منزلي هذا
YOU ARE READING
رفيقة الجن
Horrorبادئ ذي بدء هذه قصة كل أحداثها ذكرت على لسان صاحبتها من خاضت التجربة وعاشت كل أحداثها بكل آلامها وأوجاعها......