ومرت الأيام بطريقة عادية للغاية حتى جاء اليوم الذي أعلمني فيه زوجي بأننا سنذهب لزيارة والدته، وبالفعل ذهبت معه لزيارة والدته على الرغم من أنني كنت لا أريد في قرارة نفسي الذهاب معه ولكني خشيت من ردة فعله إن علم ما في نفسي، وما إن وصلنا عندها شعرت وكأنها ترمقني بين الحين والآخر بنظرات كلها شر وغضب وكأنها تتوعد لي، حاولت ألا أنظر إليها قدر المستطاع لأمرر اليوم بسلام ووئام، وبعد قليل وجدتها تدخل مطبخها وخرجت منه وبيديها كوبين من الحليب، أعطت كوب لابنها والآخر كان من نصيبي، شرب ابنها كوبه في أقل من لمح البصر، ولكني وضعته أمامي ولم أرتشف منه ولا حتى رشفة واحدة، في الحقيقة خشيت أن تكون قد وضعت بداخله سم للتخلص مني نهائيا لاحظت أنها من حين لآخر تطالعني وكأنها تريد أن تجبرني على شرب الحليب، وبالفعل لم تتمالك نفسها عن سؤالي…
خالتي: “لماذا لم تشربي حليبك؟!”
أجبتها: “إنني لا أشرب الحليب مطلقا، اجعلي ابنك يشربه”.
خالتي بقرف متناهي: “لا… إن ابني لن يشربه، أعطني الكوب”.
وبالفعل أخذته بعصبية من يدي وألقت به على الأرض، كانت تتفوه بكلمات تدينني بها ولكني لم أفهم كلمة واحدة منها بسبب المسافة التي كانت بيني وبينها وبسبب شدة الحزن والضيق الذي شعرت بهما؛ طلبت من زوجي حينها الرحيل في الحال، فوافق على طلبي ولكنه كان مضجرا مني بسبب ما فعلته مع والدته على حد قوله؛ وحدثت بيننا مشادة في الحوار كانت خلالها والدته تشجعه على ضربي وتربيتي من جديد، لم أكن حينها قد أخطأت في حقه ولا حقها، ماذا إذا لم أرد أن أشرب الحليب خشية شيء ما؟!، في ماذا أخطأت إن رفضت ذلك بكل أدب وذوق؟
وكانت نتيجة المشادة التي حدثت أمام والدة زوجي أنه رضاها بكل تأكيد بأن توعد لي بألا يخرجني من المنزل نهائيا، وأنه سيقيد كامل حريتي علاوة على كونه قد سبني أمامها وأبرحني ضربا لتكون راضية عنه ويفرح قلبها ويشفي غليلها تجاهي؛ سالت الدموع من عيني ولكن قلبي كان ينزف دم أضعاف قطرات الدمع التي كانت تنزل من عيناي، عدنا للمنزل وطوال الطريق لم يتحدث معي ولا كلمة واحدة حتى أنه لم يبت معي بحجرة النوم وآثر نومه في الصالة كعادته والتي كيفت نفسي عليها من الأساس أردت أن أكسر حالة الجمود التي بدأت من الأيام الأولى من زواجنا، استيقظ زوجي مبكرا على غير عادته شعرت به أثناء صلاتي للفجر، فقمت وجهزت له طعام الإفطار وحاولت أن أصالحه واجتهدت في ذلك ولكنه أبى أن ينطق معي بحرف واحد، اكتفى بتجاهلي
YOU ARE READING
رفيقة الجن
Horrorبادئ ذي بدء هذه قصة كل أحداثها ذكرت على لسان صاحبتها من خاضت التجربة وعاشت كل أحداثها بكل آلامها وأوجاعها......